الولايات المتحدة حذرت إسرائيل قبل يوم واحد من أن حماس تخطط لهجوم وأنهم 'سحبوا الأمن عمدا' حتى تتاح لحماس الفرصة 'للقيام بكل ما يريدونه'، وفقا لتسجيل نشرته صحيفة 'ميل أون صنداي'، مفاجأة فجرها أزهر علي، المرشح عن حزب العمال البريطاني ، بعدما قال إن 'إسرائيل خففت من إجراءاتها الأمنية في الفترة التي سبقت الهجوم الذي شنته حركة حماس في العام الماضي لتمهد الطريق إلى غزو غزة'.
جيش إسرائيل
فهل أوقعت كتائب القسام جيش إسرائيل في فخ غزة؟
في هذا الشأن قال تقرير لوكالة رويترز عن عدد من المتحدثين، أن المقاومة في قطاع غزة -وفي مقدمتها كتائب القسام- لديها القدرة على تعجيز القوات الإسرائيلية بتكتيكات حرب العصابات في المناطق الحضرية.
واستعدت الحركة لحرب طويلة وممتدة في قطاع غزة، قادرة على عرقلة التقدم الإسرائيلي لفترة كافية لإجبار عدوها على الموافقة على الخضوع لشروطها، ووقف إطلاق النار.
مدينة أنفاق في غزة
وفق تقرير رويترز نقلا عن واشنطن بوست الأمريكية الفصائل الفلسطينية لديها من العتاد والأسلحة والصواريخ والإمدادات الطبية، ما يمكّن مقاتليها من مواصلة المقاومة لأشهر عدة في مدينة من الأنفاق الموجودة في عمق قطاع غزة.
أنفاق في غزة
وأشار التقرير أنه في النهاية، تعتقد حماس أن الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحصار، يمكن أن يفرض وقف إطلاق نار، والتوصل إلى تسوية في التفاوض من شأنها الحصول على تنازل ملموس من الاحتلال؛ مثل إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين، مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وعلى المدى الأطول، قالت حماس، إنها تريد إنهاء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 17 عاما على غزة، فضلا عن وقف التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، ومدينة القدس المحتلة.
وتقول مصادر في حماس، إن عدد مقاتليها يبلغ 40 ألفا، ويمكنهم التحرك في أنحاء القطاع باستخدام شبكة واسعة من الأنفاق المحصنة، التي يبلغ طولها مئات الكيلومترات، ويصل عمقها إلى 80 مترا بُنيت على مدار سنوات كثيرة.
حماس
و يقول رئيس دائرة العلاقات الوطنية لحماس، علي بركة، إن الحركة طوّرت وعزّزت قدراتها العسكرية على مر السنين.
وقال 'السلاح عندنا هو أمن قومي ليس أي أحد يعرف ماذا يوجد لدينا، نحن لا بد في كل حرب نفاجئهم بشيء جديد. نحن نعمل على أن يكون الصاروخ دقيقا وفتاكا، ونحن نطور في الصواريخ التي لدينا'.
وأضاف، أنه في حرب غزة 2008، كان الحد الأقصى لمدى صواريخ حماس هو 40 كيلومترا، لكن ذلك ارتفع إلى 230 كيلومترا بحلول صراع 2021.
حرب مؤلمة
ويؤجج كل يوم من العدوان على غزة احتجاجات في أنحاء العالم؛ بسبب محنة أكثر من مليوني نسمة في غزة محاصرين في القطاع الصغير، وكثير منهم بلا ماء أو طعام أو كهرباء.
العدوان على غزة
ويقول مسؤولون إسرائيليون، إنهم ليس لديهم أي تصور لِما قد ينتظرهم، وقال داني دانون، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، والعضو السابق في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، إن البلاد استعدت 'لحرب طويلة ومؤلمة'.
وقال لرويترز، 'نعلم أننا سننتصر في النهاية، وأننا سنهزم حماس، السؤال سيكون ما الثمن؟.. علينا أن نكون حذرين للغاية، وندرك أن المناورة في منطقة حضرية أمر معقد للغاية'.
وخلال الأسابيع القليلة المقبلة تتوقع إسرائيل مواصلة المرحلة المكثفة الحالية في رفح، بالتوازي مع تجدد الجهود الدبلوماسية والعسكرية لإنقاذ الرهائن المتبقين والذين يبلغ عددهم أكثر من 130 رهينة.
ومع ذلك، فإن نهاية هذه المرحلة لن تشير بالضرورة إلى نهاية الحرب، فالقضاء على قدرة 'حماس' على تهديد إسرائيل هو هدف طموح من المرجح أن يتطلب أشهراً إضافية من العمليات الأقل كثافة والأصغر نطاقاً.
ويحمل الجدول الزمني الأطول للحرب أيضاً تداعيات على السياسة الداخلية الإسرائيلية، فقد أدت أجواء الوحدة الوطنية بعد 7 أكتوبر إلى صرف انتباه الجمهور إلى حد كبير عن الخلافات مثل الاحتجاجات الجماهيرية حول الإصلاح القضائي، مما سمح للحكومة بتأجيل التوترات الداخلية خلال الحرب. وكلما طال أمد الصراع في غزة.
هل سيخسر نتنياهو الحرب؟
ركزت التغطية الإعلامية الأخيرة للأزمة على تصريحات الرئيس بايدن التي انتقد فيها الحكومة الإسرائيلية، بينما تكهنت التغطية الإعلامية بالتداعيات التي قد تترتب على ذلك على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ومع ذلك، لا تعكس العناوين الرئيسية التي تدّعي حدوث صدع كبير مجمل تصريحات بايدن.
وركز انتقاد الرئيس الأمريكي على تركيبة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخاصة الوزراء المتطرفين الذين ليسوا أعضاء في حكومة الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، جاءت تصريحاته رداً على خلاف نتنياهو العلني السابق معه حول جوانب التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، وفي النهاية، من مصلحة كلا الزعيمين إبقاء هذه الخلافات بعيدة عن أعين الجمهور من أجل تقديم تحالف موحد في زمن الحرب، وخاصة وسط الضغوط العالمية المتزايدة لفرض وقف لإطلاق النار.
وترفض كل من إسرائيل والولايات المتحدة هذا الخيار لأن من شأنه أن يمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها الحربية ويسمح لـ 'حماس' بإبقاء سيطرتها على غزة، وبالتالي يقوّض إمكانية أي دبلوماسية للسلام ذات معنى في مرحلة ما بعد الحرب.
عملية رفح
مع دخول الحرب في غزة يومها الـ 130، تزداد المخاوف من قيام الجيش الإسرائيلي بتوسيع عملياته البرية إلى داخل رفح.
رفضت منظمات دولية ودول حليفة لإسرائيل قرار تل أبيب اقتحام رفح، وقالت الأمم المتحدة إنها لن تشارك في الإخلاء القسري لسكان المدينة، بينما حذرت كندا من أن الهجوم البري سيكون مدمرا.
سياسيًا، تتداول وسائل إعلام إسرائيلية أنباء عن تحركات لتشكيل وفد تشارك فيه إسرائيل في مباحثات في القاهرة من أجل هدنة جديدة.
وفي أبرز تطور ميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابط كبير ونائبه وجندي في معارك غزة، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات في وسط غزة وخان يونس.