للتضامن والتكافل بين الأهالي والمواطنين وجوه عديدة، تصب كلها في خانة العطاء والوفاق والمحبة التي تزداد يوما وراء الآخر جراء التعاون بين المواطنيين كافة، فضرب أهالي قرية الزرابى بمركز ومدينة بني سويف، أروع الأمثلة في التراحم والتضامن فيما بينهم، من خلال العمل على توفير العديد من السرائر للفقراء والبسطاء، ولمن ليس لدية القدرة على توفير السرائر له ولأسرته، رصدت جريدة "أهل مصر"، بهذا التقرير مبادرة الأهالي لتوفير الآسرة للمحتاجين، ولحمايتهم من برد الشتاء القارص.
قال محمد حسب الله، أحد الأهالي والمواطنين بقرية الزرابي ببنى سويف، إن مبادرة توفير العديد من السرائر جاءت تلبية لمطالب والوقوف جنبا لجنب مع الآسر الفقيرة الذين ينام بعضهم على الآرض، ويعانون من البرودة الشديدة بداخل منازلهم البسيطة ، فقد تم البدء في تجميع المبالغ المالية من العديد من الأهالي والمواطنين بالقرية.
وأضاف "حسب الله" أنه تم تجميع المبالغ المالية، وتم البدء في شراء الخامات من الأخشاب للبدء في تصنيع السرائر، مشيرا إلى قيام أحد تجار الخشب ويدعى " سلامة الناظر" وهو من أهالى قرية البرج بمركز ومدينة ناصر شمال المحافظة، فبادر بإجراء خصم كبير من ثمن الأخشاب المخصصة لتصنيع السرائر.
وأشار إلى أنه أثناء التوجه إلى أحد محلات الخامات لتصنيع الأخشاب، قام أحد أصحاب المحلات ويدعى " محمد العجرودى" بالمساهمة بإجمالى قيمة الخامات تضامنا منه ومشاركة منه بالمبادرة الخيرية التي تستهدف توفير العديد من السرائر للأسر الفقيرة .
وأوضح أنه بمجرد البدء في تنفيذ المبادرة إنهالت العديد من المشاركات الخيرية والتضامنية من جانب العمال والصناع والنجارين الذين ساهموا بجزء كبيرا من مستحقاتهم المادية وصلت إلى نصف مستحقاتهم، نظير عملهم في تصنيع السرائر للفقراء والبسطاء، مشيرا إلى أنه تم توفير وصناعة 15سرير ضمن المبادرة، مؤكدا على أن المبادرة تستهدف الفئات الطبقية الفقيرة والبسيطة، التي تفرض عليها الظروف الخاصة بهم، عدم المقدرة على شراء وتوفير السرائر لديهم وبداخل مساكنهم ومنازلهم، والذين لا يعلمون عنهم الكثير من المواطنين والأهالي إلا القليل.
فيما دشن عدد من المواطنين والأهالي بمحافظة بني سويف، مبادرة تحت عنوان " اطعم غيرك " لإطعام الجوعى أمام المستشفيات الحكومية، وعمال النظافة في الشوارع الجانبية والمحطات، الذين لا يمتلكون المال لتوفير وجبات غذائية لهم، طيلة تواجدهم في الشارع.
وفي هذا الصدد، قال محمد رجب، أحد المؤسسين بالمبادرة، إن المبادرة لن تكلف المشاركين بها من المواطنين والأهالي بشكل كبير من الناحية المادية، وذلك بسبب سهولة تنفيذها والعمل بها لكل من يريد المشاركة بها، والقيام بتوزيع الوجبات الغذائية أمام المستشفيات الحكومية، وعمال النظافة، وأطفال الشوارع، وغيرهم ممن يتواجدون بالشارع لأوقات بل تمتد لساعات طويلة، دون وجود القدرة المالية للقيام بشراء الوجبات الغذائية لهم.
وأوضح أن المبادرة تستهدف الفئات الطبقية الفقيرة والبسيطة، التي تفرض عليها الظروف الخاصة بهم، البقاء لفترات طويلة أمام المستشفيات، وليس لهم المقدرة على شراء الأطعمة والمشروبات، فضلا عن عمال النظافة، والسيدات بالشارع.
وأشار إلى أن المبادرة تستلزم لمن يريد المشاركة بها، شراء ٲرغفة فينو، بأسعار الجملة من المخابز بما يساوى 60 رغيفا، مع شراء 15 " بيضه " ويتم القيام بعملية " السلق " لهم، فضلا عن إحضار جبنة بمقدار ربع كيلو، وبعض الكميات القليلة من اللانشون.
وتابع إبراهيم سيد، أحد المؤسسين للمبادرة بمحافظة بني سويف، أنه عقب القيام بإحضار هذة المواد الغذائية، يتم قطع " الفينو " بطريقة نظيفة ومنتظمة حتى تخرج بشكل مستقيم، و بمظهر لائق، ويتم وضع هذة المواد الغذائية بكل صنف على حدة.
وأضاف أنه يجب إحضار كرتونة نظيفة ويتم وضع ورق أبيض نظيف، ويتم وضع السندوتشات عليه، بالترتيب، وبفواصل من الورق، بين كل صنف عن الآخر ، مشيرا إلى إحضار ما بين 3 أو 4 كيلو من البرتقال، ويتم وضع البرتقال كل واحدة بشكل منفصل عن الأخرى في أكياس صغيرة، ويتم وضعها برفقة السندوتشات الغذائية.
وأشار إلى أنه يتم البدء في التوزيع في الأماكن التي يتواجد بها الفقراء والبسطاء وممن يتخذون من الشارع، و أسفل الكبارى، وعمال النظافة في الشوارع أو محطات القطار، أو ممن هم على باب الله، ولا يملكون العمل ولا المقدرة المالية على شراء الأغذية والمشروبات.