صيام الست من شوال, هو أكثر ما يشغل بال الكثير من المسلمين بعد انتهاء صيام شهر رمضان، كما يتساءل البعض عن أحكام صيام 6 أيام من شوال بوجود أيام قضاء من رمضان.
وبناء على ذلك كان موضوع نقاش الدكتور خالد فوزي أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى _سابقًا_، عن أحكام صيام الست من شوال مع القضاء، في فيديو كامل للتحدث عنها، في نهاية شهر رمضان.
إليك توضيح أحكام صيام القضاء من كان له مرض أو على سفر أو المرأة الحامل أو النفساء أو غيره من هم لديهم عذر زائل للإفطار في رمضان وعليهم أيام قضاء ما بعد رمضان، مع صيام سنة لها ثواب كبير مثل صيام الست من شوال.
العبادات بعد رمضان
تحدث الدكتور خالد فوزي عن أنه يجب الالتزام والاستمرار في العبادات بعد شهر رمضان، وأنه لا يصح أن نذكر الله ونعبده في وقت دون آخر، وذكر أن قراءة القرآن وختمه بعد رمضان، وأضاف أن الله من علينا بصيام هذا الشهر منوهًا عن صيام الست من شوال.
صيام الست من شوال
بدأ حديث الدكتور فوزي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن صيام الست من شوال والذي قال فيه: 'مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ' رواهُ مُسْلِمٌ.
شرح أن هناك رواية تقول أن صوم 6 أيام من شوال اليوم بعشر من أمثاله، يعني 60 يوم، ورمضان شهر بمقدار 10 أشهر، مما يعني سنة كاملة يأخذ أجرها المسلم.
حكم القضاء وصيام الست من شوال
تحدث الدكتور خالد خلال شرحه أن في حالة إن فطر الإنسان لعذر في رمضان، هل يبدأ بصيام الست من شوال؟ أم يبدأ بصيام القضاء ما عليه، وذكر أن هناك عدد كبير من المشايخ يقولون أن يبدأ المسلم بقضاء لما عليك أولًا، وهذا مبررين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم يبدأ بـ 'من صام رمضان' وأن من فطر صام رمضان ينقصه أيام فطر فيها، وأتى بعد ذلك ' ثم اتبعه ستة من شوال فكأنما صام الدهر كله'.
وأجاز البعض الآخر لما ورد عن عائشة رضي الله عنها كانت تقول 'كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ. قَالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ مِنَ النبيِّ أوْ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ' متفق عليه.
وتفسير هذا الحديث قد يفهم بأنها لم تكن تصوم أي نفل، فكيف يظن أن مر 8 سنوات على عائشة ولا تصوم أي نفل وخاصة يوم عرفة أو يوم عاشوراء؟، فالفهم الوحيد لحديث عائشة بأنها تتحدث عن صوم الفرض خاصة، وذلك لأن المتطوع أمير نفسه، فإذا أرادها الرسول صلى الله عليه وسلم، افطرت وخرجت من الصيام.
وأضافة إلى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات وهو متزوج تسع نسوة، فهناك قسم لها من 3 إلى 4 ليالي في الشهر، بينما في حالة الفرض فإن الله تعالى قال: 'لا تبطلو اعمالكم'، ما يساويه هو القضاء، بينما الترخيص في النفل فقط.
فلا يعني كلمة'ما استطيع' موجب للمبادرة بالقضاء كما زعم ابن حزم، وذلك لأن إمكانتها تستلزم الاستئذان، ومن الممكن أن تستأذن فلا يؤذن لها، أو أنها لم تستأذن، والمبرر الأول لو وقع لنقل، والثاني يدل على عدم الوجوب، وهذا لأن وجوب القضاء يتم بالاستئذان.
مضيفًا إن كان واجب فإن الواجب لتستأذن، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها به، ثم أن قضاء الواجب في شعبان بسبب ضيق وقت القضاء، كما لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر الصيام في شعبان.
وذكر في حالة وفاة الإنسان؟ فيرفع على من عزم القضاء عنه الإثم، فإن القضاء ليس على الفور، فهو مثل من دخل وقت الصلاة ومات خلاله، وقد عزم على أن يصليها، فلا يكون مفرطًا.
كما شرح أن في حالة المرأة الحائض ويصل حيضها إلى 12 يوم وتقوم بقضاء 12 يوم لحيض رمضان، بينما يوم العيد لا صيام فيه، فلم يتبقى في شهر شوال ستة أيام لصيامها.
لهذا يكون حكم القضاء وصيام الست من شوال الأرجح والله أعلم، أنه يجوز تقديم صيام الست من شوال على صيام القضاء، ولكن ما يبنى عليه من أجر بعد إتمام القضاء، مع فرض العزم على القضاء، بناء على الأدلة السابقة.
حكم الجمع بين النيتين
صرح الدكتور خالد فوزي في تصريحات خاصة لـ أهل مصر، عن حكم الجمع بين النيتين يكون جائز في حالة صيام الست من شوال مع نفل مطلق، مثل صيام ثلاثة أيام البيض، أو صيام الإثنين والخميس.
بينما لا يصح الجمع بين النيتين في قضاء رمضان وذلك لأنه جمع بين نية الفرض ونية النفل، كما لا يصح أن ينوي نفلا في صيام رمضان، كما لا ينوي صلاة الصبح مع نافلته معًا.
ولأجل ذلك فإن صيام الست من شوال يكون منفصل عن صيام قضاء رمضان، وإن كان مريض يخشى العجز مستقبلًا عن القضاء، ولأن الصيام الآن أيسر لكونه في غير فصل الصيف، فيصوم القضاء مقدمًا على صيام الست من شوال.