كورونا على عتبة أفريقيا.. صحيفة تتنبأ بحتمية غزو الفيروس القاتل للقارة السمراء.. والمراكز الصحية تكثف استعداداتها وسط مخاوف من ندرة "أجهزة الكشف المبكر"

تعقيم أشخاص بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا (GETTY)
تعقيم أشخاص بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا (GETTY)

ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها، أن السلطات الصحية في قارة إفريقيا تكثف استعدادها لمواجهة فيروس كورونا الجديد بعد أن وصف رئيس منظمة الصحة العالمية الوباء بأنه 'تهديد خطير للغاية لبقية العالم'، وذلك في وقت تفتقر معظم البلدان الأفريقية للمعدات الخاصة بإجراء اختبارات الكشف عن النوع الجديد من الفيروس القاتل ما يثير مخاوف بشأن احتمالية أن تكون هناك الكثير من حالات الإصابة التي لم يتم الكشف عنها.

ووفقا للصحيفة، فإن عدد الدول الأفريقية التي يمكنها إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس تضاعف ثلاث مرات إلى 15 دولة هذا الأسبوع، مع توقع زيادة عدد المختبرات في الأيام المقبلة. وقال رئيس مؤسسة 'المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها' (CDC) في إفريقيا، إن المراكز الصحية في حالة تأهب قصوى للحالات الجديدة.

وذكر تقرير الجارديان أنه لم تكن هناك حالات إصابة مؤكدة بالفيروس التاجي في أي من البلدان الإفريقية البالغ عددها 54 دولة حتى الآن، لكن الخبراء يقولون إن تسجيل حالات إصابة أمر لا مفر منه؛ بالنظر إلى الكم الهائل من الحركة بين القارة والصين.

حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا، آخر تحديث الأربعاء 12 فبراير، الساعة 04.00 بتوقيت جرينتش (الجارديان)

وفي ذات السياق، حذر ميشيل ياو، رئيس عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في أفريقيا، من أن هذا قد يحدث 'في أي وقت'، مضيفًا أن معظم المستشفيات لن تكون قادرة على مواجهة الأعداد الكبيرة التي تتطلب عناية مركزة. بحسب الصحيفة البريطانية.

ووفقًا لعلماء منظمة الصحة العالمية، يحتاج حوالي 15٪ من المرضى المصابين بالفيروس إلى علاج في المستشفى، ويحتاج ربعهم إلى عناية مركزة و 5 إلى 10٪ يحتاجون إلى تهوية ميكانيكية.

وبحلول اليوم الأربعاء، توفي أكثر من 1000 شخص بسبب المرض في الصين، وتم تأكيد ما يقرب من 45 ألف حالة إصابة. بينما تم تأكيد أقل من 500 حالة حتى الآن في بلدان وأقاليم خارج الصين.

وقال 'ياو': إن 'عدم وجود الكواشف الكيميائية هو ما أدى إلى تأخير القدرة في الدول الأفريقية لتأكيد إصابات'، مضيفا 'نحن نعمل على مدار الساعة لضمان الحصول على تلك الكواشف (حتى يتمكنوا من اختبار الفيروس)'.

ارتفاع أعداد الوفيات وحالات الإصابة المؤكدة بكورونا (الجارديان)

ووفقا لـ الجارديان، تم الإبلاغ عن حوالي 45 حالة مشتبه بها في أفريقيا لمنظمة الصحة العالمية حتى الآن؛ وكانت إثيوبيا وكينيا وساحل العاج وغانا وبوتسوانا من بين البلدان المتضررة. وكانت نتيجة اختبار ما مجموعه 35 من هذه الحالات سلبية (أي غير مصابة بالفيروس)، في حين وضعت الـ10 المتبقية في الحجر الصحي حتى يتم إجراء الاختبارات عليها.

وقبل أسبوع، لم يتمكن سوى ستة مختبرات في أفريقيا، بما في ذلك معهد باستور في السنغال والمعهد الوطني للأمراض السارية في جنوب أفريقيا، من اختبار الفيروس، مما أثار مخاوف من احتمال وجود حالات لم يتم اكتشافها بالفعل. وفي نهاية الأسبوع الماضي، نظمت 'مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها' ورشة عمل في السنغال ضمت علماء في 15 دولة، وأرسلتهم إلى بلادهم باختبارات تشخيصية بما في ذلك الكواشف الكيميائية.

توجد الآن سبعة من البلدان التي أصبحت قادرة على إجراء الاختبارات، على قائمة أولويات منظمة الصحة العالمية للبلدان المعرضة للخطر بشكل خاص، ويرجع ذلك أساسًا إلى اتصالها مع الصين. وتشمل الجزائر وأنجولا وإثيوبيا وغانا ونيجيريا وتنزانيا وزامبيا. بحسب الجارديان

كما ترسل منظمة الصحة العالمية أطقم ومعدات طبية إلى 29 مختبرًا في القارة الأفريقية.

وردا على سؤال حول قدرة النظم الصحية في الدول الإفريقية على تلبية احتياجات العناية المركزة لتفشي فيروس كورونا، قال 'ياو' إن هذا سيشكل 'تحديا كبيرا'.

وأضاف 'يمكنني أن أخبركم على الفور أن القدرة على العناية بعدد كبير من المرضى غير موجودة في العديد من البلدان الأفريقية. نحن لا نزال نشعر بالقلق. ولهذا السبب نضمن أن تكون الأجهزة الصحية في حالة تأهب قصوى.

وتابع 'باستثناء الدول الكبيرة مثل كينيا وجنوب إفريقيا، فإن معظم المستشفيات الأفريقية لديها مرافق رعاية مركزة محدودة للغاية؛ فقد يحتوي المستشفى على 10 أسرة فقط مؤهلة للعناية المركزة. تخيل وجود مجموعة من الحالات التي تتطلب عناية مركزة. هذا يمكن أن يكون تحديا كبيرا'.

وقال ياو، الذي شارك في التعامل مع تفشي فيروس إيبولا في الفترة من 2014-2016، ومؤخراً في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إن منظمات غير حكومية مثل منظمة أطباء بلا حدود و'ساماريتس بورز' تقدم إرشادات تقنية بشأن إنشاء مراكز علاج. مضيفا أنه من المقرر عقد مؤتمر عبر الهاتف مع الشركاء الإقليميين هذا الأسبوع لمناقشة القدرة العلاجية لديهم.

واختتم: 'في حال كان لدينا عدد كبير من الحالات، فنحن نريد من شركاء المنظمات غير الحكومية زيادة السعة وتوفير معدات مثل الأكسجين وأجهزة التنفس. فهؤلاء الشركاء لديهم القدرة على نشر مراكز العلاج في وقت قصير جدا'.

من جهته، قال الدكتور مايكل ريان، رئيس برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي الاثنين الماضي: 'عندما تفكر في أن ما بين 90 ٪ إلى 100 ٪ من المرضى في المستشفى يحتاجون إلى أكسجين إضافي، فإن 20 ٪ إلى 25 ٪ من هؤلاء المرضى يحتاجون إلى رعاية مكثفة و قد يحتاج من 5٪ إلى 10٪ من المرضى إلى شكل من أشكال التهوية الميكانيكية، وهو ما يمثل طلبا كبيرا بالنسبة للمستشفى'.

من جهة أخرى، قال جون نكنجاسونج، مدير مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، إن زيادة القدرة على إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس في إفريقيا ستشجع المصابين بالأعراض المشتبه فيها على المضي قدمًا، مضيفًا أن إحدى النظريات لعدم تسجيل حالات في إفريقيا هي نقص تجهيزات الاختبار.

وأضاف نكينجاسونج 'الآن وقد أصبح لدى العديد من البلدان القدرة على إجراء الاختبارات، فهناك احتمال أن نرى حالات في الأسابيع المقبلة'.

وأفاد 'نكينجاسونج' بأن جنوب إفريقيا ستستضيف الأسبوع المقبل تدريبات إضافية لـ 25 دولة أخرى.

وأرسلت منظمة الصحة العالمية أيضًا عدد 29 من المعدات التشخيصية الإضافية إلى بعض بلدان القارة الأفريقية؛ فحتى وقت قريب، كان على معظم الدول التي تشتبه في حالات إصابة، إرسال العينات إلى السنغال أو جنوب إفريقيا أو حتى باريس لإجراء الاختبار عليها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً