الإسراء والمعراج من آيات الله سبحانه وتعالى، وتأييده للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة بعد اشتداد أذي المشركين له، أثناء تبليغ رسالة الله.
إيذاء النبي
حيث كان النبي محمد يدعوا الله تعالي سرًا في بداية رسالته، وعندما اشتد الأذي في مكة قرر أن يغير اتجاه الدعوة إلي الطائف، لكنه وجد هناك شتي ألوان الإيذاء.
فرجع إلي مكة وأثناء رجوعه، تضرع إلي الله قائلا: ' اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني علي الناس، أنت ربُ المستضعفين وأنت ربي إلي من تكلني..' ، فأسري الله تعالي به من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى.
رحلة الإسراء
تحدث الله سبحانه وتعالي عن رحلة الإسراء والمعراج في القرأن الكريم فقال: ' سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ '.
أسري الله تعالي بالنبي محمد ليلا من المسجد الحرام، على البراق في رحلة كذبها جميع المشركين عند رجوعه، وقالوا كيف له أن يذهب إلي المسجد الأقصى في يوم وليلة، وهي رحلة تستغرق مسيرة شهر ؟
لكن الله عزو جل سخر له البراق، فقد روي عن النبي أنه قال ' أتيت بالبُراق، وهو دابّةُ أبيضْ طويل، يضعْ حافرّه عند مُنْتهَى طرْفِه'.
رحلة المعراج
وعند وصوله إلي المسجد الأقصى ارتقى به الحق سبحانه وتعالي، من عالم الأرض إلى عالم السماء؛ فوجد في السماء الأولى أبينا آدم، وفي الثانية يحيى وعيسى
وفي السماء الثالثة وجد يوسف، وفي الرابعة إدريس، وفي الخامسة هارون، وفي السادسة كليم الله موسي، وفي السابعة إبراهيم الخليل، ثم تقدم وصلي بهم إماماً.
واستكمل أمين الوحي جبريل به الرحلة، حتي أوصله إلى سدرة المنتهى؛ وهي منتهي مايصل إليه بشر وليس أي بشر، إنما هو نبي الله الخاتم.
وهذا من تكريم الله تعالى له حيث يقول الحق سبحانه وتعالي: ' مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ'.
ورؤية النبي للبيت المعمور في السماء، حيث يقول نبينا : ' فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلي البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه'.