مواجهة حاسمة يخوضها فنانو ومثقفو مدينة الإسكندرية، دفاعا عن رمز فني يمثل قيمة تاريخية وشاهدا على جزء مهم من حركة التطور الفني والنهضة بمصر عموما وعروس الأبيض المتوسط خصوصا، حيث يتعرض مقر 'أتيليه الإسكندرية'، الكائن بالمقر الأثرى التاريخي في قصر 'تمفاكو' بمنطقة الأزاريطة، لأزمة كبرى تهدد بالقضاء على جزء مهم من ذاكرة الوطن، وذلك من خلال محاولات الملاك الأصليين استلام المبنى الذي يشغله الأتيليه لكونه مؤجّرًا، وبذلك يتم القضاء على مركز التنوير والفنون والثقافة بالإسكندرية.
ويُعد أتيليه الإسكندرية، مكانا لالتقاء لفنانين والكتاب، ويقع في شارع فيكتور باسيلي المتفرع من شارع السلطان حسين بحي وسط الإسكندرية، وهو مسجل كأثر من آثار مصر الإسلامية بالقرار رقم 538 لسنة 1996.
أتيليه الإسكندرية
ويرجع تاريخ مقر الأتيليه بالقصر الذي بناه اليونانى تمفاكو في الفترة ما بين 1925 إلى 1930 في عصر الملك فؤاد الذي حكم في الفترة من 1917م إلى 1936م وقد حدثت به عدة تجديدات، حين نقل ملكيته إلى أحد تجار الإسكندرية المشهورين وهو تاجر الأخشاب كرم النجار، وتمت هذه التجديدات بمعرفة المهندس ماكس إدرى وقد عرف القصر منذ تلك الفترة باسم قصر كرم.
وتفاعل فنانو ومثقفو الإسكندرية، مع الأزمة، حيث دشّنوا 'هاشتاج' بعنوان 'أنقذوا أتيليه الإسكندرية'، في محاولة منهم لإنقاذ الأتيليه والحفاظ على تاريخ الفن والثقافة بالمدينة الساحلية، كما أرسل مجلس إدارة أتيليه الإسكندرية، شكوى إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، من أجل البحث في ضياع مقر الأتيليه، الأول من نوعه في مصر، الذي يجرى 'توأمة' في كثير من دول العالم خاصة روما.
أتيليه الإسكندرية
وأعلن الكاتب الصحفى معتز الشناوى، عضو أتيليه الإسكندرية - جماعة الفنانين والكتاب، أن مجلس إدارة الأتيليه برئاسة الدكتور محمد رفيق خليل، قرر استئناف نشاطه اعتبارًا من الأسبوع الجاري، وفقًا للإجراءات الاحترازية – بحفل موسيقي كبير بحضور الموسيقار الكبير الدكتور فتحي الخميسي، أستاذ الموسيقى بأكاديمية الفنون، وسيتم الإعلان عن الفعاليات الفنية والثقافية تباعا.
وأكد عضو أتيليه الإسكندرية - جماعة الفنانين والكتاب، عن إطلاق عدد من أعضاء الأتيليه ورواده ومحبي الفنون والآداب لحملة تدوين إلكترونية وهاشتاج '#أنقذوا_أتيليه_الإسكندرية' للحفاظ على الأتيليه، لما يمثله كصرح ثقافي وفني كبير، في التاريخ الحديث لعروس المتوسط.
أتيليه الإسكندرية
وأكد الشناوى، أن قصر تمفاكو الذي يضم أتيليه الإسكندرية، هو مبنى تاريخي أثري مسجل في عداد التراث وتابع لوزارة الآثار، ويتم الإشراف عليه ومتابعة المبنى بشكل دائم، حيث إن عمر المبنى تخطى الـ 100 عام، بالإضافة إلى أنه مسجل في عداد التراث، بأن المبنى تحت إشراف ومسؤولية أتيليه الإسكندرية.
وأضاف، أن تاريخه يعود إلى القرن الـ 19، كما أن المبنى مسجل كأثر، وعمره يتجاوز 100 عام، بل هو أقدم الجمعيات الثقافية في مصر، ولا يمكن أن يحافظ على المبنى إلا الفنانين، و'أتيليه الإسكندرية' أنشأه الفنان محمد ناجي في 1934، أي قبل أتيليه القاهرة بنحو 20 سنة.
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية