الفتى الطموح ينتصر على الكرسي المتحرك.. عبد الرحمن: عانيت من الوحدة.. وأكملت مسيرتي في الغناء والمسرح ورفع الأثقال (صور)

"عبد الرحمن" هزمت أحلامه الكرسي المتحرك
"عبد الرحمن" هزمت أحلامه الكرسي المتحرك

لم يستطع الإحباط واليأس التمكن من قلبه، رغم الحادث الأليم الذي أفقده القدرة على الحركة، عندما كان واقفًا أمام نافذة الشباب مودعًا مرحلة الطفولة يتأهب لاستقبال مرحلة الشباب، لكن للقدر أهداف ومخططات لا ندركها إلا بمرور الوقت، فقد أُصيب في حادث 'موتوسيكل' بكدمة في الحبل الشوكي وكسر في العمود الفقري، أقعده على كرسي متحرك، لتنقلب حياته رأسًا على عقب، ويزداد أملًا في الحياة، ويقينًا بقدراته التي لا تعجز.

عبد الرحمن أحمد، البالغ من العمر 23 عامًا، والحاصل على بكالوريوس تجارة بجامعة عين شمس، يروي تفاصيل قصته قائلًا: 'أُصيبت بكدمة في الحبل الشوكي وكسر في العمود الفقري في حادث موتوسيكل، كنت لسه صغير وقبل مرحلة الجامعة'، متابعًا: 'عانيت سنتين وكنت محطم نفسيًا ومش مستوعب تحول حالتي من شخص بيجري ويلعب وشخص رياضي، لشخص ملازم كرسي متحرك ومش قادر أمشي ولا أقف وعاجز'، لافتًا إلى أنه كان يعتمد كليًا على قدميه إذ كان سبّاحًا محترفًا فضلًا عن ماراثوانات الجري الذي كان دائم المشاركة بها، وكان منفتحًا على الحياة باللعب والمرح والخروج مع رفاقه'.

الشاب عبد الرحمنالشاب عبد الرحمن

ويُضيف 'عبد الرحمن' لـ'أهل مصر': 'لم تمر المرحلة الأولى بعد إصابتي بسهولة، كنت مش مستوعب حالتي والتحول من الجري لملازمة الفراش والكرسي المتحرك'، مشيرًا إلى عون الله ودعم أسرته وبعض أصدقائه له، ومساعدته إلى أن استطاع تجاوز أزمته، معلقًا: 'صحيح فضلت سنتين وكانوا من أصعب أيام حياتي، وبالنسبة لي فترة طويلة للتأقلم لكن في الأخر قدرت أكون شخص جديد بأحلام وأفكار جديدة، وأصبحت أعتمد على نفسي بنسبة 100%'.

ويُشير الفتى الطموح، إلى قدرته السريعة على التعايش مع الحادث للدرجة التي جعلته يتصالح مع نفسه واتخذ من الكرسي المتحرك صديقًا له مسميًا إياه 'سلطان'، معبرًا عن ذلك قائلًا: 'سلطان أكتر حاجة ملازماني ومعايا طول الوقت وبتعامل بيه ومعاه وكأنه صديق حقيقي، بيستحملني ما بيزهقش مني، أصبح إيدي ورجلي، كنت في البداية مش متقبله وكنت حاسس إني الوحيد في العالم اللي بستخدم كرسي متحرك'، لافتًا إلى أنه دخل الجامعة والتحق بكلية التجارة بجامعة عين شمس، بادئًا مرحلة جديدة من حياته تعرّف خلالها على كثيرين من ذوي الهمم يستخدمون كرسي متحرك ويعتمدون عليه كليًا مثله تمامًا، وكونّ صداقات عديدة وعالم خاص به يليق بطموحه وقدرته على الثبات رغم أسوأ الظروف فجميع أصدقائه منهم أقوياء لا يعرفون اليأس'، حسب قوله.

الشاب عبد الرحمن

الشاب عبد الرحمن

ويؤكد أنه ازداد إصرارًا على مواصلة حياته بتغيير أفكاره وأحلامه، إذ كان يعتمد قبل الحادث على قدميه في الجر والسباحة فمارس كمال الأجسام ورفع الأثقال بعد الحادث باحتراف وكفاءة، وخلال 3 أعوام حصل على 7 بطولات، هذا بالإضافة إلى مشاركته في أنشطة الجامعة التي يشارك فيها الطلاب ذوي النشاط والرأي، وشارك في حفلات غنائية وقام بأدوار تمثيلية في المسرح، كما غنى 'راب'، وأعدّ 4 حفلات غنائية كانت من بينهم واحدة في الأوبرا، وعمل كموديل للملابس'.

ويختتم 'عبد الرحمن' حديثه قائلًا: 'الحادث بالنسبة لي منحة ربانية، اختبر ربنا صبري فيها لكنه سبحانه وتعالى أعطاني قدرة كبيرة على الصبر واكتشفت في نفسي قوة كبيرة ساعدتني أتعايش مع التحول الجذري في حياتي وإني أتعايش بالكرسي المتحرك واتعامل بيه أنه وسيلة مساعدة مش وسيلة لإني عاجز، متابعًا: 'اكتسبت صفة إنسانية عظيمة جدًا إني لا أتخلّى عن إنسان وما ينفعش نسيب حد لوحده لأن الوحدة كابوس وأبشع شئ ممكن يعيشه الإنسان، والوحدة أشد من المرض لأنها صعبة وتكسر أكتر من المرض، ودي دعوة مني لكل الناس إنهم يحبوا بعض ويفضلوا بجوار بعض'.

الشاب عبد الرحمن

الشاب عبد الرحمن

الشاب عبد الرحمن

الشاب عبد الرحمن

الشاب عبد الرحمن

الشاب عبد الرحمن

الشاب عبد الرحمن

الشاب عبد الرحمن

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً