الفحم خيار أوروبا المرير لمواجهة أزمة الطاقة، بعد أن قلبت الأزمة الروسية الأوكرانية الأحلام الأوروبية بالخلاص تدريجيًا من استخدام الفحم لإنتاج الكهرباء خلال عقد من الزمن إلى إعادة تشغيل مناجم الفحم والاعتماد على المصدر الأكثر تلويثًا للبيئة، لتسقط الوعود الأوربية بالحفاظ على كوكب الأرض بفعل عواصف الأزمات الاقتصادية ونقص الطاقة.
وبحسب 'عادل الشحات'، أستاذ الطاقة المتجددة، فإن عودة اعتماد الدول الأوروبية على الفحم، ومن بينها ألمانيا، أمر ضروري ولا يعبر عن ازدواجية في المعايير الأوروبية؛ لأن الحرب الروسية الأوكرانية وضعتهم في هذا المأزق الصعب.
أرشيفية
استخدام الفحم في توليد الطاقة
وأوضح أستاذ الطاقة المتجددة لـ'القاهرة الإخبارية' أنه رغم قدرة الدول الأوروبية على إيجاد مصادر أخرى للطاقة من الأنشطة النووية والرياح والشمس إلا أنهم يفضلون اللجوء للفحم لأنه البديل الأوفر والأسهل.
من جانبه، يرى 'حمدى الشعبان'، خبير البيئة، أن الآثار السلبية لاستخدام الفحم كوقود لإنتاج الكهرباء كبيرة، بسبب الانبعاثات المتزايدة من ثانى أوكسيد الكربون، موضحًا أن الاعتماد عليه لن يتوقف بل سيستمر إلى العام الحالي، مشيرًا إلى أن دول الاتحاد الأوروبي هى رابع مصدر تلوث في العالم بعد أمريكا والصين والهند.
التغيرات المناخية
وقال 'الشبعان' لـ'القاهرة الإخبارية' أن دول أوروبا لا تسعى للمساعدة في التقليل من آثار التغيرات المناخية ولا تضحى برفاهية شعوبها ويقتصر دورهم على مبادرات رنانة تزين أعماله في قطاع البيئة.
من جانبه، يرى 'عبداللطيف درويش' أستاذ الاقتصاد، أن أزمة الطاقة التي تمر بها دول العالم كشفت عن ازدواجية في المعايير لدى دول القارة العجوز، ففي الوقت الذي يطالبون فيه بتقليل الانبعاثات الكربونية إلا أنهم يلجأون للبديل الأسهل، مشيرًا إلى أن هذا ليس في موضوع الطاقة فقط بل يمتد إلى تعاملهم في قضايا حقوق الإنسان والتلوث والأقليات لخلق عملية ضغط على دول العالم الثالث.