الكنز المفقود.. هل تنقذ المراعي رقبة المواشي من أزمة الأعلاف؟

المراعي- صورة أرشيفية
المراعي- صورة أرشيفية

ارتفاع أسعار الأعلاف، وأسعار المواشي، بالصورة المبالغ فيها بالأونة الأخيرة، يدعو للحديث عن قلة وندرة المراعي في مصر والتي تعتبر أهم الثروات الطبيعية لأي بلد، وأحد أهم مقومات الأمن الغذائي الرئيسي لكن افتقار مصر لها، يجعلنا نتسائل عن هل وجودها سيتسبب في الاكتفاء الذاتي من الأعلاف وتوفير رؤوس الماشية بسعر عادل للجميع.

منظمة الفاو: "الغابات والمراعي يعانيان من الضغوط المتزايدة

كان آخر تقرير لمنظمة الفاو، المنعقد في مصر عام 2021، لتغيير السياسات لإدارة وحفظ موارد الغابات والمراعي، أكد أن الغابات المراعي يعانيان من الضغوط المتزايدة التي تسببها العوامل البشرية والطبيعية مثل تغير استخدام الأراضي والحرائق والجفاف وتغير المناخ، مما يؤدي إلى تدهور سريع لهما، حيث تشير البيانات الحديثة إلى أن المنطقة فقدت 2.8 مليون هكتار من الغابات بين عامي 1990 و 2020، بمتوسط انخفاض قدره 95000 هكتار سنويًا مع خسارة إضافية قدرها مليوني هكتار في الأراضي الحرجية الأخرى.

خبير اقتصادي: لايوجد عقبة في توفير أوتخصيص مراعي في مصر

ومن جانبه قال السيد خضر، الخبير الاقتصادي، إنه لايوجد عقبة في توفير أوتخصيص مراعي، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل بشكل كبير جدًا لتحقيق التوازن الذاتي في الثروة الحيوانية.

وأكد 'خضر'، في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن مصر ليس لديها مراعي، لكن لدينا الأماكن والمساحات الكبيرة التي سوف تساعد في تنفيذها.

وبسؤاله هل قلة الموارد المائية ستكون عقبة في تنفيذها، قال الخبير الاقتصادي: 'مصر معندهاش قلة في الموارد المائية بدليل أن إحنا عندنا زيادة في المنتجات الزراعية، واستصلاح أراضي في أماكن كبيرة'.

ويرى الخبير الاقتصادي، أن ما نحتاجه فقط هو الحوافز للمربين مثل التكلفة موضحًا: 'علشان نعمل مساحات كبيرة من الاستثمار لازم يكون عندي روؤس كتيرة ، وإحنا بنعتمد على التغذية بنسبة 100% علشان عيد الأضحى والهدف هو زيادة كميات الأعلاف وانخفاض سعرها'.

وأكد أن المربي الذي سوف يخصص مزارع أو مساحات كبيرة للاستثمار هتخسره في النهاية لأن الأعلاف سعرها ارتفع بشكل مبالغ، وأصبح هناك انقراض، مشيرًا إلى أن الحل هو الحوافز من الدولة، وتعمل على إغراق السوق بكميات كبيرة من الأعلاف حتى لو لفترة مؤقتة لحين زياد القدرة الإنتاجية الداخلية.

وأضاف 'خضر'،أن مصر تستورد نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية من السودان، مشيرًا إلى أن الحرب التي اشتعلت في السودان في الفترة الأخيرة أثرت على نسبة الاستثمار، لأن مصر لديها استثمار في مجال الثروة الحيوانية بالخرطوم، كما أن هناك استيراد من دولة تشاد في الأونة الأخيرة.

وطالب الخبير الاقتصادي، أن يكون هناك فتح استيراد بشكل عاجل من الأعلاف، لأن فكرة هبوط الأسعار لن تأتي في يوم وليلة موضحًا: 'لازم يكون عندي كميات كبيرة من الأعلاف ومشتاقتها، خاصة المواد الخام للمصانع، علشان يكون لكي يكون عندنا زيادة في القدرة الإنتاجية للأعلاف'.

وأشار إلى أن هناك نوعين من المستثمرين في الثروة الحيوانية، الأول هو الأهالي (الفلاح والمزارع)، الذي يعتمد دخله بنسبة كبيرة جدًا على تربية المواشي، مشيرًا إلى أن زيادة الأعلاف تؤثر على الصناعة.

وأكد أن الحل هو إنهاء سرعة كافة الإجراءات المتعلقة بالاستيراد، مشيرًا إلى أن هناك تكدس كبير حاليًا من المواد الخام والأعلاف في الموانىء، ويجب على الدولة أن تفتح التصدير بشكل كامل خلال فترة، لكي تعمل على زيادة الأعلاف في السوق، لكي يوفر توازن في الأسعار، كما يجب أن نستورد رؤوس أبقار خصوصًا أن عيد الأضحى اقترب، والاستهلاك في ازدياد، وإذا لم يكون هناك وفرة في الماشية، سيكون في ازدياد في أسعار اللحم خلال الفترة القادمة.

نقيب الفلاحين: فين الأراضي والمياه اللي تقدر توفرها الدولة؟

من جانبه قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن المراعي لا يمكن أن توفر موضحًا: 'المراعي دي مبتتوفرش ده ربنا اللي بيوفرها'.

وأضاف نقيب الفلاحين: في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، 'فين الأراضي وفين المياه اللي تقدر توفرها الدولة'، موضحًا أن الأمر بالغ الصعوبة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً