مع تفشي وباء كورونا في العالم الغربي والعربي، يرى البعض في ذلك فرصة لوقف الحرب التي أعقبت الكثير مما هو اكثر من الوباء على الشعب اليمني، فوفقا لوكالة الأنباء الألمانية فإن الأمم المتحدة قد دعت لوقف الحرب في البلد المنكوب، واستجابت لذلك الحكومة اليمنية، وأعلن التحالف الداعم لها دعم القرار اليمني، حتى الحوثيون رحبوا، والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث اشاد بتلك الترحيبات، لكن التطبيق العملي لم يكن مطابقاً للترحيب، حتى إن الأخبار الواردة من مدينة مأرب تقول إن الحوثيين صعّدوا القتال خلال اليومين الماضيين رغم تفشي وباء كورونا بينهم دون الإعلان عن ذلك.
ووفقا لصحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أن ما يحدث داخل أروقة "صنعاء"، أن الجماعة الحوثية تعيش حالة من الخوف بسبب فيروس كورونا أنه عقب تفشي الفيروس داخل صنعاء، بدأت الجماعة في البحث عن شخص بعينه لتولي مهام قيادتها خاصة بعد انشغال الرئيس الإيراني حسن روحاني بما يحدث في بلاده واختباء "الخامنئي".
وقد تداولت وسائل إعلام يمنية عن مأساة السفينة الأممية، والإشاعات التي راجت عن جنرال الحديدة، أحد تلك الشواهد التي تدل على عدم وضوح الصورة لدى الجماعة التي تستولي على السلطة في الحديدة وصنعاء ومناطق أخرى منذ سبتمبر 2014.
ولم يمض على إعلان وسائل الإعلام الحوثية عن ترحيب مهدي المشاط رئيس مجلس الحكم، بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لوقف القتال 24 ساعة؛ حتى شاهد المتابعون بيان العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي نقل اعتراض وتدمير طائرات مسيّرة استهدفت أبها وخميس مشيط، فهل يعني أن هناك في صنعاء أو ما جاورها من لم يَرُقْ له الترحيب وأراد أن يقول وإن بشكل غير مباشر، أنا الحاكم، ولا أحد غيري؟
وتنطلق بموازاة تلك الطائرات المسيّرة أسئلة عديدة، أولها: مَن الحاكم الفعلي للحوثيين؟ فاليمنيين يؤكدون أن الحوثيون بغوغيئياتهم لا يستطيعون إدارة اللعبة بدون رأس مدبر سيما فكيف يحركون مسيّرات وصواريخ باليستية؟و أيضاً ماذا ستفعل الميليشيات في حال تفشى المرض؟ هل سيعاملونه مثلما عاملوا الكوليرا، وثبت لاحقاً تورطهم في محاولة تجيير ذلك التفشي.
وكانت صحيفة اليمن اليوم قد أبرزت اسم الضابط الإيراني في "الحرس الثوري" الإيراني عبد الرضا شهلائي المطلوب أميركياً بعد خلاصهم من قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" ، حين نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في البنتاغون فشل استهداف شهلائي، الرجل الذي وضعت واشنطن على رأسه ثمناً يفوق ما وضعته لقاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة .
وتعتبر ثمن المعلومات عن "شهلائي" لدى امريكا يساوي 15 مليون دولار، والريمي 10 ملايين دولار،ويكفي لهذين الرقمين شرح أهمية الإيراني الذي يعد بمثابة وكيل لسليماني في اليمن، وقد يكون أكبر من ذلك.
فهل يحكم شهلائي اليمن فعلاً؟ وإن كان كذلك فهل يعد بقية القيادات التي تتصدر المشهد اليمني مجرد دمى، تحركهم الاستشارات السياسية والإعلامية من إيران وعناصر "حزب الله" اللبناني؟