أجابت دار الإفتاء على سؤال ورد إليها يقول صاحبه هل يوم عرفة يكفر جميع الذنوب ومنها ترك الصلاة، وما هو حكم الشرع في رجل لا يصلي ويصوم عرفة بحجة أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين ومن ضمنها ذنب ترك الصلاة؟.
وقالت الإفتاء في فتواها:" ترك الصلاة والتكاسل عنها حرام شرعًا، وكبيرة من الكبائر، تستوجب التوبة الصادقة بالإقلاع فورًا والندم الشديد مع كثرة الاستغفار والعزم الأكيد على عدم العودة لذلك مرة أخرى، وتكفير يوم عرفة يكون لصغائر الذنوب، فقد رَوَى أَبُو قَتَادَةَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ))، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه".
يقول الإمام النووي -رحمه الله - في شرحه على "صحيح مسلم" (8/ 51، ط. دار إحياء التراث العربي): [مَعْنَاهُ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ صَائِمِهِ فِي السَّنَتَيْنِ قَالُوا وَالْمُرَادُ بِهَا الصَّغَائِرُ].
وقال العلامة الحصكفي -رحمه الله تعالى- في "الدر المختار" (ص: 175): [قال عياض: أجمع أهل السنة أن الكبائر لا يكفرها إلا التوبة]، والله أعلم.