قال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن النهي عن الفواحش، والتقوى، والتطهيرُ والتزكيةُ كلُّها من باب 'الأخلاق'، والفضائلِ والآداب، كما عرضنا لحديث رسول الله، في شأن المرأة التي كانت تصوم النهار وتقوم الليل، إلا انها كانت تؤذي جيرانَها بلسانِها، فكان مصيرُها إلى النَّار، مِمَّا يدلُّنا على أن الأخلاقَ الكريمة التي تسَعُ الآخَرَ ولا تعتدي عليه ولا تُؤذيه بغيرِ حَقٍّ، هي والإسلام وَجْهان لعُمْلَةٍ واحدةٍ.
صفات المرأة
وأوضح 'شيخ الأزهر'، 'الطيب'، في الحلقة الخامسة والعشرون من برنامج 'الإمام الطيب'، المذاع عبر فضائية 'سي بي سي'، اليوم الأحد، أن الغرض من وراء هذا التحليل السريع لمعنى الدين، أنه والأخلاق أمر واحد، وهو أننا حين نعدد صفات 'المرأة' التي تدعو إلى الاقتران بها، ونذكر منها وصف الدين، فإننا نقصد من الدين هذا المعنى المرتبط بالأخلاق، والذي يدور معه الدين وجودًا وعدمًا، وأنه إذا صحت الأخلاق صحت العبادات وصح الدتين، وإذا مَرِضَت الأخلاق مَرِضَت العبادات ومرضَ التدين، وأنَّ حُسْن الخُلُق إذا انفصلَ عن التدين؛ فهاهنا أمارة كافية على ان هذا التدين مغشوش.
وأشار إلى أن مقياس الدين الذي وردَ في الحديث النبوي ليس هو الدين الشكلي، أو الالتزامَ بالدين في موطنٍ والتخلي عنه في مَوْطِنٍ آخَر، وإنَّما هو الدين الباعث على أخلاق المروءة والتسامُح وواجب الرعاية والمسؤوليَّة، وغيرِ ذلك مِمَّا لا تستقرُّ أُسرة وتشعُرُ بالمودَّةِ والرحمة بدونِه.