تستمر أزمة الأطباء في المطالبة بمعاش استثنائي لشهداء فيروس كورونا "كوفيد 19" في ظل انتشار جائحة كورونا والتي راح ضحيتها الكثيرين حتى وصل عددهم إلى 283 طبيبًا، حتى اليوم منذ بداية من الأزمة، لذا تحاول "أهل مصر" معرفة كل ما هو جديد حول وضع الأطباء في ظل الموجة الثانية من كورونا.
قالت الدكتورة منى مينا، عضو لجنة الشكاوي بنقابة الأطباء ووكيل النقابة السابقة، أن المطالبة بمعاش استثنائي للأطباء فالنقابة طالبت بها منذ شهر مارس الماضي لجميع الأطقم الطبية وليس الأطباء فقط، موضحة أن الطبيب يعمل مع الطبيب ويتعامل عن قرب مع المريض ويمكن أن يعمل على تركيب أنبوبة حنجرية وغيره لذا فإن نسب الإصابات والوفيات بفيروس كورونا حول العالم كله في الأطقم الطبية أعلى من المواطنين العاديين.
وأضافت مينا في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أنه عندما يتوفى أطباء شباب في سن الثلاثينات والأربعينات تاركين أبناء في عمر شهور وأخرين بعمر سنوات بمراحل عمرية مختلفة، متسائلة:كيف نصل بهؤلاء الأبناء إلى بر الآمان وكيف نُجنب الأسرة شر الحاجة، فتضحيات الأطباء والمسعفين والصيادلة والتمريض وغيرهم من الفريق الطبي لا تقدر بأموال ولكن يجب علينا أن نجبر ما نستطيع جبره من خسارة لأن خسارة رب الأسرة لا تقدر لأن أسرهم تكون بدون عائل.
وتابعت في حديثها، أن الجميع يعلم أن المعاش الحكومي قليل ولا يكفي لذا يتم المطالبة بالآتي:
- معاش استثنائي يقرر من الحكومة بأي طريقة فالطرق القانونية كثيرة؛ يمكن أن يكون من خلال ضم شهداء الأطقم الطبية لشهداء الإرهاب بقانون 16 لسنة 2018 الذي أنشئ بصندوق تكريم للشهداء ضحايا الإرهاب لافتة إلى أنه لا يوجد حاليا أخطر من إرهاب فيروس كورونا والفريق الطبي هو من يتصدى لهذا الإرهاب وبالتالي يجب تكريمهم، أو أي قانون أخر مناسب.
- تيسير الإجراءات التي تسهل على الأسرة الحصول على المعاش من خلال كتابته إصابة عمل، فإنه يجب أن يكون هناك توجيه واضح لمكاتب الصحة أنه عندما يوجد ما يثبت ويوضح أن الشهيد توفى نتيجة كورونا يتم كتابته في شهادة الوفاة أنها إصابة عن كوفيد 19 لأن قليلا من مكاتب الصحة تكتب ذلك والكثير يشير إلى أنه وفاة عن طريق فشل تنفسي حاد أو التهاب رئوي اختصارا للأسباب وسيكون حينها من الصعب أنه وفاة نتيجة إصابة عمل والتي ترفع المعاش بعض الشيء والذي سيكون أن يشكل مع المعاش الاستثنائي بعض الشيء.
- توجيهات لجهات العمل لتيسير اثبات أنها وفاة إصابة عمل وأن الطبيب كان يعمل مع مرضى فيروس كورونا وأن طبيعة عمله تحتم عليه التعامل معهم حتى يكون من السهل الحصول على معاش إصابة عمل.
- حتى اليوم لم يتم التواصل مع التأمينات الاجتماعية التي تصرف المعاشات حتى تجعل الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي تصرف المعاش لذا مطلوب من الهيئة أن تصدر قرار بضم كورونا للأمراض التي تستحق صرف معاش إصابة عمل، فالوزارة أصدرت بالفعل القرار ولكن مازال يحتاج إلى توجيه بضم كورونا للأمراض التي تستوجب صرف معاش إصابة عمل.
ولفتت إلى أن كل هذا يتم المطالبة به طوال الفترة الماضية، متمنية أن يكون هناك استجابة سريعة لأن اليوم توفى 7 شهداء من فيروس كورونا نعتهم النقابة، لأن معدلات الوفاة غير مسبوقة، ولا يخفى على أحد أعداد الوفيات فلا توجد إحصائية رسمية من وزارة الصحة ولكن من خلال المتابعة في كل المحافظات وتقديم الأوراق الرسمية التي تثبت للحصول على الدعم المالي من النقابة، يتم عمل حصر للعدد.
وأشارت إلى أنه دائما يكون هناك أرقام ومن سقطوا في وسط العاصفة، ففي وسط كل ذلك، تسائلت ألا يجب أن يكون هناك استجابة سريعة من المسئولين للأطباء حيث يحزنهم عدم وجود تعويض يدعم الأسر عن فقد عائلها.
وقال الدكتور محمد عبد الحميد، عضو مجلس نقابة الأطباء، أنه لا يوجد جديد حول معاش استئثنائي للأطباء في ظل أزمة فيروس كورونا، موضحا أنه تم إرسال خطابات منذ شهور للإضافة ضمن قانون 16 لسنة 2018 ولكن الجديد هو أنه سيتم إنشاء صندوق الكوارث وتخصصيه لأعضاء المهن الطبية ولا أحد يعرف ماذا سيقدمه تحديدًا للأطباء ولكن مصادره من الفريق الطبي غير قانون 16 الخاص بشهداء العمليات الحربية والإرهابية والذي ينص على أنه من حق رئيس الوزراء إضافة فئات أخرى يحددها فإن مصادر تمويله على المواطنين كلهم.
وأضاف عبد الحميد في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أنه تم تحديد بنود صندوق الكوارث منها صندوق تحسين الخدمة، صندوق الجزاءات وجزء من مكافئة أطباء الامتياز، ولكن لا أحد يعرف هل سيكون معاش دائم أو مكافأة أو كيف سيتم تخصيصه للأطباء، ومازال لم يتم عمل لائحته.
وتابع عضو مجلس نقابة الأطباء، أن عدد الشهداء مازال يرتفع وتم تسجيل 12 شهيد من الأطباء بفيروس كورونا خلال يوم واحد، موضحا أن الموجة الثانية لانتشار فيروس كورونا ستكون أعلى من الموجة الأولى في أعداد الإصابات والوفيات، لافتا إلى أننا نخسر أطباء في تخصصات بها ندرة سواء رعاية مركزة وغيره.
ولفت إلى خلال هذه الظروف والوضع الوبائي، يتم توفير كل الدعم للأطباء وعمل مسحات في دول كثيرة حول العالم ومنها السعودية التي خصصت نصف مليون ريال لكل أسرة شهيد بفيروس كورونا وقبل أزمة كورونا كان الأطباء هناك يحصلون على مقابل مناسب، موضحا أن النقابة واتحاد المهن الطبية يقدمان معا مبلغ 100 ألف جنيه لاسر الشهداء المتوفين بكورونا وهو غير مناسب ولن يكفي لتوفير حياة كريمة لأسرة طبيب متوفي يترك ابنائه في مراحل دراسية مختلفة.
وكان عدد شهداء الأطباء المتوفين بفيروس كورونا، وصل إلى 283 شهيد حتى اليوم أخرهم الشهيد الدكتور سعد الدين نجيب استشارى باطنة.
ويذكر النقابة العامة للأطباء، أعلنت صرف مبلغ 50 ألف جنيه لأسر الطبيب المتوفي شهداء الأطباء بفيروس كورونا، بالإضافة إلى الدعم المقدم من اتحاد المهن الطبية.
كما قرر اتحاد المهن الطبية، ويضم "الأطباء البشريين- الصيادلة - أطباء الأسنان- الأطباء البيطريين"، صرف 20 ألف جنيه لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" لمن تم حجزهم في المستشفى و5 آلاف جنيه للعزل المنزلي بدًءا من 18 أغسطس الماضي، مع مبلغ 50 ألف جنيه لأسر شهداء أعضاء النقابات الأربعة.