ads
ads

الرايات البيضاء لا تحمي الأطفال.. شهادات جنود الاحتلال تكشف الإعدامات الميدانية وسط غزة

الحرب في غزة
الحرب في غزة

في تحقيق هو الأشد إدانة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كشفت صحيفة هآرتس العبرية عن تفاصيل صادمة لانتهاكات جسيمة يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، لا سيما في محور "نتساريم"، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، وتحول إلى ساحة لإعدامات ميدانية تُنفذ بدم بارد تحت تعليمات عسكرية مباشرة.

من يعبر يُقتل بلا تحقيق أو إنذار

يشير التقرير إلى أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا على أحد محاور النار اسم "خط الجثث"، حيث تُطلق النيران تلقائيًا على أي فلسطيني يعبره، بغض النظر عن كونه طفلاً، امرأة، أو حتى رافعًا لراية بيضاء.

ووفقًا لشهادات ميدانية من جنود وضباط إسرائيليين، فإن كل فلسطيني يُقتل هناك يُسجل كـ"مخرب" تلقائيًا، وهو ما يسمح بتبرير عمليات الإعدام العشوائية تحت غطاء عسكري كاذب.

شهادات مرعبة: إطلاق صواريخ على مدنيين وترك الجثث لتمزقها الكلاب

تتضمن الشهادات التي نشرتها "هآرتس" مشاهد مروعة، منها إطلاق صواريخ من مروحيات على مجموعات من المدنيين، وترك جثث الضحايا في العراء حتى تنهشها الكلاب، واحتجاز ناجين في أوضاع مذلة ومهينة.

ويقول أحد الضباط:

"الجنود هنا لا ينفذون مهامًا أمنية بل فقط يراقبون فلاحي غزة ويطلقون النار عند أي حركة، لا وجود لعدو واضح، ومع ذلك القتل مستمر بلا مبرر".

منظمات دولية: ما يجري في غزة هو جريمة حرب موثقة

علّقت منظمة العفو الدولية (أمنستي) على هذه الشهادات بالقول: "ما ورد في التقرير يشكل أدلة دامغة على تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعمليات قتل غير قانوني قد ترقى إلى جرائم حرب. يجب فتح تحقيق دولي عاجل".

فيما قالت هيومن رايتس ووتش إن التقرير "يعزز ما سبق أن وثقته منظمات حقوقية مستقلة"، وأضافت:

"هذه السياسة التي تنزع الإنسانية عن الفلسطينيين وتتعامل مع كل مدني كهدف عسكري، تمثل انتهاكًا خطيرًا لاتفاقيات جنيف، وتستدعي المساءلة الجنائية على مستوى المحكمة الجنائية الدولية".

محور نتساريم.. شريان عسكري أم مسرح لإعدامات جماعية؟

محور "نتساريم" أنشئ بهدف فصل شمال القطاع عن جنوبه، لكنه تحوّل فعليًا إلى "ممر موت" بحسب وصف الضباط أنفسهم. وأشار التقرير إلى أن الجنود لا ينفذون عمليات ميدانية ذات قيمة، بل فقط يتمركزون في نقاط قتل، بانتظار مرور مدني أو فلاح أو طفل ليُضاف إلى قائمة "المخربين" المفترضين.

ردود غائبة وصمت دولي مشين

رغم جسامة ما ورد في التحقيق، تغيب أي مواقف واضحة من القوى الغربية، فيما تواصل إسرائيل استغلال الغطاء السياسي الأميركي لارتكاب انتهاكات يومية دون خوف من العقاب.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً