قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مفتاح الحكمة هو أن تفعل عكس ما تشتهي نفسك، مطالبًا الشخص بالصمت إذا وجد حاجة للكلام؛ وأوضح أن الشخص إذا كان لديه رغبة في الصمت فليتكلم لأنه سيقول كلامًا مفيدًا.
أكد الجندي، خلال تقديمه برنامج 'لعلهم يفقهون' المذاع على فضائية dmc، أن بعض الشيوخ يتحدثون كثيرا أثناء خطبة الجمعة ويتشعبون في الحديث، واصفًا المنبر بأنه مثل قيادة السيارة يحتاج إلى قيادة قوية حتى لا يتحدث الشخص بأشياء يندم عليها.
وتابع الجندي: هناك المؤلف ديل كارنيجي قال في كتاب له: كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟ الذي يعد الأكثر انتشارا بعد القرآن الكريم والإنجيل المقدس، حيث تم ترجمته إلى 220 لغة، لا تفتح فمك إذا كنت تخبئ داخلة ما تندم عليه.
واختتم الجندي: النبي اختصر الأمر في حديث نبوي شهير حيث ورد أنه عنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدْنِي مِنْ النَّارِ، قَالَ: 'لَقَدْ سَأَلْت عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّك عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ تَلَا: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16] حَتَّى بَلَغَ ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُك بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ قُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا. قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!'.