الاكتفاء الذاتي من الذهب الأصفر.. حلم ممكن

الاكتفاء الذاتي من الذهب الأصفر.. حلم ممكن
الاكتفاء الذاتي من الذهب الأصفر.. حلم ممكن

بعد افتتاح الرئيس السيسي، لموسم حصاد القمح بشرق العوينات، والذي يُعد إنجاز حقيقي يدعو كل مصري للفخر بما تم تحقيقه على أرض الواقع من توسعات تنموية، ولكن يبقى السؤال هل تلك المشروعات ستساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح الاستراتيجي؟.

خبير اقتصاد: الأزمات المتلاحقة أثرت بالسلب على تحقيق الاكتفاء الذاتي

قال السيد خضر، الخبير الاقتصادي، إنه لا توجد أي موانع تُعيق مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن هناك توسيع في الرقعة الزراعية خصوصًا في المناطق الصحراوية.

وأضاف 'خضر'، في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن الأزمات المتلاحقة الأخيرة مثل أزمة كورونا، أثرت بالسلب على آداء الاقتصاديات، مشيرًا إلى أنه كان من المفترض في 2023 تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل الاستراتيجية الذي يعتمد عليها الشعب المصري، لكن خلال الـ3 سنوات الماضية والتغيرات التي حدثت من أزمات وزيادة تكلفة الإمداد وزيادة الأسعار لكنا حققنا الاكتفاء الذاتي.

ونوه الخبير الاقتصادي، إلى أنه بعد استصلاح العديد من الأراضي، وافتتاح الرئيس السيسي لمشروع هام جدًا مثل مشروع شرق العوينات، سنجد هذا العام أن نسبة الاستيراد انخفضت، وستكون أقل من السنوات الماضية وذلك يرجع لزيادة محصول القمح.

وأكد 'خضر'، أن هناك مخزون استراتيجي من القمح تغطي الفترة القادمة لمدة 5 شهور، وذلك بالإضافة للمحصول الجديد، الذي يمكن أن يكفي سنة قادمة، فبالتالي كل عام سيكون هناك وفر كبير جدًا من المحصول السابق، وذلك يساهم في انخفاض نسبة التصدير.

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أنه خلال العامين القادمين سيكون هناك تحقيق للاكتفاء الذاتي، مشيرًا إلى أنه لم يتم حتى الآن الاستفادة من المشروع في سيناء، وأن المنطقة الزراعية في قناة السويس سيكون بها نسبة زراعة كبيرة جدًا من محصول القمح، وسيساعد ذلك في تحقيق الاكتفاء.

ولفت سيد خضر، إلى أن مصر تستهلك قمح بنسبة كبيرة جدًا، ورغيف الخبز المدعم يستهلك نسبة كبيرة جدًا من القمح، وذلك رغم ارتفاع الأسعار، وارتفاع الشحن حتى في عمليات الاستيراد، مازلنا نحافظ على دعم الرغيف الذي يباع بـ5 قروش على بطاقات التموين.

وأكد أنه رغم الأزمات المتلاحقة لم يتأثر المستهلك أو يشعر بنقص في مخزون القمح في الأسواق، مشيرًا إلى أن الاستيراد هذا العام سيكون بنسبة 15 لـ20% وهذا يعتبر إنجاز كبير جدًا.

وتابع أن استيراد القمح لن يعتمد على روسيا فقط بسبب الصراعات وارتفاع تكاليف الشحن، لكن هيكون الاتجاه لتعزيز العلاقات مع الهند وذلك بعد زيارة الرئيس السيسي لها منذ فترة قريبة.

وأكد 'خضر'، أنه مثلما حدث اكتفاء ذاتي في عدد من الخضروات والفاكهة، وثبات أسعارها، سيحدث ذلك في القمح بعد توسيع الرقعة الزراعية، ومشروعات الصوب الزراعية، ومشروع الصالحية الجديدة.

نقيب الفلاحين: أزمتنا في محدودية الرقعة الزراعية وقلة الموارد المائية

من جانبه قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن هناك عدة عوامل تؤخر مصر من الاكتفاء الذاتي لمحصول القمح، وأهمها هي أن الرقعة الزراعية محدودة، والثانية أن الموارد المائية محدودة.

وأضاف في تصريح خاص لـ' أهل مصر'، أن الدولة تبذل قصارى جهدها في دعم الفلاح في عملية توريد القمح، ولكن مازال هناك قصور في بعض النواحي، وخاصة المادية، مشيرًا إلى أن الفلاح لايهمه إلا أن يحصل على أعلى عائد ربح.

وأكد أن الحكومة تقدم في حدود الإمكانيات، وحدود الميزانية، والسعر العالمي، لافتًا: إحنا كفلاحين عايزين أكتر من كده علشان يكون في مساحات زراعية أكتر'.

البحوث الزراعية: هناك خطة يتم العمل عليها لزيادة القدرة المحصولية من القمح

من جانبه قال الدكتور أحمد جاد الله، عضو قسم بحوث القمح بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، إن هناك خطة يتم العمل عليها لزيادة القدرة المحصولية من القمح، مشددًا على أن الحقول الإرشادية تعمل على توريد 24 إردبًا سنويا من أفدنة المحصول.

وأضاف جاد الله، في تصريح تليفزيوني، أن المشروعات الجديدة ستحقق الاكتفاء الذاتي للدولة المصرية من كافة المحاصيل الزراعية، مبينًا أنه يتم فيها تطبيق التقنيات والأساليب الحديثة.

وأشار إلى أن الغرض الرئيسي زيادة إنتاجية مصر من القمح، بالإضافة إلى تعظيم الإنتاجية من خلال قسم إرشاد المزارعين للوصول إلى أعلى إنتاجية سنويًا والوصول بها إلى 25 إردبًا.

وشدد على أن هناك هدفا نسعى لتحقيقه هو زيادة المستهدف من الإنتاجية، مبينا أن متوسط مصر من الإنتاجية 19.2 إردب، قائلًا: «الحلم الذي نسعى له هو الاكتفاء الذاتي والاكتفاء الذاتي من القمح في مصر تجاوز الـ55%».

ولفت إلى أن المشروعات الجديدة مثل مستقبل مصر وغيره، تقرب الدولة من الاكتفاء، موضحًا أن زيادة سعر توريد القمح شجعت المزارعين على زراعة القمح، وهو سعر عادل للفلاح المصري، قائلا: «الفدان هيكسب أكثر من 10 آلاف جنيه وده كويس جدا».

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً