'نغلب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، ومشكلتنا تكمن في تأخر صرف التعويضات وكل مطالبنا سرعة صرفها'، هكذا يُطالب مزارعو جنوب بورسعيد، حيث يُعانون بسبب تأخر صرف التعويضات لهم الخاصة بأراضيهم ومنازلهم لتنفيذ مشروع الطريق الدائري 'محور 30 يونيه' بالجنوب، حيث بالرغم من مرور 4 سنوات إلا أنه لم يتم صرف التعويضات حتى الآن.
أصل المشكلة
يقول حسن بكر أحمد عبد الرازق، أحد مزارعي جنوب بورسعيد، إنه تابع لجمعية الإسراء الزراعية وقد تسلّم الأرض 'بور' منذ أكثر من 15 عامًا وقام باستصلاحها على مدار السنوات الماضية وفى خلال الفترة الماضية كان يقوم بزراعتها أرز ولكن كالعادة كانت المياه تنعدم فجأة ولم تصل إلى الأرض ويموت المحصول وبعدها قام بزراعتها قطن ولكن حدثت الخسارة الفادحة لأن المحصول لم يحقق الأرباح ولا حتى ثمار التعب والجهد، وقامت الدولة بتعويضهم ببعضٍ من تلك الخسارة، وفى العام الذى زرع فيه قطن وعندما ترعرع المحصول فوجئ بـ'الكراكات' تجرف الأرض من أجل إنشاء الطريق الدائرى الجديد وضاع تعبه ومحصوله وأرضه ومنزله إلا أنه تم تخصيص تعويض له عن ذلك ولكن تأخر صرفه.
أزمة مزارعي جنوب بورسعيد
ويُضيف الناصر صالح، أحد المزارعين بالجنوب، أن 'السهم الخاص بي كان عبارة عن أرض صحراء لا زرع فيها ولا ماء، واستعملت الكراكات والبوابير والليزر وقمت باستصلاحها منذ أكثر من 10 سنوات وقمت بعمل قرض من البنك وتداينت كثيرًا للأقارب والجيران، وحتى الآن لم يزورنا مسؤول لتحديد موعد صرف التعويضات عن الأسهم والمنازل أيضًا فمنازلنا نقيم فيها وتعتبر من مرافق الأرض وتم هدمها'.
الديون تطارد المزارعين
ويُضيف محمد عبد الرحمن صالح، أحد المزارعين، أنه يمتلك مزرعة مساحتها حوالى 1000 متر مرخصة بجمعية 'الإسراء' ويدفع أقساطها وضرائب عقارية ومنزل بجوار السهم الخاص به، وقد تم التهام المنزل والسهم والمزرعة، مضيفًا: 'ما حدث خراب بيوت ما لم يتم استعجال صرف التعويضات، فمنذ أكثر من 17 عامًا أُقيم فى تلك المنطقة وعانينا الكثير من عدم وجود المرافق مثل المياه والكهرباء، ووضعنا البنية التحتية للأرض حتى الترع والمصارف قمنا بشقها ولكن فجأة ضاع كل شىء دون تعويض حتى الآن وعندما لجأنا إلى المسؤول عن الطريق لنعرف منه قيمة التعويضات وميعادها أخبرنا بأنه المسؤول التنفيذى عن المشروع فقط وأن الزرع ليس له أى تعويض بالرغم من أن الجمعية صرفت لنا التقاوى والأسمدة ولم تخبرنا بأن أراضينا ضمن خطة مشروع الطريق الجديد ورضينا بالأمر الواقع وقلنا إنها خطة الدولة، ولكن مرت السنوات ولم يتم تعويضنا حتى الآن، ونطالب بسرعة صرف التعويضات لنا'.
أزمة مزارعي جنوب بورسعيد
قيمة التعويض
وتابع صالح، أن أحد المسؤولين أخبرهم بأن يذهبوا إلى مديرية المساحة بالإسماعيلية لتقديم أوراقهم ليتم تعويضهم فى الحال وبالفعل ذهبوا إلى مبنى نزع الملكية بالإسماعيلية وقدموا الأوراق التى تثبت ملكيتهم للأرض واستفسروا عن قيمة التعويض والميعاد ولكن أخبروهم بأنهم سيتسلموا الأوراق فقط وأن مزراعى الإسماعيلية هم من فى الخطة أولًا ثم مزراعى بورسعيد، متابعًا: و'رجعنا نشد خيبة الأمل وراءنا أميال' بحسب قوله.
أزمة مزارعي جنوب بورسعيد
وناشد جميع المزارعين المتضررين من ضياع أراضيهم ومنازلهم ومزارعهم، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضرورة التدخل وسرعة صرف التعويضات، فهناك أُسرة تتكون من 7 أفراد وأُسر أخرى 5 أفراد.
النقابة العامة للمهندسين الزراعيين
من جانبه أكد الدكتور محمد شطا، رئيس لجنة الاستشاريين بالنقابة العامة للمهندسين الزراعيين بالقاهرة، أنه فى عام 2016 كان عضوًا فى لجنة تعويضات نزع ملكية محور 30 يونيه والتى شملت نزع ملكية 914 فدانًا لتدخل ضمن المحور وكذلك نزرع أراضى محور 3 يونيه امتداد النفق عند الكيلو 18 والعشرات من المنازل وبعد حصر كلى للتعويضات التى ستقوم مديرية المساحة بمحافظة الإسماعيلية بصرفها كان يُشترط تقديم أوراق الملكية الخاصة بالأراضى ولكن للأسف جميع أراضى الجنوب بدون عقود للملكية بل الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية هى الوحيدة المالكة لتلك الأراضى فكان يجب عليها أن تقوم بتحرير عقود استثنائية للمزراعين حتى يتمكنوا من صرف التعويضات ولكن لم تُحرك ساكنًا مما اضطر المزارعين إلى اللجوء للقضاء برفع قضايا للتعويضات منذ 4 سنوات والأمر لا يزال على ما هو عليه حيث أنه لم يتم الفصل نهائيًا فى تلك القضايا حتى تاريخه.
أزمة مزارعي جنوب بورسعيد
وأضاف شطا، أن التعويض منذ 4 سنوات كان 150 ألف جنيه للفدان الواحد، والآن لم يصبح التعويض عادلًا بالنسبة لهم، قائلًا: 'الناس دى اتظلمت حقيقى' ما بين الهيئة العامة للتعمير والجمعيات التابعين لها، فكان يجب أن تحتويهم الجمعيات أيضًا ككيان اعتبارى واحد'، مشيرًا إلى أن بعض أعضاء جمعية 'القناة' كانت الأحكام القضائية لصالحهم بخصوص الأراضى التابعة لمحور 30 يونيه حسب قانون 'نزع الملكية' رقم 10 لعام 1990 بشأن التعويضات وينتظرون حتى يتم الفصل نهائيًا فى تلك المشكلة من قِبل القضاء العادل.
جدير بالذكر أنه تم رصد مليار و750 ألف جنيه لإنشاء طريق جنوب بورسعيد بما فيهم التعويضات وإنشاء الكبارى.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
