هل تضع المقاطعة مع قطر أوزارها بعد 3 سنوات ونصف؟ حراك كبير في العواصم العربية على المستوى الدبلوماسي، جهود حثيثة قادتها الكويت لتقريب وجهات النظر بين الرباعي العربي وقطر لإنهاء القطيعة بوساطة أمريكية.
جاءت بوادر التقدم بعد عدة أيام من المحادثات المكثفة التي توسطت فيها الولايات المتحدة حيث سافر صهر ترامب وكبير مستشاريه وفريقه إلى السعودية وقطر في وقت سابق في محاولة لكسر الجمود في المحادثات والذي حال دون التوصل إلى اتفاق لسنوات.
إحراز تقدم
وقال أحمد ناصر الصباح، وزير الخارجية الكويتي، إنه تم إحراز تقدم في جهود حل الخلاف الذي دفع السعودية وحلفاءها إلى مقاطعة قطر منذ منتصف 2017.
وأضاف 'الصباح'، في بيان قبل أيام 'جرت مؤخراً مناقشات مثمرة عبرت فيها كل الأطراف عن حرصها على التوصل إلى اتفاق نهائي'.
من جهته قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في تغريدة على تويتر، إنه يأمل أن تتكلل جهود الكويت والولايات المتحدة لحل الخلاف بين دول الخليج بالنجاح، وشكر البلدين على 'تقريب وجهات النظر'.
موقف مصر
وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، عن تقدير مصر لاستمرار الجهود المبذولة من جانب أمير الكويت ودولة الكويت الشقيقة لرأب الصدع العربي وتسوية الأزمة الناشبة منذ عدة سنوات بين قطر ودول الرباعي العربي، وذلك في إطار الدور المعهود للكويت وحرصها الدائم على الاستقرار في المنطقة العربية.
وأضاف: 'نأمل في هذا الصدد أن تسفر هذه المساعي المشكورة عن حل شامل يعالج كافة أسباب هذه الأزمة ويضمن الالتزام بدقة وجدية بما سيتم الاتفاق عليه. وتؤكد مصر في هذا المقام بأنه انطلاقًا من مسئولياتها ووضعها، فإنها تضع دائما في الصدارة الحفاظ على التضامن والاستقرار والأمن العربي'.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري، الأسبق السفير جمال بيومي، في تصريحات صحفية لجريدة لـ'النهار العربي' اللبنانية: 'إن مصر من الأكبر بحيث إنها تستطيع استيعاب مثل هذه الأزمة، أما قطر فهي دولة صغيرة، ونحن نكن لها كل التقدير، وأنا كنت دائم الزيارة لها قبل المقاطعة'.
وأضاف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: 'لقد كنت أنصح المسئولين القطريين بأن ينظروا للدول الصغيرة في أوروبا كيف تلعب دوراً إيجابياً في دعم العلاقات الأوروبية بدول حوض البحر المتوسط والدول العربية، إن تلك الدول لا تمول أشخاصاً أو جماعات تهاجم الدول الأوروبية الأخرى'.
وتابع: 'أنا بشكل شخصي أرحب بدور مهم لقطر، لأنها دولة لديها قدرات مالية كبيرة، لكن يجب أن ترتقي الدوحة بقدراتها الذهنية والسياسية لمستوى إمكانياتها المالية، وإلى أن نصل إلى اختيار قطر لدور غير دورها الحالي'.
متطلبات المصالحة
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في لقاء إعلامي: 'هناك تطور حدث خلال الأيام الماضية، بوجود إطار للتفاهم لحل القضايا التي أدت إلى هذا الوضع ونحن دائما على استعداد للتعامل بإيجابية في كل ما يحقق التضامن العربي ويزيل أي قدر من التوتر ولكن هذا يتطلب أيضا أن ما يتم بلورته من حيث الاتفاق يكون اتفاق شامل وأنه اتفاق يراعي كافة العوامل التي أدت إلى هذه الأوضاع وأن يضمن لمصر ودول الرباعية أن يكون هناك تقدير لأهمية وتكريس المبادئ الخاصة بالعلاقات حتى ما بين الإخوة في عدم التدخل في شؤون الداخلية والعمل على مراعاة مصالح الشعوب وعدم محاولة زعزعة استقرارها وأن يكون المبدأ مبدأ العلاقات الأخوية التي تربط بين الدول العربية من حيث الرعاية لمصالحها بشكل مشترك وعدم المساس بمستقبل واستقرار الشعوب'.
تأييد إماراتي
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، في تغريدة على حسابه على تويتر: 'تثمن الإمارات جهود الكويت الشقيقة والمساعي الأمريكية نحو تعزيز التضامن في الخليج العربي، وتدعم المساعي السعودية الخيرة وبالنيابة عن الدول الأربع، وتؤكد على أن علاقات مجلس التعاون مع مصر الشقيقة ركن أساسي في المحافظة على الأمن العربي واستقرار المنطقة، وتتطلع إلى قمة خليجية ناجحة'.