تطور جديد هام، شهدته قضية مقتل سلمى بهجت 'طالبة الزقازيق'، اليوم الثلاثاء، بعدما أمرت محكمة جنايات الزقازيق، بإيداع المتهم بقتل الضحية مستشفى الأمراض العقلية والنفسية، لبيان مدى سلامة قواه العقلية وقت ارتكابه للجريمة.
إيداع المتهم مستشفى الأمراض العقلية، وانتظار جلسة الثالث من أكتوبر، لورود التقرير النفسي بشأن حالة المتهم، يطرح تساؤلات حول مصير القضية.
رأي القانون
يرى المحامي بالنقض والخبير القانوني، حمادة الغزالي، إن المحكمة طلبت إيداع المتهم مستشفى الأمراض العقلية، على أن يتم تقييم حالته النفسية والعصبية لبيان مدى معاناته من مرض مزمن أم مؤقت، وقت ارتكابه للجريمة محل القضية المحبوس على أثرها.
انتفاء القصد الجنائي
«أحيانا يكون العرض النفسي جراء ضغط المحاكمة»، يضيف الغزالي في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، مشيرا إلى أن المحكمة بمقدورها وتقديرها الفني والموضوعي قياس مدى مسئولية المتهم المحبوس عن الجريمة المحبوس بسببها، فإن استقر الطبيب المعالج على إصابة المتهم بمرض مزمن يتم الأخذ في الاعتبار عدم مسئوليته بشكل قاطع عن القضية، غير أن هذا لا يعنى نفي التهمة تمامًا عن كاهل المتهم، إلا أن دفاع المتهم في تلك الحالة يستفيد منها حال الدفع بانتفاء ما يعرف بـ «القصد الجنائي»، ما يكون له أثرًا طيبًا في موقف المتهم من العقوبة المشار إليها.
تحديد المسئولية الجنائية
«تصل العقوبة للإعدام شنقًا إذا انتهى التقرير النفسي للمتهم بعدم إصابته العقلية، كما أن المحكمة تأخذ في اعتبارها هذا الظرف عند تحديد مدة العقوبة»، يوضح المحامي في حديثه سيناريوهات القضية، مستشهدا بالمادة 62 الفقرة الثانية من قانون العقوبات والتي نصت على: «يظل الشخص الذي يعاني وقت ارتكاب الجريمة من اضطراب نفسي أو عقلي أدى إلى إنقاص إدراكه أو اختياره، مسئولًا جنائيًا».
إيداع المتهم مستشفى الأمراض النفسية
استمعت المحكمة خلال جلسة اليوم لاستشاري نفسي، أشرف على علاج المتهم من قبل، وأشار إلى أنه مصاب بمرض «الذهان» وما زال يعاني من آثاره بعد دخوله للعلاج بالمصحة عام 2019 وخروجه بعد 10 أيام من احتجازه بناء على رغبة والده، مضيفًا أن مرض «الذهان» أحد الاضطرابات العقلية التي تصيب المريض وفي حالة احتداده من الممكن أن يؤذي المريض نفسه، فاتخذت المحكمة قرارها اليوم بإيداعه مستشفى الأمراض النفسية والعصبية، لإعداد تقرير نفسي بشأن حالته على وجه الدقة.
انتقلت النيابة العامة إلى مسرح الجريمة وبرفقتها الطبيب الشرعي وخبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية؛ لمعاينته، ورفع ما به من آثار، ومناظرة جثمان المجني عليها، فتاة الشرقية، وتحفظت النيابة العامة على أجهزة تسجيل آلات المراقبة بمحيط المكان، وتحفظت أيضًا على السلاح المستخدم في الجريمة، وهاتفي المجني عليها والمتهم، وجارٍ عرضه على النيابة العامة لاستجوابه.
قرارات النيابة في قضية سلمى بهجت
وانتدبت النيابة العامة الطبيبَ الشرعيَّ لتوقيع الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها لبيان ما به من إصابات، وتحديد سبب الوفاة وكيفية حدوثها، وكذا فحص السكين المستخدم في الواقعة، وما علق به من آثار، كما أمرت بفحص كافة الآثار المادية المرفوعة بمسرح الحادث، وحددت عددًا من الشهود الذين رأوا الواقعة خلال ارتكابها لسماع شهادتهم.
تلقى اللواء محمد صلاح مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد الجمسي مدير المباحث الجنائية، بوقوع جريمة قتل في مدخل عمارة محجوب الكائنة بجوار محكمة الزقازيق الابتدائية، التابعة لدائرة قسم شرطة أول الزقازيق.
هرع رجال المباحث ناحية مسرح الحادث، وتم فرض كردون أمني لمنع اقتراب الجماهير، وجرى نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى الجامعي، تحت تصرف وانتظار وصول رجال النيابة العامة.
دقائق قليلة مرت على الحادث، نجح بعدها فريق بحث مُكبر في تحديد هوية المتهم، وتحركت مأمورية أمنية وألقت القبض عليه، وبحسب البيان الرسمي لوزارة الداخلية، فأقر المتهم بارتكاب الواقعة بدافع الانتقام منها، وباشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأحالت المتهم إلى محكمة الجنايات في ختام التحقيقات التي جرت في القضية.