القشة التي قسمت ظهر "آبي أحمد".. إقليم " تيجراي" يشعل نيران الاحتجاجات الأهلية بأثيوبيا.. هل سيؤثر هذا على سد النهضة؟

سد النهضة
سد النهضة
كتب : سها صلاح

لم تكن الاضطرابات الأخيرة في إثيوبيا، ومحاولة إقليم تيجراي الانفصال عن البلاد، وما تبعه من معارك طاحنة مع الجيش الإثيوبي وحدها من تهدد اكتمال بناء سد النهضة، وفق تقديرات محللون في موقع افريكا نيوز بل تكشفت عقبات أخرى تعاني منها إثيوبيا وتهدد بالفعل اكتمال السد الجديد.

فمنذ أوائل تسعينيات القرن الماضي ساد الصراع والقتال بين الجماعات والأقاليم التي لها حدود مشتركة خاصة على حدود الصومال وإريتريا والسودان، مثل إقليم تيغراي الذي يقع بالقرب من إريتريا، وإقليم أجاودين قرب الصومال، وإقليم بني شنقول قمز الذي تسكنه قبائل تنتمي للسودان ويقع بالقرب من الحدود السودانية، ويقام على أرضه سد النهضة، مشيرا إلى أن من بين الأسباب الرئيسية لهذه الصراعات هي التنافس على الموارد الطبيعية والأراضي، بالإضافة إلي عدم المساواة والتنوع الديني وعدم وضوح الحدود بين المناطق والمقاطعات.

الحكومة الإثيوبية تفشل في توحيد الشعب

ما كان معتادا على الحكومة الإثيوبية ترويجه طوال تلك السنوات بدأ السكان المحليون ينظرون إليه بعين الشك، فقد وضح لهم من خلال جولات المفاوضات أن مصر لا تسعى لوقف التنمية للإثيوبيين، بل كان كل ما تطالب به هو عدم تقليل حصتها من المياه.

كما أعلنت خلال المفاوضات أنها ستتقبل نقص حصتها من المياه لحين بناء السد طالما أن مياه الفيضانات كافية، ولكنها كانت تشترط فقط وقف التخزين والملء خلال سنوات الجفاف، كما جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف المساعدات عقابا لإثيوبيا على تعنتها في مفاوضات السد، وتحذيره لها من تفجيره ليضع الأمور في نصابها الصحيح لدى أذهان الشعب الإثيوبي.

كما كانت الحكومة تعول على تصدير الكهرباء المولدة من السد وهو أمر قد يبدو غير واقعي أيضا لعدم استفادة الإثيوبيين الذين ليس لديهم كهرباء وعددهم يزيد على 75% من جملة السكان من كهرباء السد نظراً لخطة الحكومة لتصديرها إلى الدول المجاورة مثل السودان وكينيا وجيبوتي، وللتكلفة الهائلة التي تعادل تكاليف سد النهضة نفسه وهي أكثر من 8 مليارات دولار في حالة إقامة شبكة ربط كهربائى داخل الأراضي الإثيوبية الصعبة والمكونة من جبال وأودية وانحدارات شديدة وأمطار غزيرة تصل إلى حد السيول في موسم المطر وعدم توفر شبكة طرق جيدة وانتشار معظم السكان على مساحات شاسعة تقدر بمساحة مليون كيلومتر مربع.

استغلال الحكومة لشعب الاورومو

ويقول الموقع الافريقي إن الحكومة الإثيوبية استغلت بناء السد ونفذت حملة اقتطاع مساحات كبيرة من الأراضي المملوكة للأورومو، من أجل تنفيذ خطة التوسعات والمشروعات المزمع إقامتها حول العاصمة أديس أبابا، وتهجيرهم من أراضيهم، دون دفع التعويضات المناسبة ما زاد من السخط ضدها، كما امتدت معارضة الحكومة إلى منطقة بني شنقول التي يقع في أراضيها سد النهضة حيث اعترض السكان المحليون بعد أن تضرروا وهجروا من أراضيهم وفر بعضهم إلى أهاليهم من بني شنقول في شرق السودان هرباً من بطش واضطهاد السلطات الإثيوبية.

ومن يريد زيارة السد من أديس أبابا عليه أن يستخدم الطيران وهو ما يعني أنهم لم يشاهدوه سوى في وسائل إلاعلام، مشيرا إلى أن العقبات الأخرى التي جعلت السكان غير متحمسين للسد أنه لن يفيد غالبية السكان الذين يعيشون على المناطق المرتفعة وهي أكثر من 2000 متر أعلى من مستوى بحيرة السد والذين يعانون من نقص مياه الشرب النقية بعد انتهاء موسم الأمطار، كما أن السد لن يخدم التنمية الزراعية لمحدودية الأراضى المستوية القابلة للزراعة بالرى حول السد وخزانه والمقدرة بنحو 200 ألف فدان.

كل تلك الأسباب أشعلت النار في إقليم تيغراي وسيتبعه الكثير وحينها لن تستطيع الحكومة الإثيوبية والوقوف إمام الشعب.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً