وصلت الشعلة الأولمبية اليوم الجمعة إلى اليابان وقد أقامت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020 احتفالية مبسطة في ظل مخاوف تزايد انتشار العدوى بفيروس كورونا، التي تجتاح مختلف أنحاء العالم.
ووصلت شعلة أولمبياد طوكيو إلى قاعدة عسكرية بمدينة هيجاشي-ماتسوشيما شمال شرق اليابان، قادمة من اليونان، قبل ستة أيام من بدء مسيرة الشعلة المصغرة في فوكوشيما، التي شهدت أسوأ كارثة نووية في تاريخ اليابان.
وفي مدينة هيجاشي-ماتسوشيما، التي تضررت بشكل هائل إثر زلزال قوي وتسونامي خلال عام 2011، أقيمت احتفالية مصغرة دون حضور متفرجين وقرر المنظمون عدم السماح لنحو 200 من طلاب المرحلة الابتدائية بحضور الحدث نظرا لمخاوف العدوى بفيروس كورونا.
وقال يوشيرو موري رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو في إشارة إلى المناطق التي تضررت بزلزال وتسونامي عام 2011 وكذلك بالكارثة النووية :"الشعلة ستحفز السكان المحليين الذين ساهموا في إعادة إعمار منطقتهم، من خلال المرور بمحافظات ميياجي وايواتي وفوكوشيما، حيث سيجرى اعتبارها /شعلة التعافي/."
وكانت الكوارث الطبيعية في اليابان قد أدت إلى وفاة وفقدان نحو 18 ألف و400 شخص، بينما لا يزال عشرات الألاف لا يستطيعون العودة إلى منازلهم بالقرب من محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية بسبب التلوث الإشعاعي.
وقال موري "أتمنى أن تعمل الشعلة التي ستمر في جميع أنحاء البلاد، على تسليط الضوء على طريق أمل للكثيرين."
وجاء وصول الشعلة الأولمبية إلى اليابان في الوقت الذي يدور فيه الجدل بشكل كبير حول إمكانية إقامة أولمبياد طوكيو 2020 في موعده في ظل أزمة فيروس كورونا التي ألقت بظلالها على عدد هائل من الفعاليات الرياضية في مختلف أنحاء العالم.
وكرر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التأكيد على أن بلاده ستواصل الاستعدادات لاستضافة الدورة الأولمبية طبقا لما هو مخطط له.
بينما قال توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقابلة لصحيفة "نيويورك تايمز" إن اللجنة "تدرس سيناريوهات مختلفة".
وأضاف :"لكننا نختلف عن العديد من المنظمات الرياضية الأخرى وروابط دوري المحترفين في ظل حقيقة أننا على بعد أربعة أشهر ونصف الشهر عن الدورة الأولمبية... فنحن نتحدث عن شيء مقرر في أواخر تموز/يوليو."
وأكد باخ أيضا أن الإلغاء هو أمر ليس مطروحا.
وواجهت اللجنة الأولمبية الدولية انتقادات بسبب الإصرار على مواصلة الاستعدادات لأولمبياد طوكيو، الذي من المفترض أن ينطلق في 24 تموز/يوليو المقبل، وذلك في ظل أزمة فيروس كورونا الذي انتقلت عدواه إلى أكثر من 240 ألف شخص حول العالم.
وإلى جانب المخاوف من الإصابة بالفيروس، يرى رياضيون ومسؤولون أن عمليات الإغلاق المفروضة في بعض أنحاء العالم واستمرار التدريبات في أنحاء أخرى ستسفر عن منافسة غير عادلة في الدورة الأولمبية التي تشكل علامة بارزة في حياة كل رياضي.
واعترفت اللجنة الأولمبية الدولية بأنها تسعى للوصول إلى الحل الأقل أثرا سلبيا على الرياضيين، وقال باخ إن المؤتمر الذي عقد عن بعد مع الرياضيين أمس الأول الأربعاء كان "بناء للغاية وأوضح لنا الأمور بشكل كبير".