اعلان

أم سلمة وصلح الحديبية .. هل حرم الإسلام النساء من العمل السياسي ؟

مشاركة النساء في السياسة
مشاركة النساء في السياسة

خلق الله الناس ذكرا وأنثى، وليس هناك دليل من شرع أو من عقل على أن هناك ما يمنع النساء دون الرجال من المشاركة في العمل السياسي وفي التفاوض وحتى في المشاركة في اتخاذ قرارت تتعلق بالحرب وبالسلام. وهذا هو ما يمكن استنتاجه من قصة صلح الحديبية وموقف النبى صلى الله عليه وسلم من الاستعانة برأى أم سلمة في واقعة تخص شأن جلل من شئون المسلمين ويختص بالعلاقة بين المسلمين والمشركين بل وقضية وجودية تخص مستقبل دولة الإسلام ووجودها من الأساس، فعندما أقر النبى صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية فبعد أن أقر النبى صلى الها عليه وسلم الصلح مع المشركين فإن بعض الصحابة كرهوا هذا الصلح، ورأوا في شروطه الظلم والإجحاف بالمسلمين، لكنهم ندموا على ذلك، وظلت تلك الحادثة درسا لهم فيما استقبلوا من حياتهم، فكان سهل بن حنيف ـ رضي الله عنه ـ يقول: ' اتهموا رأيكم،رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لرددته '. وبقي عمر ـ رضي الله عنه ـ زمنا طويلا متخوفا أن ينزل الله به عقابا لما قاله يوم الحديبية، وكان يقول: فما زلت أصوم وأتصدق وأعتق من الذي صنعت، مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ .

اقرأ ايضا : هل قال النبى إن المرأة عورة ولماذا يخلق الله عورات ويطلب منهن عبادته ؟

والشاهد من قصة صلح الحديبية ما رواه الإمام أحمد بسنده من طريق المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم - رضي الله عنهما - قصة صلح الحديبية في حديث طويل، ذكر فيه أنه لما تم الصلح بين النبي- صلى الله عليه وسلم - ومشركي قريش قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( يا أيها الناس انحروا واحلقوا )، قال: فما قام أحد، قال: ثم عاد بمثلها، فما قام رجل حتى عاد بمثلها، فما قام رجل، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل على أم سلمة فقال: ( يا أم سلمة ! ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنساناً، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره، واحلق فلو قد فعلت ذلك، فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم -لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون ).

فكان رأي أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ رأياً موفقا ومشورة مباركة، وفي ذلك دليل على استحسان مشاورة المرأة الفاضلة مادامت ذات فكر صائب ورأي سديد، كما أنه لا فرق في الإسلام بين أن تأتي المشورة من رجل أو امرأة، طالما أنها مشورة صائبة

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
صحة غزة: 34356 شهيدا حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع