يتصدّر تعويم الجنيه قائمة بحث الآلاف من المصريين المهتمين بمعرفة آخر تطورات تحريك سعر الصرف، بعد الإعلان عن التعويم الثالث للجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي. ما ينتج عنه زيادة متوقعة جديدة على الأسعار. وهو ما يؤرق قطاع عريض من المواطنين الفترة الأخيرة.
وهُناك علاقة وثيقة بين تعويم الجنيه مقابل الدولار, وزيادة سعر المنتجات الأساسية على المواطنين خاصةً مع توقف حركة الاستيراد من الخارج، وقلة المعروض من السلع مقابل زيادة الطلب، وخلال التقرير التالي، نستعرض تفاصيل حركة التعويم الثالث المرتقبة للجنيه المصري. وآثاره المستقبلية كما يتوقع خبراء الاقتصاد المصريين.
تعويم الجنيه للمرة الثالثة في 2022
يواجه الجنيه المصري التعويم الثالث له خلال العام 2022, إذ أصدر البنك المركزي المصري، قرارا في مارس الماضي بتحرير سعر الصرف، ما تسبب في حركة بالأسعار المحلية للسلع والمنتجات الأساسية، فيما بلغ سعر الدولار ما بين 17 إلى 18 جنيها.
ومع اتفاق مصر والبنك التجاري الدولي على الحصول على القرض الثاني، قرر المركزي في نهاية أكتوبر الماضي تحرير سعر الصرف مع تحديد قيمة للدولار وعدم تركه لتعاملات البنوك. إلا أنه شهد صعودا مضطردا خلال الشهر الماضي، ليصل سعر الدولار الآن إلى 24.6386 للشراء، و24.7247 للبيع بالبنك المركزي.
وخلال الساعات الـ 24 ساعة المقبلة، ترقّب خبراء الاقتصاد حدوث قرارا بـ تعويم الجنيه الخميس المُقبل 22 ديسمبر 2022 خلال اجتماع البنك المركزي، وتحرير سعر الصرف إلى 30 جنيها، معطيا للبنوك الحق في تسعير شراء وبيع النقد اﻷجنبي، حتى طرح الكثير تساؤل كم سيبلغ في السوق السوداء إذا وصل إلى الـ30 ؟
تعويم الجنيه الثالث
تعويم الجنيه الثالث
يتوثع خُبراء الاقتصاد في مصر تعويم الجنيه الثالث وتحريك سعر الصرف وفقا للمؤشرات وتداول معلومات حول اتفاقية جديدة بين الدولة المصرية والبنك التجاري الدولي، والتي تستدعى خفض قيمة الجنيه مقابل الدولار الأمريكي، حيث سيُعلن البنك المركزي عن حركة جديدة لسعر الصرف دون إطلاق الحرية للبنوك في تسعير النقد اﻷجنبي عبر آلية 'اﻹنتربنك'. لذا يتنبأ الكثير بارتفاع سعر الدولا في السوق الموازية إلى رقم يقترب من الـ40 لأول مرة في تاريخه.
من ناحية أخرى رأى هاني توفيق، رئيس الجمعية المصرية للاستثمار المباشر، أن سعر الدولار المتداول في السوق المصرية يصل إلى 32 جنيها في الوقت الحالي، وأنه من الصعب على البنك المركزي أن يرفع السعر الرسمي حتى يصل لسعر السوق.
ما هو الإنتربنك وعلاقته بـ تعويم الجنيه الثالث ؟
اﻹنتربنك يُمثل 'المحرك الدولي' للبنوك المركزية لدول العالم، وأيضا هو 'لينك' أو شبكة تواصل داخلي بين البنوك داخل كل دولة، حيث يتم الاطلاع على الحركة صباح كل يوم لتحديد سعر النقد اﻷجنبي.
في حالة توافر العملة الأجنبية داخل مصر، وتحرير سعر الصرف مع إطلاق حرية التعامل بين البنوك، في هذه الحالة يتيح 'الإنتربنك' للبنوك الداخلية ما تحتاجه مع مبالغ، وعلى سبيل المثال يحتاج احدى البنوك إلى سيولة بالدولار يطلبها من 'الإنتربنك' وفي حالة ندرة التعاملات بالدولار لا يوفر الانتربنك ما تحتاجه البنوك.
لم يكن 'الانتربنك' صاحب القرار في تحريك سعر الصرف، لكنه يعمل على الآتي:
- كل بنك يراجع حجم السيولة النقدية المتوافرة له وبناء عليه يحدد السعر الذي يرغب في إتمام عمليات الشراء والبيع به.
- تتشارك هذه البنوك معا هذه اﻷسعار في اجتماع يومي صباحي يتم عبر هذه الشبكة 'اﻹنتربنك' ليتم استبعاد السعر اﻷعلى والسعر اﻷقل، ثم حساب متوسط باقي اﻷسعار ليصبح هو سعر الصرف الذي يتم اعتماده عبر البنوك.
تعويم الجنيه ديسمبر