قال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن توجيهات النبي محمد إلى شباب المسلمين، أن يكون المقياس في اختيار الزوجة هو مقياس الدين، لافتًا إلى أنه وقف عند هذا المقياس ولم يتوقَّف كثيرًا عند مقياس المال والجمال والنسب.
وأوضح 'الطيب'، في الحلقة الخامسة والعشرون من برنامج 'الإمام الطيب'، المذاع عبر فضائية 'سي بي سي'، اليوم الأحد، أن السبب في ذلك هو أن الإسلام يُؤسِّس بنيان الأسرة على قواعدَ صلبة، وأُسُس مَتينة ذاتِ أثر ممتدٍّ في استقرارها وبقائها.. وأن المقاييس الأخرى، غيرَ مقياس الدِّين، لا تتمتَّعُ بهذه الخاصَّة إذا ما استقلَّت وحدَها بهندسة هذا البنيان المعقَّد وما يعرض له من تحديات.
تحقيق العبادات المفروضة
وأضاف أن مقياسَ الدين في اختيار الشاب للفتاة، واختيار الفتاة للشاب، ليس هو ما يتصوره بعض الناس مما يتعلق بجانب العبادات وكفى، والتدين هو الاجتهاد في الصلاة وفي قيام الليل وصوم الاثنين والخميس ولا شيء بعد ذلك، لذلك الصلاة، وما إليها من باقي العبادات المفروضة، هي فروض لا يستطيع مسلم ولا مسلمة أن يتحلل منها، أو يناقش في أمر فرضيتها ووجوبها كما أمرَ الله ورسوله، غير أنها على خطرها لا تستوعب كل جوانب هذا الدين العظيم، بل تبقى هناك جوانب أخرى هي من صلب هذا الدين وجوهره وحقيقته، وأعني بها جوانبَ 'الأخلاق'، التي لا تقل أهميةً ولا خطرًا عن جانب العبادات المفروضة.