اختار كريستيانو رونالدو أن يغيب عن الجنازة، ليس لعدم الوفاء، بل احترامًا للحزن. وبحسب صحيفة الميرور البريطانية، فضل رونالدو البقاء بعيدًا عن الأنظار خشية أن تؤدي شعبيته الكبيرة إلى تحويل الجنازة إلى مشهد إعلامي، بدلًا من أن تبقى لحظة خاصة لعائلة جوتا ومحبيه.
اللاعب، الذي وُصف طوال مسيرته بأنه هادئ ومتّزن، رحل في حادث سير مأساوي في مدينة زامورا الإسبانية، أثناء توجهه إلى الميناء مع شقيقه أندريه – الذي توفي معه في الحادث – وذلك بسبب منعه من السفر جوًا نتيجة عملية دقيقة في الرئة خضع لها سابقًا، بعد إصابة في مباراة أمام تشيلسي.
ورغم أن وفاته كانت مفاجئة وصادمة، فإن نادي ليفربول لم يترك أسرته وحيدة. في موقف إنساني نبيل، قرّر 'الريدز' صرف الرواتب المتبقية في عقد جوتا لصالح عائلته، إضافة إلى تمويل تعليم أطفاله خلال السنوات القادمة، في خطوة أثارت إعجاب جماهير الكرة حول العالم.
رحيل مبكر لمسيرة واعدة
بدأ جوتا رحلته من باكوس فيريرا البرتغالي، قبل أن ينتقل إلى أتلتيكو مدريد، ثم يلمع نجمه في بورتو وولفرهامبتون، حيث لفت أنظار ليفربول.
ومنذ انضمامه إلى 'الريدز'، سجل 65 هدفًا في 182 مباراة، ورفع 3 بطولات كبرى، من بينها لقب الدوري الإنجليزي موسم 2024-2025. وكان دائمًا أحد الركائز الهجومية في كتيبة يورغن كلوب، خاصة في فترات غياب أو تراجع مستوى صلاح وماني وفيرمينو.
لاعب هادئ… وروح باقية
على الصعيد الدولي، مثّل منتخب البرتغال منذ 2019 وسجّل 10 أهداف في أكثر من 30 مباراة. ورغم كل هذا الحضور في الملاعب، بقي جوتا بعيدًا عن الصخب، مكتفيًا بأن تتحدث عنه لمساته داخل المستطيل الأخضر.
اليوم، يغيب جوتا عن الملاعب، لكنه حاضر في قلوب محبيه. غاب رونالدو عن وداعه جسديًا، لكن رسالته كانت واضحة: 'ليس كل وداعٍ يحتاج إلى حضور… أحيانًا يكفي الصمت احترامًا'.