يشهد القطاع الزراعي المصري، في الفترة الحالية، طفرة نوعية كبيرة، مدعومة باستثمارات ضخمة ومشروعات تطويرية، من أجل تعزيز الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي، حيث تتجه الحكومة نحو تعزيز سبل الزراعة المستدامة وزيادة الاعتماد على الأسمدة الحيوية بديلًا للكيماويات الضارة، لـ تحسين جودة المحاصيل وزيادة الصادرات.
الأسمدة الحيوية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، إن الأسمدة الحيوية مطلوبة بشكل كبير، حيث إنها تُزيد من إنتاجية المحصول.
زيادة الصادرات الزراعية
وأضاف 'صيام'، في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، أن المحاصيل الزراعية التي تستخدم في زراعتها أسمدة كيماوية تواجه مشكلات في التصدير، حيث إن بديلتها الحيوية حل مثالي لزيادة الصادرات الزراعية، كما أنها صديقة للبيئة.
وأكد أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن وزارة الزراعة لم تضع آلية محددة لكيفية دعم مصانع الأسمدة الحيوية الصغيرة، مُشيرًا إلى أنه يمكنها تقديم تحفيزات وإعفاءات من الضرائب لفترة معينة، أو منحها أراضٍ لإنشاء هذه المصانع أو إقامة تجمعات لها، فضلًا عن إرشاد المزارعين باستخدام هذه الأسمدة، وإبراز فوائدها لخلق حالة من الطلب عليها.
وأشار الخبير الزراعي، إلى أن مشكلة المصانع الصغيرة تكمن في أنها لا تستطيع المنافسة بسبب قلة إنتاجها ومساحتها، كما أنها تحتاج إلى جمعية أو كيان يربطها وينطق باسمها.
تحسين الإنتاج الزراعي
وفي نفس الصدد، قال الدكتور طارق محمود، أستاذ بمركز البحوث الزراعية، إن الأسمدة الحيوية تعتبر من الحلول الفعالة لتحسين الإنتاج الزراعي بطرق مستدامة في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه قطاع الزراعة، مُشيرًا إلى أهمية دعم شركات الأسمدة الحيوية كوسيلة لتعزيز التصدير وتحقيق الأمن الغذائي، خاصة وأن الأسمدة الحيوية تساعد في تحسين جودة التربة وزيادة خصوبتها، وهو الأمر الذي يمكن أن يتسبب في رفع إنتاجية المحاصيل.
وأكد ' محمود'، في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، أن هذه الأسمدة تساعد في تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، وهو الأمر الذي يمكن أن يقلل من الآثار السلبية على البيئة استخدام الأسمدة الحيوية يعزز من صحة النظام البيئي ويساعد في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
دعم الشركات الناشئة
وطالب أستاذ بمركز البحوث الزراعية، بدعم الشركات الناشئة لتحقيق نجاح كبير في هذا الملف، منوهًا إلى تقديم الدعم المالي والفني لها، من خلال تقديم حوافز مالية مثل القروض الميسرة، ودعم البحث والتطوير كما يُفضل تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمزارعين لتعريفهم بفوائد الأسمدة الحيوية وكيفية استخدامها.
يُذكر أن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، أكد في تصريحات سابقة له، على التزام وزارة الزراعة بتعزيز ودعم شركات الأسمدة الحيوية الصغيرة، مشددًا على أهمية تحويل هذه الكيانات إلى شركات أكبر لتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية وزيادة فرص التصدير.
القطاع الزراعي يشهد طفرة نوعية
وأكد وزير الزراعة، أن القطاع الزراعي يشهد حاليًا طفرة نوعية نتيجة لاستثمارات ضخمة تجاوزت 100 مليار جنيه، مدعومة بمشروعات البنية التحتية التي نفذتها الحكومة في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى زيادة وفرة الأراضي المستصلحة وفتح طرق جديدة للوصول إليها.
وأضاف 'فاروق'، أن الاستراتيجية الوطنية تتجه نحو التوسع الأفقي في الزراعة، مع التركيز على مشاريع مثل الدلتا الجديدة ومشروع مستقبل مصر وتوشكى، ما يتيح فرصًا جديدة للتنمية الزراعية، حيث توقع أن يشهد القطاع الزراعي في الفترة المقبلة، نهضة كبيرة تعزز دور الوزارة في تحقيق الأمن الغذائي وتحسين كفاءة الإنتاج.