بعد انتهاء فترة التوقف الدولي تعود الدوريات في العالم مرة أخرى، مع مباريات من العيار الثقيل ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، يأتي أبرزها كلاسيكو الأرض في إسبانيا بين ريال مدريد وبرشلونة، على ملعب الكامب نو، في إياب منافسات نصف نهائي كأس ملك إسبانيا.
وانتهت مباراة الذهاب بين الفريقين في ملعب سانتياجو برنابيو، بهدف نظيف لصالح فريق برشلونة.
ومن المقرر أن الكلاسيكو المقبل سيكون هو الخامس بين الفريقين هذا الموسم، لكنه دائمًا ما يكون مختلفًا بسبب أن المباراة تأتي في أجواء إقصائية، وبالتالي تكون المباراة محفوفة بالكثير من المخاطر.
وعلى الرغم من تأهل الفريق الملكي إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا إلا أن الريال يعيش فترة غير جيدة، خاصة على المستوى المحلي، لكن يبقى دائمًا الرهان على خبرات كارلو أنشيلوتي المدير الفني للميرنجي، الذي يشتهر بتحويل دفة المباريات والبطولات بقراراته.
لكن الغريب أن سحر أنشيلوتي لا يعمل هذا الموسم مثل المعتاد في الكلاسيكو أو في الليجا.
قلة البدائل
النقطة الوحيدة التي قد تبرر فشل أنشيلوتي مؤخرًا في تغيير مسار أي مباراة، هي عدم توافر بديل للاعب الأساسي بشكل كبير فلا يوجد مهاجم بديل يستطيع تعويض بنزيما إذا غاب أو تراجع عن مستواه.وكذلك فينيسيوس الذي يتعين عليه خوض كل المباريات دون راحة، رغم توافر بديلة هازارد لكن البلجيكي بعيدًا عن مستواه ولياقته البدنية فضلًا عن كثرة الإصابات، الأمر الذي جعله خارج حسابات كارلو أنشيلوتي.
مما جعل الإيطالي المخضرم يقوم بتغيير تكتيك اللعب إلى ثلاثي في الخط الخلفي لحماية المرمى، فلن يستطيع الدفع بإيدير ميليتاو وألابا وروديجر معًا، وذلك بسبب كون أحدهم مصاب أو يتم استخدامه في مركز الظهير.
لعنة البالون دور
بعد قيادة الريال إلى دوري الأبطال وتتويجه مرة أخرى في موسمه الأول من ولاته الثانية كان أداء أنشيلوتي استثنائيًا بكل المقاييس ولعل العنصر الأبرز في الفريق كان المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، والذي قدم أفضل موسم في مسيرته، واستحق عليه الفوز بالكرة الذهبية.ولكن بعدها حلت لعنة الكرة الذهبية على المهاجم الفرنسي، إذ دخل بنزيما هذا الموسم في عدة أزمات حيال مشاركته في كأس العالم ولكن رفض المدرب ديديه ديشامب، مما دخلا في أزمات مع مدرب الديوك والذي استبعده من مونديال 2022، بالإضافة إلى تعرض اللاعب لأكثر من إصابة عطلت استمراريته في قيادة هجوم الميرنجي، وبالتالي تراجع مستواه التهديفي في الفريق الملكي.
ولا يقتصر دور كريم بنزيما على كونه المهاجم الأساسي لريال مدريد فقط بل هو قلب الهجوم والعقل المدبر للخط، فهو الذي يمنح فينيسيوس جونيور انطلاقاته وكذلك رودريجو فالفيردي من الجناحين.
وفور تراجع أداء بنزيما الهجومي فإن ذلك يقوم بتحميل عبأ الهجوم بشكل كامل على فينيسيوس جونيور في ملحمة البرنابيو القادمة ضد المدافع رونالد أراوخو.
غياب الأظهرة
من عجائب كرة القدم أن نجد فريق يلعب خط دفاع بدون أظهرة، فما لك أن نرى في ريال مدريد لا يمتلك ظهيرين ذات جودة عالية تستطيع بناء حصن وقت الدفاع وتدمير حصون الخصوم بدعم انطلاقات خطي الوسط والهجوم.
ما حدث في الفترة الأخيرة في قلعة البرنابيو ما هو إلا قرع الجرس لأجل بدء الشروع في إتمام صفقات أظهرة جديدة لتدعيم خطوط الفريق الملكي، يأتي أبرزها فيرلاند ميندي الظهير الأيسر الأساسي والذي غاب لفترات طويلة بسبب الإصابة، وكذلك تعرض داني كارفاخال جهة اليمين لأكثر من إصابة أثرت على مستواه.
مع عدم توافر بدائل للأظهرة تغطي الفوارق الدفاعية عن ذلك الثنائي يخلق فجوة كبيرة لاستقبال أهداف بكل سهولة.
وبالتالي بات الظهيران نقطة ضعف لدى الميرنجي يراقبها المنافسون ويحاولون استغلالها دائمًا، لطالما كانت نقطة قوة في الماضي، ولكن الإصابات وعدم النجاح في إتمام صفقة ظهير في الميركاتو الشتوي أضعف من هيبة الفريق.