يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة البقرة من كتابه الكريم : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : «إياكم والغلو في الدين» ، أخرجه ابن ماجه في كتاب المناسك، باب قدر حص الرمي الصفحة 1008 من المجلد الثاني، ومنه الحديث : ومنه الحديث: «وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه»
قال ذلك لأن من آدابه وأخلاقه التي أمر بها القصد في الأمور، «وخير الأمور أوساطها» وعلى ذلك فالمادة تدور في اللغة حول مجاوزة الحد أيا كان نوعه.
أى أن النبى صلى الله عليه وسلم ينهي في هذا الحدث عن التشدد فيه والتخطي للحد، وقد حث الإسلام على الوسطية وانتقد الغلو ونهى عنه في كثير من مواضع القرآن الكريم، و يمكن أن نستدل من خلال ما جاء من مفهوم الغلو في القرآن والسنه النبوية أن هذا المفهوم كان له امتدادات بتاريخ البشر، واستطاع أن يتغلغل في الأمم المُنتمية إلى الرسالات السماوية ليحرفها عن مسارها السماوي لذا أكد القرآن والسنة الحذر من أن يسري في الأمة الإسلامية. وقد بيَّن القرآن وكذلك السُنَّة أن الاختلاط الحضاري والفكري بين الأمة الإسلامية مع غيرها من الأمم وخصوصًا أهل الكتاب ينبغي ألا يؤدي إلى التلاقح العكسي بما يحرف الأمه الإسلامية ويجعلها في خط موازٍ لأهل الكتاب، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) :(لتتبعن سُنَنَ من كان قبلكم حذو القِذَّةِ بالقِذَّة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه).