اجتاح الهند وباء كورونا بشكل صدم العالم، فمنذ ايام قليلة، حيث شهدت الهند السيناريو الأسوأ الذي تخشاه كثير من الدول من فيروس كورونا الهندي، عدم القدرة على العثور على أسرة كافية في المستشفيات، أو الخضوع لاختبارات أو الأدوية أو الأكسجين.
حيث انفجرت أعداد الحالات اليومية منذ أوائل مارس وأبلغت الحكومة عن 273810 إصابة جديدة على الصعيد الوطني في 18 أبريل،قبل أشهر فقط ، أشارت بيانات الأجسام المضادة إلى أن العديد من الأشخاص في مدن مثل دلهي وتشيناي قد أصيبوا بالفعل ، مما دفع بعض الباحثين إلى استنتاج أن أسوأ الوباء قد اجتاح البلاد.
وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا الهندي حتى الآن ١٧ مليون نسمة، مع تسجيل أرقام قياسية للمصابين والوفيات لليوم الرابع على التوالي،ويرجح الخبراء أن عدد الضحايا قد يكون أكثر بكثير من العدد المذكور، إذ لم يتم تضمين الحالات المشتبه بها، كما أن العديد من الوفيات الناجمة عن العدوى تُعزى إلى أسباب أخرى.
ما سر الارتفاع المفاجئ بكورونا الهندي ؟
يقول الدكتور سريناث ريدي، عالم الأوبئة وخبير الصحة العامة الذي يعمل ضمن فريق يقدم المشورة للحكومة الهندية بشأن فيروس كورونا، إنه كان هناك اعتقاد شائع في البلاد بين المواطنين والمسؤولين في الحكومة أن الهند لن تشهد موجة ثانية، وبالتالي تخلوا عن الإجراءات اللازمة لمنع تفشي العدوى.
وأضاف: 'من الواضح أن السماح بإعادة فتح البلاد، والسفر، وإجراء انتخابات محلية، والتجمعات الدينية، وحفلات الزفاف، تسبب في تفاقم الأزمة'.
زاد الطين بلّة بعد إعلان وزارة الصحة الهندية اكتشاف ٧٧١ نوعًا مُختلفًا من فيروس كورونا، بما في ذلك السلالة التي تم تحديدها لأول مرة في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل، علاوة على المتغير مزدوج التحور أو ما يقول عليه العلماء ' المُتغير الهندي بي 1617'.
ويحاول الباحثون في الهند الآن تحديد سبب الزيادة غير المسبوقة ، والتي قد تكون بسبب ظهور متغيرات معدية بشكل خاص ، وزيادة التفاعلات الاجتماعية غير المقيدة ، وانخفاض تغطية اللقاح. قد يكون حل الأسباب مفيدًا للحكومات التي تحاول قمع أو منع حدوث طفرات مماثلة في جميع أنحاء العالم، وفقاً لصحيفة scientificamerican.
هل تلقى اللقاح كان سبب وراء تفشي كورونا في الهند ؟
تصاعدت المخاوف عقب نشر وسائل الإعلام المحلية تقارير تفيد بإصابة أشخاص بعد حصولهم على اللقاح، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق مانموهان سينج، ٨٨ عامًا، الذي نُقل إلى المستشفى بعد حوالي ثلاثة أسابيع من حصوله على جرعة اللقاح الثانية.
دفعت الأوضاع الحالية الاثرياء الهنود إلى إنفاق مبالغ كبيرة على رحلات الطيران في اللحظة الأخيرة واستئجار رحلات الطائرات الخاصة رغم قيود السفر.
ويوافق شهيد جميل ، عالم الفيروسات في جامعة أشوكا في سونيبات، على أن شدة الموجة الحالية مذهلة، حيث يقول: 'كنت أتوقع موجات جديدة من العدوى ، لكنني لم أكن لأحلم أنها ستكون بهذه القوة'.
لكن بعض الباحثين يقولون إن سرعة وحجم التفشي الحالي يشير إلى مكون جديد نتج عن تغير في الاجسام المضادة ومن الجائز أن يكون قد نتج من تفاعلات اللقاح مع بعض الأشخاص مما أسفر عن كورونا هندي، اللقاحات غير قادرة للتصدي له.
وأصبح المتغير الجديد والمحتمل المقلق الذي تم تحديده لأول مرة في الهند أواخر العام الماضي ، والمعروف باسم B.1.617 ، هو السائد في ولاية ماهاراشترا، لقد لفت النوع B.1.617 الانتباه لأنه يحتوي على طفرتين تم ربطهما بزيادة قابلية الانتقال والقدرة على التهرب من الحماية المناعية،وتم اكتشافه الآن في 20 دولة أخرى. يقول جميل إن المعامل في الهند تحاول استنباتها لاختبار مدى سرعة تكاثرها ، وما إذا كان الدم المأخوذ من الأفراد الذين تم تلقيحهم يمكن أن يمنع العدوى.
تفاقم الأزمة بسبب تفشب كورونا في الهند
يزداد تفاقم الأزمة في الهند التي تعاني من نظام صحة هش ونظام مراقبة أكثر هشاشة، ما يزيد من خطورة الضرر محليًا وعالميًا، وربما يصل إلى نطاق لم نشهده بعد منذ تفشي الوباء، حسبما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
ما يزيد الوضع سوء بالنسبة لأزمة تفشي الفيروس في الهند هو أن معهد سيروم الهندي للمصل واللقاح، الذي كان من المفترض أن يكون أكبر منتج للقاحات في العالم والمسؤول عن تزويد الدول الفقيرة ومعظمها في افريقيا بجرعات في إطار مخطط مبادرة كوفاكس، بات الآن يعمل على قدم وساق لتلبية احتياجات الهند التي تعاني من أجل الحصول على مواد لإنتاج اللقاحات من الولايات المتحدة.
تجلت خطورة الوضع في الهند عندما قدمت فقط ١.٢ مليون جرعة من اللقاح إلى الخارج مقارنة بـ ٦٤ مليون جرعة في الأشهر الثلاثة السابقة.