شخصية هيسترية ووسواس قهري.. أطباء يكشفون تأثير فيروس كورونا النفسي على المصابين والأصحاء

فيروس كورونا - كوفيد19
فيروس كورونا - كوفيد19

يتابع الجميع حاليًا أخبار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 بتمعن ودقة على مدار الساعة، حيث أصبحت تشغل بال المصريين ولا يسمعون عنها طوال اليوم سواء ارتفاع أعداد المصابين والوفيات في الدول الأخرى، أو تسجيل حالات مصابة جديدة ووفيات في مصر، مما يتسبب في إصابة الأصحاء بالخوف والفزع فضلاً عن تأثير ذلك على المصابين أنفسهم، لذا نكشف الآثار السلبية النفسية على المصريين جراء فيروس كورونا.

كشف الدكتور مصطفى شحاتة، مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، التابعة لأمانة الصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان، هناك تأثير نفسي كبير لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، سواء على المصابين بالمرض أو الأصحاء، موضحًا أن الدولة بالكامل حاليًا تحتاج إلى دعم نفسي يُقدم لها.

وقال شحاتة في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن تأثير سماع أخبار فيروس كورونا المستجد وعدد الإصابات المعلن عنه قد يكون تأثير سلبي على الاشخاص الأصحاء أي غير المصابين، موضحًا أن هناك أعراض لاضطراب يدعي اضطراب توهم المرض وهو مرض يصيب بتوتر حاد ناتج عن الاختلاط وسماع أخبار عن أمراض وأعراض بشكل مستمر ومباشر، مما يؤدي لحالة توتر حاد وتوهم الشخص الإصابة بالمرض والتفكير المرضي المستمر وغير المتوقف عن المرض وأعراضه.

وأضاف مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية: "يتفاعل الناس المخالطين للمرضي بشكل سلبي مع أعراض المرض مما يؤدي لحالة من التفكير المستمر بالمرض والانشغال التام بأعراضه وعدم المقدرة علي وقف التفكير السلبي والتفاعل السلوكي السلبي مع المرض وأعراضه، مما يتسبب في إعاقة نفسية وتكرار الذهاب الي الأطباء وعمل فحوصات ليس لها أهمية، وإنفاق أموال بطريقة غير اقتصادية مما ينتج عنه حدوث أزمات اقتصادية للأسرة مع قلة موارد الأسرة والمعاناة الشديدة في تحديد الأولويات الخاصة بصرف موازنة الأسرة المنهكة أصلا على ما هو أولى بالصرف".

ونوه أن أنواع الخوف ومستوياته في الصحة النفسية نوعين أو مستويين النوع الأول صحي والانسان فيه بيشعر بخوف صحي أو ومستويات الخوف صحي المطلوبة للوقاية والحرص من أعراض المطورون بدون افورة ولا زيادة ولا وهم ولا توتر زايد عن اللازم يعيق الإنسان عن ممارسة أعماله اليومية الروتينية بشكل طبيعي مع بعض الحرص الصحي، وهناك نوع أخر اسمه الخوف النفسي المرضي الزائد عن الحد ويحتاج علاج والذهاب به للطبيب النفسي قائلا "لأن له أعراض رخمة وبايخة، ومنها التفكير بشكل مستمر وغير متوقف عن أعراض المرض والاحساس بأنها كلها عندي وانا مصاب بيها" مما يتسبب في أعراض ما يسمي بالوسواس القهري وده بيجرنا لاعراض اضطرابات سلوكية حادة ونقص حاد في ساعات النوم الطبيعية أو حتي في نوعية النوم نفسها، مع مشاعر خوف وهلع واتباع طقوس حازمة وصارمة في التعامل مع أي مواقف تخص صحتنا أو صحة المحيطين بنا، وادخالنا في دوامات من الطقوس الطبية الاحترازية بدعوي الوقاية خير من العلاج، والمريض في الاخر مش واخد باله بأنه تحت تأثير ما يسم بأعراض الوسواس النفسي بدرجاته المختلفة من بسيطة الاعراض الي متوسطة الاعراض إلي حادة الاعراض.

وأشار إلى أنه في النهاية يجب ولابد من استشارة طبيبك النفسي ومراجعته ويجب تدخل علاجي دوائي لإيقاف التدهور النفسي الحاد والاحساس بعدم المقدرة علي الاستمتاع بالحياة والانشغال المرضي بالاعراض الخاصة بالمرض والدوران مع أعراض المرض في دواير من التفكير السلبي والمشاعر السلبية التي تحيل حياة الإنسان الطبيعي إلي جحيم حيث تسيطر عليه تللك الأفكار السوداوية محولة حياته إلي جحيم فعلي ، وأخيرا لابد من مراجعت طبيبك النفسي والتزام تعليماته للخروج من دوامة الوسواس القهري وأحيانا توهم المرض ونسأل الله لكم السلامة لكم جميعا .

ولفت إلى أن الحالة النفسية للمريض أو لأهله تؤثر كثيرا سلبيا او ايجابيا في مسألة المناعة تجاه المرض، موجها لأهل المرضى رسالة مضمونها ضرورة أن يكون لديهم ثبات انفعالي مع عدم محاولة التأثير السلبي بالصراخ والعويل، لأنه يؤدي إلى حالة سلبية وسيئة للمريض وبالتالي يقلل المناعة ويجعل المرض يستشفي بشكل أكبر، حيث إن الصراخ أو رد الفعل السلبي تجاه مصاب فيروس كورونا يؤثر عليه، فأي حدث للشخص سواء كان طبيعيًا أم لا يكون رد فعله إما طبيعي أو فوق الطبيعي بدرجات، ولكن قد يتسبب الصراخ والعويل على الشخص المصاب بالدخول في نوع من أنواع الشخصية الهيستيرية سواء للمريض أو أهله بسبب عدم المعرفة بطبيعة المرض الحقيقية.

وتابع مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، بأن الدعم النفسي مطلوب لكل الأمراض خصوصا الأمراض الحالية كاجتياح مرض كفيروس كورونا، لذا يحتاج المصاب وأهله والبلد بالكامل تحتاج دعم نفسي كامل ومعلومات حقيقية عن المرض، فالفيروس ضعيف جدا ولكن يجب أخذ احتياطات خاصة للمرضى المستهدفين وهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مشيرًا إلى أنه من المهم جدا تقديم الدعم النفسي ورفع الحالة المعنوية سواء للمصاب بفيروس كورونا أو أهله لأنه لا يقل ابدا عن اي علاج من العلاجات التي يحصل عليها المريض في المستشفى.

كما فسر الدكتور محمد سامي، طبيب نفسي، التفكير المستمر حول فيروس كورونا للأصحاء بأنه يخلق أوهام كثيرة يعيش فيها الشخص المعافى والسليم قد يجعله ذلك يصاب بمرض نفسي نتيجة التفكير في الجانب السلبي بشكل مستمر والخوف الدائم من الإصابة بفيروس كورونا وذلك بسبب كونه يسمع أخبار عن تفشي الوباء في معظم بلدان العالم وسقوط أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات في الخارج، موضحًا أنه يجب التأني وعدم الفزع والخوف جراء انتشاره في مصر لأن الدولة تتعامل بشكل جيد حتى الآن وهناك سيطرة على انتشار فيروس كورونا لذا فيجب عدم الفزع بشكل مبالغ فيه.

وأضاف سامي لـ"أهل مصر"، أن التأثير السلبي لفيروس كورونا يكون بشكل أكبر لدى المصابين به وبالتالي يجب حصولهم على دعم نفسي لأن ذلك لا يقل أهمية عن العلاجات الأخرى، مشيرًا إلى أهمية أن يتلقى المصاب وأهله وجميع المحيطين به الذين تأثروا بالخوف والحزن على الشخص المصاب بالعلاج النفسي والدعم المعنوي بعد الحالة النفسية السيئة التي تعرضوا لها.

وكانت وزارة الصحة اعلنت أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الخميس، هو 495 حالة من ضمنهم 102 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و24 حالة وفاة.

وتواصل وزارة الصحة رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً