اعلان

كيف نجحت خديجة من قسوة الأب والأم لـ نزوات الشيخ صلاح الدين التيجاني

خديجة والشيخ صلاح الدين التيجاني
خديجة والشيخ صلاح الدين التيجاني

وجهًا آخر للمجتمع المؤمن تظهر إزدواجيته التي طالما حاول جاهدًا إخفائها أمام الصادقين والواضحين، فكم من شخص فاعل للخطأ سرًا، واعظًا ناصحًا علنًا يحكم على غيره من بني آدم بالكفر أو عدم الإيمان أو ارتكاب الأخطاء، وثوبه مدنس بالخطايا.

في القصة التي سردتها خديجة متهمة الشيخ صلاح الدين التيجاني بالتحرش بها مُذ كانت طفلة صغيرة يساعدها في تعلم أصول الدين بمنزل عائلتها - وإن صحّت- تعرّيه تمامًا أما مُريديه ومحبيه تحديدًا من ذوي الثقافة والشهرة، فهم كالكثيرون لا ينظرون إلى ما وراء الأشياء بل إلى الظاهر منها، وقد لا يصغون إلى نغمة عقولهم وتشغلهم أصوات المُدّعين.

هل خديجة ضحية الشيخ صلاح الدين التيجاني ؟

للحقيقة أكثر من وجه ووجهًا منها قد يثير غضب المريدين للتيجاني وهو الذي صنع مقامًا لنفسه ليزوره دراويشه باعتباره مؤسس الطريقة التيجانية، أو كما وصفته خديجة بأنه «الرجل الذي يدّعي معرفة المصائر ويجب أن نطيعه دون أن يكون لدينا رأي وإلا سنطرد من مجموعته».

في رواية خديجة التي تبعتها بصورة من مراسلة دارت بينها وبين صلاح الدين التيجاني، تحكي عن معاناتها النفسية التي مازالت تؤثر عليها حتى بعد تجاوز تلك الفترة ومحاولة تعافيها.

وحوّت صورة المحادثة على كلمات عبّر عنها الشيخ باشتياقه للفتاة (أنا مشتاق) وصورة جنسية وصفتها بدقة إلا أنها حذفتها من لديها ولم تحتفظ بها، وردود الشيخ ما بين طلب رؤيتها وإرساله شيء واعتذاره أنه جاء لها بالخطأ، ثم ضحكه الشديد عليها. ورغم أن تلك المحادثة لم تكن الدليل المُنجي لـ خديجة من سيل غضب مُريديه، إلا أنها قد تنبه بوقوع هذه الفتاة وقت كانت مراهقة لتحرشات لفظية جنسية من قِبل هذا الشيخ، خاصةً وأنه يروج لنفسه كواحدًا من الأئمة وأولياء الله الصالحين أو المبشرين بالجنة، لديه مقامه الذي صنعه لنفسه، وله علاقاته التي تجمعه بعدد ليس بقليل من الفنانين الذين يتباركون به ويحصلون منه على فتواه التي تهيئ لهم صلاح ما يفعلونه وإن كان مخالفًا لشرائعنا.

أما الوجه الآخر، أن يكون الشيخ صلاح الدين تعامل مع الفتاه بطريقة يراها «عادية» فكما صرّح بنفسه قائلًا: «وفيها إيه لما أقول لحد أنا مشتاق».

من المسؤول عن آلام خديجة ؟

هناك من نظر إلى قصة خديجة وصلاح الدين التيجاني نظرة سطحية فرأى الشيخ الجاني وخديجة الضحية، أو العكس، رغم أن خديجة كانت واضحة في مشاعرها ولكنها لم تعط أدلة كافية أو رواية مُغذّاه بمواقف وصورًا أكثر كاشفة.

وفي نظرة أخرى، هناك من يصدق الناجيات من التحرش أو على الأقل لا يكذبهن ويدعمهن لطلب التحقيق في الوقائع التي ينسبونها للمتهمين بالتحرش أمام أي جهة يتم الاتفاق عليها للبحث في المسألة.

أما المسؤول الحقيقي عن آلام الفتاة وقت كانت 9 سنوات والدها الذي سلمها لشخص ينتمي إلى طوائف شاذة مغلقة تجالسه زوجته وأبنائه. فالأسرة مفككة، الأب والأخت يدعمان البنت، والأم تدعم الشيخ.

الأب متهم من الأم بالعدوان على طفلته ومعاملتها بقسوة وعنف وتروي واقعة طرده لخديجة من محل إقامتها للشارع المؤكّدة.

ورغم حملة الأب ضد الشيخ ليل نهار ويقول إن زوجته كانت زوجة مثالية لكن الشيخ ضللها، هو من سلّم عائلته كلها للشيخ ثقة ومحبة.

عانت خديجة من قسوة الأب وطرده لها، وقت عادوا إلى مصر من تركيا لإنهاء أوراق جامعتها بسبب اختلافهم في وجهات النظر، وهو ما دفعها لأن تستنجد بالشيخ.

وفي سن 11 عامًا حيث كانت خديجة في منزل والدها صغيرة يُعنفها، كان الشيخ يتصل بالأم ليسأل عن الأمر بتفاصيله حتى يقوم بإرشاد خديجة فهو مفوضًا من خالد (والدها) لاحتواءها وتربيتها هي وأخوتها جميعًا مع زوجته.

وبعد كبر الفتاة، طلب والدها تزويجها لنجل الشيخ، الذي وافق مشترطا أن تتواصل خديجة مع ابنه في أمريكا وإذا وافق الأخير عليها، سيخبرها وإن لم يوافق لم يذكر الأمر أمامها حتى لا يجرح شعورها.

اتخذت والدة خديجة السيدة شيرين حليم إمام حزو الشيخ، ولم تبريء فتاتها من قسوة ما تعرضت إليه -حسب روايتها- وإن كانت لم تُصدقها، بل كان لابد من دعمها وهي تتعافى كما اعترفت الأم بوضع ابنتها، وأن البوح هو ضمن خطوات تعافيها من معاناتها المكنونة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً