وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي صباح اليوم إلى جيبوتي، حيث كان على رأس المستقبلين الرئيس إسماعيل عمر جيلة، فضلًا عن عدد كبير من كبار المسئولين الجيبوتيين، وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس جيبوتي في القصر الجمهوري، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس 'جيلة' بزيارة أخيه الرئيس إلى بلده الثاني جيبوتي، والتي تعد الزيارة الأولى لرئيس مصري، معربًا عن تقدير بلاده لعلاقات التعاون الوثيقة والتاريخية مع مصر، ومثمنًا الجهود المصرية المخلصة والساعية نحو مساندة مسارات الإصلاح الاقتصادي والتنمية بجيبوتي، وكذا محورية الدور المصري في دعم الاستقرار بالقارة الإفريقية.
زيارة جيبوتي وسد النهضة
ومن المقرر أن تشهد الزيارة عقد قمة مصرية - جيبوتية، لمناقشة مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة على الصعيد الأمني والعسكري والاقتصادي.
ويسعى البلدان العربيان إلى تحقيق مصالح مشتركة تجسد الإرادة القوية المتبادلة لتعزيز أطر التعاون بين مصر وجيبوتي.
وقال المتحدث، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إنه من المقرر أن تشهد القمة أيضا التباحث وتبادل الرؤى حول أهم التطورات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ومنتصف أبريل الماضي، تلقى الرئيس المصري اتصالاً هاتفيًا من نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة أكدا خلاله ضرورة تسوية قضية سد النهضة لتفادي تأثيرها السلبي على أمن واستقرار المنطقة بالكامل،حينها تمسك السيسي بموقف بلاده الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
تأييد للموقف المصري السوداني في ملف سد النهضة
وفي سياق متصل،قال محمد سلامة استاذ القانون الدولي في تصرح خاص لـ'أهل مصر' إن دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان شرعتا بإحالة قضية سد النهضة مجددا لمجلس الأمن، كما أن القاهرة والخرطوم أكدتا في العديد من التصريحات والبيانات على موقفهما الواحد في أزمة سد النهضة، واتهمتا أديس أبابا بالتعنت وإفشال المفاوضات،وتعتزم إثيوبيا ملء السد للمرة الثانية خلال موسم الأمطار المقبل في يوليو وهو ما ترفضه دولتا المصب بشدة.
وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي بالتزامن مع بدأ وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي جولة أفريقية جديدة سعياً لكسب تأييد موقف بلادها في ملف سد النهضة.
ومؤخرا تبادلت إثيوبيا الاتهامات مع مصر والسودان عقب إعلان فشل جولة مباحثات في كينشاسا بالكونغو الديمقراطية التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي.وفي سياق مختلف، قال الدكتور فهمي استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي، واستقباله من الرئيس إسماعيل عمر جيله، والمباحثات المشتركة اليوم، تأتي في إطار حرص القيادة السياسية على تعزيز ودعم العلاقات مع أحد الدول الإفريقية، وصاحبة الدور الهام والمكانة استراتيجية في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
واضاف في تصريح خاص لـ'أهل مصر' أن الزيارة التاريخية الأولى من نوعها مكملة لسلسة الاتصالات والقمم التي عقدت مع الرئيس عمر جيلة عام 2019 على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، واللقاء الثلاثي مع الرئيس السيسي
وأوضح أن جيبوتي هي المدخل البحري المباشر لإثيوبيا على البحر الأحمر ومنها يدخل إليها معظم الإمدادات والتجارة مع العالم الخارجي، مما يجعلها قاعدة لوجستية، موضحًا أن جيبوتي ستتأثر بما يحدث في المنطقة، عند حدوث اضطرابات إقليمية، فبالتالي ما يتم الآن هو الاطلاع على كل المستجدات.
تحالف منظم ضد إثيوبيا
من جانبه، قال محسن سليم الباحث في الشئون الأفريقية: إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لجيبوتي مهمة للغاية من حيث التوقيت والدلالات والأهداف من وراء الزيارة التاريخية الأولى من نوعها، في وقت تشهد القارة الأفريقية خصوصًا منطقتي شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، توترات أمنية تهدد استقرار القارة وتؤثر على دول الجوار بشكل خطير.
واضاف ' سليم' في تصرحات خاصة لـ'أهل مصر' أن زيارة السيسي لجيبوتي تأتي في إطار التحركات المصرية لتعزيز العلاقات على المستوى الاقتصادي والتنموي والأمني والعسكري مع دول القارة الأفريقة وبخاصة القرن الأفريقي لشرح الموقف المصري من أزمة سد النهضة والحقوق المصرية التاريخية في مياه نهر النيل، والتعنت الأثيوبي الرامي لزعزعة استقرار المنطقة، خاصة وأن جيبوتي من الدول المتضررة من اقامة أثيوبيا السدود على نهر الأواش المشترك مع جيبوتي والتي قامت الحكومة الأثيوبية بأنشاء على 4 سدود على النهر وتأثرت حجم التدفقات بشكل كبير، وتسبب في الجفاف.
• تكمن أهمية الزيارة في بناء تحالف أفريقي منظم بين الدول الأفريقية المتضررة من التحركات الأثيوبية للإستياء على مجاري الأنهار الدولية الواصلة لها، خاصة وأن أثيوبيا أقدمت علي اقامة 15 سد بقرارات منفردة على مدار السنوات الماضية على الأنهار الدولية المشتركة دون تشاور مع دول المصب بالمخالفة للقوانين الدولية وهو ما يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية لإدارة الأنهار الدولية وقواعد القانون الدولى، وهو يعزز الجهود المصرية المنظمة للحفاظ على حقوق التاريخية لدول المصب في الانهار الدولية والتي تحكمها قوانين أممية، ويساهم في تعزيز استراتيجية التطويق الدبلوماسي الذي بدأته مصر حول إثيوبيا.
وأكد أن الزيارة تعكس محورية الدور المصري في دعم الاستقرار بالقارة الأفريقية وجهود مساندة مسارات الإصلاح الاقتصادي والتنمية في العديد من الدول الأفريقية ومن بينها جيبوتي، خاصة وأن اللقاء شهد توافق على تطوير التعاون بين البلدين في العديد من المجالات خاصة على الصعيد الاقتصادي والتنموي، وتطوير التعاون الاقتصادى.