أكد محمد العطيفي، الخبير الاقتصادي من لندن، أن اجتماع وزراء التجارة في الاتحاد الأوروبي المنعقد في بروكسل يسعى جاهدًا للوصول إلى اتفاق مرضٍ للطرفين مع الولايات المتحدة، لتفادي أي تصعيد تجاري محتمل، خاصة في ظل حجم التبادل التجاري الضخم بين الجانبين والذي يتجاوز تريليون دولار سنويًا.
وأوضح العطيفي خلال مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يسعى لتقليص عجز الميزان التجاري الأمريكي مع أوروبا، والذي يبلغ نحو 235 مليار دولار، عبر فرض رسوم جمركية إضافية على عدد من السلع الأوروبية، وهو ما تعتبره بروكسل غير عادل.
وأشار إلى أن الدول الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا تتبنى مواقف صارمة في مواجهة الضغوط الأمريكية، وتؤكد على ضرورة المعاملة بالمثل إذا استمرت واشنطن في فرض قيود تجارية أحادية الجانب.
وفيما يخص السيناريوهات المستقبلية، توقع العطيفي أنه في حال فشل المفاوضات، فإن الاتحاد الأوروبي سيتجه إلى فرض رسوم مضادة، مما قد يضر بالأسواق العالمية ويزيد من الأعباء الاقتصادية على المستهلكين، سواء في أمريكا أو أوروبا.
لكن في المقابل، أكد أن هناك مؤشرات إيجابية على قرب التوصل لاتفاق، خاصة بعد تصريحات مسؤولي الاتحاد الأوروبي بأن المفاوضات تسير بشكل جيد، وهناك رغبة مشتركة لتوقيع اتفاق قبل الأول من أغسطس.
ولفت العطيفي، إلى أن ترامب يستخدم ملف الرسوم الجمركية كأداة ضغط لتحقيق مكاسب تفاوضية، سواء اقتصادية أو سياسية، إلا أن استمرار هذه السياسات دون توازن قد يضر بالاقتصاد العالمي برمته.