قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، إن الإخوان والسلفيين شنوا تهجمًا شرسًا على مفهوم الوطن والوطنية، وادعوا أن الأوطان صنيعة الاستعمار، لأن الوطن سار معرقلًا في نظرهم لنظرية الولاء والبراء التي تكون المدرسة الإخوانية أو السلفية.
وخلال حديثه مع الإعلامي أحمد الدرديني في برنامج "الحق المبين" المذاع عبر فضائية "DMC "، أكد الأزهري أن الإخوان بدأوا يوجهون السهام لعقدة الوطن، وبدأوا يصورون لشرائح من الشباب، بحيل غريبة ومضحكة أن فكرة الوطن مخلفات الاستعمار، وأن الاستعمار هو من وضع حدودًا لها، وقسم الدول.
وأثبت الأزهري بالأدلة التاريخية، أن مفهوم الوطنية النابع من عين الشريعة، داحضًا بذلك الشائعة والأكذوبة التي ملأ بها الإخوان العقول عن أن الأوطان صنيعة الاستعمار، حتى صارت تترسب في عقل من ليس إخواني.
ولفت الأزهري، إلى موقف لعالم أزهري قبل ضجيج الإخوان، وهو الإمام العالم المفتي الأكبر الشيخ محمد بخيت المطيعي، الذي قال عنه علماء عصره، "كأنوه من علماء القرن الرابع الهجري، وتأخر به الزمن".
وأردف أن المفتي محمد بخيت المطيعي، كان من أعضاء لجنة دستور 1923، وله كتاب توفيق الرحمن في التوفيق بين ما قاله علماء الهيئة وما جاء الأحاديث الصحيحة وآيات القرآن، تحدث فيه عن كيف حاول الإنجليز استمالة الأزهر لإبعاد الناس عن ثورة 1919.
وتابع: "الإنجليز أرادوا إفشال الثورة، فأرسلوا لجنة لورد ملنر، وذهب ملنر إلى الشيخ المطيعي يطلب منه أن يقول للناس تقاطع الثورة، ففوجيء بالشيخ المطيعي يقول للناس لن نقاطع الثورة سنقاطع لجنة ملنر، وعندما ادعى ملنر ان بريطانيا علمت مصر التحضر، وأن الثورة ليست في مصلحتهم، فرد المطيعي إن المصريين يعرفون ما يضرهم وما ينفعهم ومطالبتهم بالاستقرار حقهم، وقال احتلال بريطانبا لمصر عدوان عليها، فهل تقبل بريطانيا من فرنسا أن تفرض الحماية عليها؟.
واستطرد الأزهري: "هذا دليل أن الوطن أقدم من الاستعمار، فالشيخ المطيعي قال مصر أعرق من إنجلترا، وليس لإنجلترا مثل تاريخ مصر الحضاري، وعندما قال ملنر يحسن أن نتقابل في منتصف الطريق، فتهدأ الثروة، قال المطيعي على إنجلترا تبدأ في النصف الأول فتحقق رغبة المصريين في الاستقلال وتتعامل معها معادلة الأنداد".
وعقب الأزهري: "هذا الفهم والعقل كان العقلية المصرية، والعقل الشرعي والأزهري قبل الإخوان، كان من كمال الدين ومن صلب الدين أن يصون الوطن من أي شائبة".
وذكر الأزهري، واقعة أخرى تعود لعام 175 هجريًا، عندما قام أحد الولاة بهدم عدد من الكنائس، وسعى الأقباط ببذل أموالًا طائلة كي لا يهدمها، فأبى، والنتيجة أن عزله الخليفة هارون الرشيد وعين واليًا آخرً لمصر، فاستحصر ليث بن سعد، وعبدالله بن لهيعة فقيه الديار المصرية ومفتيها، عرض عليهم القضية، فقالا تعمر فورًا، وعللوا الفتوى أن كل ما في الديار المصرية محدث في الإسلام بني أمام نظر الخلفاء الراشدين.
ولفت إلى أن حدود الديار المصرية كما هي الآن وضعت قبل ألف سنة، وحدود مصر معروفة منذ أيام الرحالة العرب، وعندما اتحدت سوريا مصر، سميت الجمهورية العربية وليست المصرية، لأنها اتحاد مصر بحدودها مع سوريا بحدودها.