قُتِل في 3 دقائق بسلاح عن بعد.. تفاصيل جديدة في اغتيال فخري زاده ولماذا في هذا التوقيت؟

اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده
اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده
كتب : سها صلاح

عقب فوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أدلى بعدة تصريحات بشأن السياسة الخارجية الأمريكية المقبلة كان اهمها عودة الاتفاق النووي مع إيران، واغتيال محسن فخري زاده، عالم الأسلحة النووية الإيراني، يمكن أن يؤدي إلى إشعال فتيل العنف بين إيران وإسرائيل وامريكا، ويضع إدارة بايدن المقبلة في مأزق عندما يتعلق الأمر بإعادة العلاقات مع إيران.

وفقًا لما قاله عاموس يادلين ، المدير التنفيذي للمعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي ، فمن المحتمل أن الأطراف الثلاثة 'يوسي كوهين ، نتينياهو، مايك بومبيو' كانوا يخططون لما يجب القيام به قبل أن تتولى إدارة بايدن السلطة وتعاود التعامل مع إيران،وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن اغتيال فخري زاده يتبع نمط هجمات الموساد الأخرى على كبار المسؤولين في البرنامج النووي الإيراني .

وأثار اغتيال فخري زادة عاصفة من التساؤلات والتكهنات في إيران، عما إذا كان الموساد الإسرائيلي يقف فعلاً خلف اغتيال العالم النووي الإيراني؟ وعما إذا كان الجهاز الإسرائيلي هو الذي اغتاله، فلماذا؟ وكيف يمكن أن تنتقم إيران من تل أبيب؟

تفاصيل جديدة في كيفية قتل فخرى زاده

كشفت الإذاعة الأمريكية تفاصيل جديدة عن اغتيال محسن فخري زادة، أبرز علماء إيران في مجال الطاقة النووية، مشيرةً إلى أن عملية قتله استغرقت 3 دقائق فقط وفقا الطب الشرعي، وسط اتهامات من طهران لإسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتيال زادة. واضافت الإذاعة الأمريكية إن لم يكن هناك عامل بشري في مكان الاغتيال، ولم يتم إطلاق النار إلا بأسلحة آلية يتم التحكم فيها عن بعد، كذلك أوضحت أن فخري زادة وزوجته كانا تقلهما صباح الجمعة 27 نوفمبر 2020 سيارة مضادة للرصاص، بمرافقة 3 سيارات حراسة في طريقهما إلى منطقة 'دماوند' قرب طهران.

اغتيال فخري زادهاغتيال فخري زاده

وإحدى سيارات الحراسة انفصلت عن الموكب على بعد كيلومترات من موقع الحادث، بهدف التحقق ورصد أي حركة مشبوهة، وأشارت الوكالة إلى أنه في تلك الأثناء تسبب صوت بضع رصاصات استهدفت السيارة في لفت نظر فخري زادة وإيقاف السيارة.

وأضافت أن فخري زادة خرج من السيارة معتقداً أن الصوت ناتج عن اصطدام بعائق خارجي أو مشكلة في محرك السيارة.

لكن عقب نزول فخري زادة من السيارة، 'قام مدفع رشاش آلي يتم التحكم به عن بعد مثبت على شاحنة صغيرة مركونة على بعد 150 متراً، بإطلاق وابل من الرصاص عليه، لتصيبه 3 رصاصات، قطعت واحدة منها نخاعه الشوكي، وبعد لحظات تم تفجير الشاحنة المركونة، وفقاً للوكالة الإيرانية.

بعد ذلك نُقل فخري زادة جريحاً إلى مستوصف قريب، ومنه بطائرة مروحية إلى مستشفى في طهران لكنه توفي هناك،من جهة أخرى، قالت الوكالة إن التحقيقات أظهرت أن صاحب الشاحنة المركونة غادر البلاد في 28 نوفمبر 2020، دون تسمية الجهة التي توجه إليها.

هل اغتاله الموساد الإسرائيلي؟

يُعد فخري زادة أحد أهم العلماء في إيران، وكانت تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف برنامج نووي 'عسكري' تنفي طهران وجوده.

كانت إسرائيل قد حصلت في عام 2018 على آلاف الوثائق 'السرية' الإيرانية، وحينها أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن ارتياحه للحصول على الوثائق، موضحاً أنها تكشف تفاصيل خطة إيرانية تهدف، على حد قوله، لصنع خمسة رؤوس نووية، وقال خلال مؤتمر صحفي: 'تذكروا هذا الاسم'، متحدثاً عن فخري زادة.

وبينما لم ترد إيران بعد على اغتيال فخري زادة، قال القائد السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية آموس يادلين في مكالمة هاتفية مع صحفيين: 'هذه المرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها، كل هذا يندرج في سياق حرب سرية، واعتقد ان الايرانيون سيأجلون الرد حتى تنتهي الأيام الأخيرة من إدارة ترامب حتى لا يتسنى له استخدام هذا الرد لشن هجوم مباشر على إيران.

تابع يادلين أن طهران قد تستهدف علماء إسرائيليين أو تستخدم قوات موالية لها مثل حزب الله اللبناني لشن عملية ضد تل أبيب، أو 'تطلق صواريخ من إيران' أو تستهدف سفارات إسرائيلية في الخارج.

الذكري السنوية لقاسم سليماني

يُذكر أن إيران فقدت هذا العام بمقتل فخري زادة ثاني شخصية من بين مجموعة شخصيات تُعد الأكثر أهمية بالبلاد، إذ سبق أن أعلنت الولايات المتحدة في يناير مسؤوليتها عن اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، مهندس الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، والمسؤول عن ضربات على مواقع ومصالح أمريكية في العراق.

قاسم سليمانيقاسم سليماني

وتوقيت وفاة فخري زاده ملحوظ، حيث تدخل الولايات المتحدة فترة يحتمل أن تكون خطرة مع اقتراب الذكرى السنوية لوفاة قاسم سليماني ، القائد العسكري الإيراني البارز ، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في العراق في 3 يناير، و يعتقد أن رد طهران - هجوم صاروخي واحد على منشأتين عسكريتين أمريكيتين مع تحذير كافٍ لتجنب وقوع إصابات كان ضعيفًا.

الهجوم الذي ربما تم توقيته ليحدث في الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترامب يمكن أن يسبب مشاكل لإدارة بايدن، والانتقام الايراني قد يقضي على فرصة في استئناف المفاوضات قبل دخول بايدن مكتبه، ولكن هل تلك العملية مقصودة للقضاء على آمال بايدن من قبل ترامب أم ستستمع إيران لصوت الاعتدال إلى حين يتسلم بايدن زمام الأمور؟

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً