يستقبل المسلمون الليلة الرابعة من شهر رمضان، حيث يتسابقون لأداء صلاتي العشاء والتراويح في الليلة الرابعة من شهر رمضان برحاب المسجدين الحرام والنبوي.
التوبة هي اعتراف الشخص بالذنب وترك الذنوب على أكمل الوجوه وأبلغها، وهي من حُسن الإسلام وكمال الدين، والتوبة النصوح تعني الرجوع لله تعالى، والقيام بحقوقه، ودعاء التوبة النصوح يقصد منه الرجوع عن الأمور التي يكرهها باطنًا وظاهرًا، والرجوع من المعصية إلى الطاعة وما يحبّه الله من الأعمال.
وحقائق التوبة ثلاثة أشياء: تعظيم الجناية وذلك بالنظر إلى من عصيت، واتهام النفس في التوبة، وطلب إعذار الخليقة، وسرائر حقيقة التوبة ثلاثة أشياء : تمييز الثقة من الغرة، ونسيان الجناية، والتوبة من التوبة أبدا، لأن التائب داخل في الجميع من قوله تعالى : ' وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ ' [النور : 31]، فأمر التائب بالتوبة.
ويقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، إن لطائف أسرار التوبة ثلاثة أشياء: أولها: النظر إلى الجناية والقضية، فيعرف مراد الله تعالى فيها إذ خلاه وإتيانها، فإن الله تعالى إنما يخلي العبد والذنب لأحد معنيين : أحدهما : أن يعرف عزته في قضائه، وبره في ستره، وحلمه في إمهال راكبه، وكرمه في قبول المعذرة منه، وفضله في معرفته، والثاني : ليقيم على العبد حجة عدله، فيعاقبه على ذنبه بحجته.
وتابع أن اللطيفة الثانية : أن يعلم أن طلب النصير الصادق سيئة لم تبق له حسنة بحال؛ لأنه يسير بين مشاهدة المنة وتطلب عيب النفس والعمل.
وذكر أن اللطيفة الثالثة : أن مشاهدة العبد الحكم لم تدع له استحسان حسنة، ولا استقباح سيئة؛ لصعوده من جميع المعاني إلى معنى الحكم.
وقد جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعاء التوبة النصوح منه: (اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أنت رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعاً، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ).