في 4 أغسطس الماضي استيقظ العالم على فاجعة تفجيرات 'مرفأ بيروت'، والتي راح ضحيتها الآلاف ومن ثم خرجت المظاهرات وحتى الآن لم تستقر لبنان اقتصادياً أو حكزمياً بعد استقالة الحكومة أثر هذه الفاجعة، ومازالت الحادثة الآليمة لغزاً تظهر حاجيته شيئاً فشئياً، ومن تلك الخيوط التي تكشف مؤامرة تفجيرات بيروت، مقتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي الذي وُجد جثة داخل منزله في قرطبا قضاء جبيل في لبنان، مصاباً بضربات على رأسه من آلة حادة.
جثة في منزله الجبلي وعلاقته بمرفأ بيروت
تتواصل التحقيقات لمعرفة أسباب الجريمة التي رجّحت بعض المعلومات أن تكون بدافع سرقة بعض الأدلة على تفجيرات مرفأ بيروت، وعندما حاولت زوجته الاتصال به أكثر من مرة للاطمئنان عليه لم تتلق جواباً، عندها لحقت به إلى المنزل الجبلي فوجدته جثة داخل المنزل.
وقالت التحقيقات إن العقيد أبو رجيلي قُتل بآلة حادة على رأسه عندما كان نائماً في سريره، ولا توجد آثار خلع وكسر للباب الرئيسي للمنزل.
تفجيرات بيروت
رئيس مكافحة التهريب في مرفأ بيروت
بحسب التحقيقات فإن العقيد المتقاعد منير أبو رجيلي تولّى أكثر من منصب في مديرية الجمارك، وكان عضواً في المجلس الأعلى للجمارك، وتنقّل بالمناصب بين المطار ومرفأ بيروت ومراقبة المعابر الحدودية، وتولّى أخيراً رئاسة قسم مكافحة التهريب في الجمارك قبل أن يُحال إلى التقاعد منذ قرابة العامين
وما يُرجّح 'فرضية' أن يكون سبب وفاته 'الغامضة' مرتبطا بتحقيقات انفجار مرفأ بيروت، أن المحقق العدلي القاضي فادي صوان يُحقق مع كل من تولّى مسؤولية في مرفأ بيروت منذ وصول باخرة Rhosus المحمّلة بـ'نترات الأمونيوم' في العام 2012، سواء كان وزيراً أو ضابطاً أو مسؤولاً في إدارة المرفأ.
استدعي للتحقيق بانفجار مرفأ بيروت
وفقاً لتحقيقات سرية كان العقيد أبو رجيلي قد استُدعي إلى التحقيق منذ فترة، وأدلى بمعلومات 'مهمة' عن 'باخرة الموت' ربما ساعدت في كشف خيوط جريمة انفجار المرفأ، فتمت تصفيته جسدياً،واعتبرت 'أن الدولة تستطيع كشف ملابسات الجريمة وبسرعة، خصوصاً أنه يوجد في بلدة قرطبا كاميرات مراقبة مثبّتة في أكثر من نقطة'.
علاقة صداقة مع عقيد توفي بظروف غامضة
إلى ذلك، أشارت المعلومات المستقاة من أشخاص من بلدة قرطبا، إلى أن المغدور كانت تربطه علاقة صداقة بالعقيد جوزيف سكاف الذي توفي عام 2017 في ظروف غامضة، حيث ورد تقريران متناقضان لطبيبين شرعيين أحدهما أشار إلى أن الوفاة طبيعية، أما الثاني فأكد أن هناك من يقف خلف مقتل العقيد، خصوصاً بعد وجود كدمات برأسه.
وبعد أيام على انفجار مرفأ بيروت، نشر ابن العقيد جوزف سكاف على حسابه عبر 'فيسبوك': 'في مارس العام 2017 تم ارتكاب جريمة بحق العقيد المتقاعد في الجمارك جوزف سكاف، الذي لم يسقط كما قيل، العقيد هوجم بوحشيّة، وقتل أمام منزله.
والعقيد جوزف سكاف، كان سبق وكتب رسالة في فبراير 2014 إلى 'مصلحة التدقيق والبحث عن التهريب' التابعة لوزارة المالية، طالب فيها بإبعاد الباخرة Rhosus المحمّل على متنها 2750 طناً من 'نترات الأمونيوم' إلى خارج الرصيف 11 في مرفأ بيروت، وطالب بوضعها تحت الرقابة، أي حمولتها.