اعلان

"كفر الشاويش" أشهر قرى الشرقية في صناعة الفخار تواجه الاندثار.. والحرفيون: نكافح للبقاء (فيديو)

"كفر الشاويش" أشهر قرى الشرقية في صناعة الفخار تواجه الاندثار
"كفر الشاويش" أشهر قرى الشرقية في صناعة الفخار تواجه الاندثار

تشتهر قرية 'كفر محمد جاويش' الشائع اسمها بـ'كفر الشاويش'، التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، بصناعة الفخار، وهي حرفة أساسية بالقرية منذ عشرات السنين، كانت مصدر الدخل الأساسي ومصدر رزق لأبناء القرية، قبل الانصراف عنها من قبل محترفيها، بسبب المجهود الكبير في مقابل العائد المادي القليل، رحل الكثير من الفواخرية عن مهنتهم الأم، باحثين عن مصدر رزق بديل، فيما مات أسطوات الحرفة من المسنين، بينما بقي بعض ممارسي الحرفة لأسباب، أهمها أنهم لا يعرفون بديلا سواها، وباتت هي مصدرهم الوحيد للرزق، مكافحين في البقاء رغم صعوبات تواجههم.

ويقول 'سعيد محمد' أحد رواد الحرفة في القرية وعمره يتخطى 50 عاما: 'اتولدت في الفاخورة (مكان مخصص لصناعة الفخار وتجهيزه)، ودي حرفة أبويا اتعلمتها من صغر سني، ما دخلتش مدارس، وكبرت واتجوزت من خيرها، كلنا بنشتغل بذراعنا في الفاخورة، أنا وزوجتي وأولادي وأحفادي، وهي حرفة يدوية تماما، متابعا: 'ما بقتش جايبة همها، بنتعب كتير وعلى قد مجهودنا ما بنلاقيش، لكن ما باليد حيلة، ما ينفعش نسيبها لأننا ما نعرفش غيرها، وما نلاقيش ناكل لو هجرناها'.

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

وأضاف ابنه 'أحمد سعيد' الشاب الثلاثيني: 'حظي مختلف عن أبويا لأني دخلت المدارس وحصلت على دبلوم تجارة، لكن الحرفة أساس عيلتنا زي ما هي أساس لأسر كتير في القرية، ودي مصدر رزقنا الأساسي، بشتغل شغل أخر بجوار الفواخير، لكفاية أسرتي وبعد إنهاء ساعات عملي، أساعد والدي ووالدتي في الفاخورة'، متابعا: 'أتوقع اندثار المهنة، لأن العائد منها قليل ومالناش تأمينات ولا نقابة تحمينا، وشغلنا يوم بيوم وبذراعنا، لو مرضنا مش هنلاقي ناكل، ولهذا السبب نبحث عن بدائل، لافتا إلى أن الأطفال والشباب الصغار يفرحون في الصغر باللعب في الطين وصناعة الفخار، بعضهم ينصرف عنها في مرحلة شبابه إما لأنه لم يحتمل مجهودها في مقابل دخلها القليل، أو لأنها حرفة بسيطة فيفكر الشباب العمل في المدن الصناعية، لكن في كل الأحوال هي حرفة يتعلمها تحسبا للظروف في المستقبل'.

وعن مراحل التصنيع قال 'جمال محمد' الذي سافر منذ بضع سنوات لدولة الأردن للعمل بها، بعدما امتهن الفواخير لسنوات كحرفة أساسية للدخل وكسب قوته ووقوت أسرته :'لما فاض بيا ومالقتهاش جايبة همها سافرت الاردن أشوف سكة رزق جديدة، وفي الأجازات في مصر مابنساش حرفتي لازم أشتغلها وفاخورتي لسة موجودة وأنا من الفواخرجية المحترفين والأسطوات، متابعا: 'اما عن مراحل التصنيع أضاف: 'انهم يجلبون التراب لعمل الفواخير، وهو عبارة عن نوعين، تراب حصيلة تجريف الأرضي الزراعية محمل بالشوائب والأخشاب والحصى، أو الطمي المستخلص من البحار، تستخدم في صناعة الفواخير'.

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

وتابع 'جمال' :'بنشتغل في الفخار الأحمر، وبالنسبة للفخار الأبيض قليلا ما نصنعه الذي يُصنع من خلط تراب تجريف التربة الزراعية أو خلاصة طمي البحر بالإضافة للطمي المستخلص من طين السيول وما يسقط من أعالي الجبال بسبب الأمطار والمعروف باسم 'زَبَدة'، موضحا أنهم يصنعون كل الأواني الفخارية الدائرية وذلك بسبب 'الحجر' أو 'الدولاب'، تلك الآلة البدائية التي يصنعون عليها الفخار، تحكمهم بالشكل الدائري، وهو عبارة عن قلب حديد به رمان بلي من الأعلى وكذلك من رمان بلي من الأسفل لتسهيل الحركة، عند وضع قدم العامل على الطبلية التي تقع أسفل 'الدولاب'.

وعن بقية مراحل التصنيع قال: 'لدينا أحواض خرسانية مجهزة لتستقبل مراحل صناعة الفخار، نضع نحو 120 مقطف من التراب في حوض (المبلة أو التخمير) به ماء، مساحته متر ونصف عرض في متر ونصف عمق، وننتشل التراب بمصفاة لتصفيته من الشوائب والقش والحصى وكسر الزجاج، ثم نضعه في حوض أكبر يسمى 'المصطاح' ونتركه لأن يجف وتتشقق الطين، ثم نضعها في ماكينة لاستخراجها قوالب جاهزة للتشكيل على الدولاب، وفي حال جفافها نبللها بالماء لتزداد ليونة'، موضحا أن المراحل التي تمر بها القطعة حسب حجمها وتشكيلها، فهناك قطعة تمر بمرحلة وأخرى تمر بمرحلتين أو ثلاثة وصولا للشكل النهائي، ثم يتم رصها داخل الفاخورة لنحو شهر وأسبوعين شتاءً لتتماسك، ونحو أسبوعين صيفا ثم تكون جاهزة للتسوية في الفرن.

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

وأشار 'أحمد سعيد' إلى أنه يتم إدخال الفواخير إلى الفرن وكمرحلة بدائية يتم التدخين عليها لتحميصها في الفرن لمدة أسبوع بنشارة خشب ناعمة دون نيران لكي تمتص أي رطوبة مع غلق الفرن تماما للتأكد من عدم دخول تهوية، ثم توقد النيران بحطب أو أخشاب أو قش الأرز لمدة تاراوح من ساعتين وحتى 6 ساعات، ويتم استخراجه في اليوم التالي بعد هدوء الحرارة وبالتالي تكون وصلت أخر مراحل التصنيع التي يتم بيعها بعدها.

وأضاف 'الحاج سعيد' أحد كبار الحرفة: 'بيتم تسويق منتجانتا في صعيد مصر، وللسريحة من تجار القطاعي، وتبدأ القطعة من نصف جنيه إلى 25 جنيه حسب حجمها، موضحا بعض المصاعب أو المشكلات التي تقابلهم وتزيد صعوبة الحرفة: 'أحيانا ما بنعرفش نسوق منتجاتنا وحرمة البيع والشراء تتوقف مثلما حدث في أيام الحظر وعهد كورونا فضلا عن أسباب أخرى، هذا بالإضافة لأسعارها البسيطة مقارنة بمجهودنا الكبير فيها، متابعا: وبيتعمل لنا محاضر من البيئة بسبب الأفران وبندفع فواتير كهرباء وضرايب قطمت ظهرنا، لافتا إلى تكلفة الخامات عليهم بدءًا من التراب والعمال المساعدين معهم، هذا بالإضافة للخسائر التي يلاقوها في فصل الشتاء بسبب الأمطار رغم احتياجهم للبرودة، كما أن الصيف يتلف منتجاتهم فالفواخير لا تحتمل درجات الحرارة الساخنة، لافتا إلى تكلفة الفرن بنحو 10 ألاف جنيه، بينما ماكينة تشكيل الطمي تكلف نحو 35 ألف جنيه، وفي المقابل رغم الجهودات إلا أنهم لا يلاقون نتيجة مُرضية وأوشكت على الاندثار'.

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

قرية كفر الشاويش

محررة 'أهل مصر' في قرية 'كفر الشاويش'

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

قرية كفر الشاويش قرية كفر الشاويش

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً