صدام مبكر بين الرياض وبايدن| حرب اليمن تُزيد الموقف سوءًا.. وتجميد صفقات السلاح يضع الرياض في ورطة

السعودية وأمريكا
السعودية وأمريكا

يسعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى تحقيق توازن في العلاقات الأميركية-السعودية، تستطيع واشنطن من خلاله مراقبة الرياض، بدون إفساد العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.

ويرى مراقبون أن تجاهل بايدن للتواصل مع قادة السعودية، يطرح تساؤلات بشأن أسباب موقفه وأولويات الولايات المتحدة في فترة بايدن، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط، معتبرين أن ذلك الموقف مؤشر على المعاملة الصامتة تجاه أبرز اللاعبين في المنطقة، في أوائل حكم بايدن.

ويعتبر عدم تواصل بايدن مع هؤلاء الزعماء حتى الآن، على النقيض تماما من سياسة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي توجه إلى السعودية في أولى زياراته الخارجية.

وفي الوقت الذي تجاهل فيه الوافد الجديد للبيت الأبيض أبرز زعماء الشرق الأوسط، سارع في التواصل مع زعماء أوروبا وآسيا، ما يعطي انطباعًا بأولويات إدارة بايدن، ما يعطي انطباعًا بتراجع الاهتمام الأمريكي بالشرق الأوسط، في مقابل الاهتمام بالصين وأوروبا.

بايدن كان واضحًا خلال حملته الانتخابية، التي هدد فيها السعودية بما وصفه بـ "دفع الثمن" وملاحقة المتورطين في اغتيال خاشقجي وقصف المدنيين في اليمن، في الوقت ذات الذي أكدت فيه أفريل هاينز مديرة المخابرات المركزية الأمريكية الجديدة أنها بحوزتها تقريرًا سريًا يكشف المتورطين في اغتيال خاشقجي بالنقصلية السعودية في إسطنبول.

وفي أول خطوة حقيقية تؤكد مساعي بايدن لاتباع سياسة أكذر حدة مع الرياض، قرر قطع الدعم العسكري للسعودية في اليمن، وجمد صفقات أسلحة معها وعين مبعوثا خاصا إلى اليمن لمتابعة المفاوضات من أجل تسوية سلمية.

ولغى بايدن 28 صفقة سلاح إلى دول الخليج وبقيمة 36.5 مليار دولار، وبما فيها مقاتلات أف-35 للإمارات وقنابل للسعودية تستخدم في اليمن و7500 صاروخ مُسيّر دقيق للمملكة العربيّة السعوديّة، بالإضافة إلى حُزمَةٍ من الذّخائر والمَعدّات الأمريكيّة “الذكيّة”.

وعلى الفور أعلن أنتوني بلينكن، وزير الخارجيّة الجديد، رفع حركة أنصار الله التي تمثل جماعة الحوثيين من قائمة الإرهاب الأمريكية، ووقف الدعم الأمريكي العسكري والسياسي للرياض في اليمن، واصفًا تلك الحرب الدائرة هناك بـ "الكارثة الإنسانية" التي تسببت في مقتل 110 آلاف يمني، ونشر المجاعات والأوبئة هناك.

في بادرة لإثبات حسن النية، بادر السعوديون بإطلاق سراح الناشطة النسوية لجين الهذلول التي قضت عامين ونصف، بسبب مطالبتها بالسماح بقيادة النساء السعوديات.

كما أطلقت الرياض، الأسبوع الماضي، سراح اثنين من المواطنين السعوديين الحاملين للجنسية الأميركية، بعد رفض طلبات سابقة من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.

وجاءت تلك المبادرات من السعودية بسبب إدراكها لمدى الخطورة الإستراتيجية بالنسبة لها بعد تجميد صفقة الصواريخ الدقيقة وعقود صيانة طائرات "إف16" و"إف15" ما يؤدي بالطبع إلى خروج نحو نصف قوة سلاح الطيران السعودي من الخدمة ، في الوقت الذي تواجه في المملكة تهديدات إيرانية غير مسبوقة.

ويشير موقف بايدن تجاه المملكة إلى الخطأ السعودي في الرهان على الحليف الإسرائيلي، مقابل الانسلاخ من التحالفات العربية والإسلامية، باعتبار أن إسرائيل كحليف إستراتيجي سيقوم بتذليل أي عقوبات تواجه المملكة مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

وفي وقت سابق حذرت أهل مصر في تقرير لها من الإفراط في التعاون الأمني والعسكري بين السعودية وإسرائيل لا سيما في مرحلة ما بعد استلام محمد بن سلمان لولاية العهد، وتزامنًا مع ولاية الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب الذي مارس ضغوطاً شديدة على المملكة العربية السعودية لتنضم إلى قافلة الدول العربية التي وقّعت اتفاقات من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً