قطع العلاقات المغربية الجزائرية ، إعلان الجزائر أمس قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، اعتبره الكثير أنه كان منتظراً، بسبب التصعيد في الأزمة القائمة بين المغرب و الجزائر في الآونة الأخيرة، لكن هناك من يرى أن هذه العلاقات كانت مقطوعة منذ سحب الجزائر سفيرها من الرباط على خلفية تصريح موفد المغرب في الأمم المتحدة حول منطقة القبائل، فهل هذه القطيعة ستنحصر بين الحكومتين أم سيتضرر منها شعبا البلدين أيضا؟ وهل بالإمكان أن يؤدي هذا الوضع الجديد إلى اندلاع حرب في المنطقة؟
اسباب قطع العلاقات بين المغرب والجزائر
يظل النزاع في الصحراء الغربية سببا رئيسياً في توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، فالجزائر تدعم جبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال الإقليم، فيما يعتبره المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويتعهد بمنحه حكما ذاتيا تحت سيادته، ولا يبدو أن أي منهما مستعد للدخول في حرب ضد الآخر بسبب هذا النزاع،فهذه القطيعة الدبلوماسية والخلافات العميقة بين الطرفين، هي حقا أزمة كبرى، لا تثقل كاهل البلدين فقط بل حتى المنطقة ككل في بناء فضاء مغاربي، يشكل قوة انطلاقة جديدة لمشاريع كبرى تعود بالنفع على شعوبها،لكن من المفترض أن تتولد عنها قرارات كبرى في خدمة مصالح البلدين.
بعد أن قررت الجزائر 'إعادة النظر' في العلاقات مع المغرب بسبب ما وصفته بـ'الأفعال العدائية المتكررة' من طرف الرباط ضدها، أعلنت الجزائر الثلاثاء قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في خطوة، كانت منتظرة بالنسبة للعديد من المراقبين، بسبب التصعيد المتواصل في الأزمة الدبلوماسية بين البلدين الجارين، وفقاً لفرانس 24.
وبنت الجزائر قرار القطيعة الدبلوماسية مع المغرب على عدد من الأسباب استعرضها وزير الخارجية 'رمطان لعمامرة' في مؤتمر صحفي الثلاثاء، اعتبر فيه أنه ثبت تاريخيا، وبكل موضوعية، أن المغرب لم تتوقف يوماً عن القيام بأعمال غير ودية وأعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا وذلك منذ استقلال الجزائر في 1962 حسب تعبيره.
ولم تتأخر المغرب كثيرا في الرد، إذ أعربت بعد ساعات عن 'أسفها لهذا القرار غير المبرر تماما'، واعتبرت وزارة الخارجية المغربية في بيان أن القرار كان 'متوقعا بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة...'، مشددة على رفضها لما أسمته 'المبررات الزائفة'،وسبق للمغرب أن أعلن من جانبه قطع علاقاته مع الجزائر سنة 1976 بعد اعتراف الجزائر بقيام 'الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية'، ولم تستأنف العلاقات إلا في 1988 بعد وساطة سعودية.
خصومة بين الحكومتين المغربية والجزائرية
من المفترض أن تنتقل العلاقات بين المغرب والجزائر إلى وضع جديد، ستتعطل بموجبه كل أشكال التعاون الممكنة بينهما، خاصة في المجال الأمني والسياسي، إلا أن الإعلامي الجزائري علي بوخلاف ينوه في حديث لفرانس24 أن 'التعاون كان متوقفا منذ مدة، عندما سحبت الجزائر سفيرها في المغرب قبل أسابيع'.
لكن هذه القطيعة الدبلوماسية لا تبدو كلية، هي 'خصومة بين الحكومتين' يقول محرر الشؤون الدولية في فرانس24 خالد الغرابلي، باعتبار أن البعثة القنصلية لكل بلد تواصل عملها في تدبير شؤون رعاياها بنفس الوتيرة المعهودة.
وتراكم الخلافات دون أن تنبثق آليات مشتركة من الطرفين لاحتوائها وإجهاض مفعولها السلبي على العلاقات بينهما، يزيد من تعقيد وضعها أكثر مع توالي السنوات، فيما يعتبر الباحث المغربي تاج الدين الحسيني في حديث لفرانس24 أن المغرب بادرت في 2018 بالدعوة لخلق لجنة ثنائية لتدارس جميع الملفات، كما أن العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا الرئيس عبد المجيد تبون إلى 'العمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك'.