تحول أحد الملاعب الرياضية في بريستول البريطانية إلى عيادة مؤقتة لتوفير التطعيمات التي انتجتها شركة فايزر، وكذلك وتتسارع أيضاً عمليات تحويل ساحات القرى، والمكتبات، وساحات انتظار السيارات في بريطانيا إلى مراكز تطعيم مؤقتة، وتستعين الحكومة برجال التخطيط العسكري لتقديم المشورة.
وبينما كانت تستعد بريطانيا لبدء تجريب لقاح فيروس كورونا يوم الثلاثاء، تواجه البلاد أكبر تحدٍّ واجهه النظام الصحي ببريطانيا، وهو تطعيم عشرات الملايين من الناس ضد فيروس كورونا في خلال أشهر،وفي الوقت نفسه، تتصارع السلطات على تنفيذ القانون مع مجموعة من التهديدات الأمنية المحيطة بحملة اللقاح، وفقا لصحيفة النيويورك تايمز.
وبدأت التطعيمات يوم الثلاثاء الماضي في المستشفيات المختارة حول بريطانيا التي تلقت أول مجموعة من اللقاح الذي طورته شركتا Pfizer وBioNTech، والذي يجب تخزينه في درجات حرارة منخفضة جداً. لكن من المتوقع أن تؤدي العيادات المؤقتة التي أُعدت سريعاً دوراً أكبر مع توسع برنامج التلقيح الجماعي.
ويُطلب من المتقاعدين العاملين بالقطاع الصحي المساعدة، بينما تجند هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية عشرات الآلاف من عمال الإسعافات الأولية وآخرين للمساعدة في إعطاء الحقنة بما يتوافق مع توافر اللقاح لشريحة أكبر من الناس بالتدريج.
وبينما ينشغل خبراء الصناعة ومسؤولو الصحة بهذه الأمور، يواجه ضباط إنفاذ القانون ورجال الأمن الإلكتروني تحدياً لا يقل أهمية أمام التهديدات الأمنية المحتملة المحيطة بمنتج محاط بمثل هذا الطلب.
كيف يمكن الحفاظ على اللقاح؟
يكون لقاح فايزر، في طريقه من المصنع إلى المستشفيات والمواقع الأخرى، عرضةً للتلف بالإضافة إلى السرقة، لأنه يجب تخزينه في درجة حرارة أقل من 70 درجة مئوية تحت الصفر أو 94 درجة فهرنهايت تحت الصفر.وتقول كلير زابوفا كبيرة محللي تهديدات الإنترنت في Security X-Force التابعة لشركة IBM إنّه نظراً لتنافس الدول على استخدام اللقاح أولاً، فربما تحاول جهات دولية أو حتى جماعات إرهابية إفساد عمليات التوصيل. وقالت: 'وهذا سيجعل الكثير من جرعات اللقاح فاسدة وغير مفيدة، سيكون بمثابة هجومٍ مدمر'.
قد تُسبِّب اللقاحات في بعض الأحيان ردود فعل تحسسية، لكنها تكون عادةً نادرة وقصيرة الأجل.
وربما تضطر شركة فايزر بسبب قلة المواد الخام إلى تقليص عدد جرعات اللقاح التي وعدت بتسليمها هذا العام لبريطانيا إلى النصف تقريباً، أي خمسة ملايين جرعة. وهناك مأزق محتمل آخر في إنتاج الثلج الجاف الضروري لتعبئة وشحن اللقاح.
كيف ستقدم اللقاحات؟
ستُقدم اللقاحات في ثلاثة أنواع مختلفة من الأماكن وهي: المستشفيات، ومكاتب وعيادات الأطباء، ومراكز التطعيم المؤقتة التي ما تزال قيد التحضير. كما ستشمل أماكن للتطعيم داخل السيارة، والملاعب الرياضية، والمنشآت العامة. ويمكن الاعتماد على خبرة أطباء الأسرة، الذين سيتحملون الكثير من المشقة، إذ يعطون 15 مليون جرعة إنفلونزا على الأقل سنوياً.لكن لقاحات فيروس كورونا ستكون مختلفة لعدة أسباب. فبالإضافة إلى لقاح شركتي Pfizer وBioNTech، من المتوقع أن تمنح بريطانيا التصريح للقاحين آخرين على الأقل، أحدهما من إنتاج شركة Moderna، والآخر من إنتاج شركة AstraZeneca وجامعة أوكسفورد. لكن موعد ومكان إتاحة كل منهما لم يتضح بعد.
ويقول الخبراء إن دور مكاتب الأطباء سيبرز أكثر إذا فاز لقاح AstraZeneca بالتصريح. فبالإضافة إلى أنه أقل تكلفة بكثير، يمكن تخزينه في مستويات المجمدات العادية.
وبعد ذلك تأتي مخاوف أن عموم البريطانيين قد يمانعون تلقي لقاحات فايزر ومودرينا، اللذين يعتمدان على تقنيات لم تُختبر بالنسبة لغيرها من اللقاحات، ناهيك عن النشطاء المناهضين للتطعيمات.
مَن سيحص على اللقاح أولاً؟
ستكون الأولوية للبريطانيين الأكبر سناً والأكثر عرضة للإصابة، مما سيتطلب من النظام الاتصال بالأشخاص المناسبين لتلقي اللقاح في مواعيد محددة، ثم يكرر هذا مرة أخرى بعد ثلاثة أسابيع من أجل الجرعة الثانية.ويجب أن يتم كل هذا في وقت يعاني فيه القطاع الصحي من إجهاد حاد، إذ واجه العاملون صعوبة شديدة في إنجاز أعمالهم طوال أشهر من الضغوط التي لا تهدأ في خلال فصل الشتاء الذي يكون فيه الناس أكثر عرضة للمرض في العموم.
ومع ذلك يثق مارتن مارشال، رئيس مجلس الكلية الملكية للممارسين العامين، في نجاح تجارب اللقاح.
وقال: 'أعتقد أننا سننجح في هذا إذا عملنا عبر هيئة الخدمات الصحية البريطانية، وأظهرنا بعض المرونة. الأمر يعتمد على قوة هيئة الخدمات الصحية، وهو نظام مركزي ومنظم وجيد الإدارة، ويعتمد أيضاً على قيمنا'.