أكد الدكتور حسام البقيعي، خبير العلاقات الدولية، أن المقترح الذي تم تقديمه إلى إسرائيل بشأن هدنة مع قطاع غزة لا يتضمن تسليم سلاح حركة حماس، مشيرًا إلى أن الترويج الإسرائيلي لهذا الأمر يأتي في سياق تمهيد الرأي العام الإسرائيلي للموافقة على المقترح.
وأوضح البقيعي، في مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز": "المقترح المعدل مشابه بنسبة 98% للمقترح السابق الذي كان قد تقدم به ويتكوف، ولا يحتوي على أي شرط يتعلّق بتسليم سلاح حماس، كما أُشيع في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية".
وأشار البقيعي إلى أن هذه الادعاءات الإسرائيلية حول تسليم السلاح قد تكون جزءًا من محاولات إسرائيلية لإعداد الرأي العام المحلي لتقبل المقترح، خاصة وأن تسليم السلاح كان أحد أبرز الشروط التي عطّلت العديد من المبادرات السابقة. وأضاف: "إقحام هذه النقطة في الإعلام الإسرائيلي قد يكون خطوة تمهيدية للموافقة على الاتفاق، الذي يضمن الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة".
وفيما يتعلق بالتفاعل الإسرائيلي مع المقترح، أكد البقيعي أن هناك ضغوطًا متزايدة على الحكومة الإسرائيلية من قبل المعارضة والمجتمع الإسرائيلي، خاصة بعد المظاهرات الكبرى والإضراب الذي وقع في إسرائيل الأسبوع الماضي. وقال: "قضية الرهائن تعتبر أحد أهم الملفات التي تؤرق المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي فإن أي مقترح قد يسهم في الإفراج عنهم يعتبر ذا أولوية".
وأوضح البقيعي أن هناك فرصة حقيقية لموافقة الحكومة الإسرائيلية على المقترح، رغم الحذر الذي يبديه البعض، خاصة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يواصل وضع العقبات أمام أي اتفاق. وأضاف: "رغم أن هناك تباينًا في المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية، إلا أن الضغوط الشعبية والدولية قد تدفع الحكومة إلى قبول المقترح، خاصة أن إسرائيل قد حققت العديد من أهدافها العسكرية في غزة".
وعن التطورات الميدانية، قال البقيعي إن إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء المرحلة التمهيدية لاحتلال مدينة غزة يزيد من تعقيد الوضع، مشيرًا إلى أن المقترح لا يتضمن التزامًا واضحًا بوقف الحرب. وأضاف: "المقترح يتضمن فترة 60 يومًا للهدنة، ولكن من دون تعهد واضح من إسرائيل بإنهاء الحرب في هذه الفترة. وبالتالي، فإن الوضع العسكري قد يتغير في أي لحظة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم".
وأكد البقيعي أن التوتر الدولي والضغط الكبير على إسرائيل يمكن أن يزيد من فرصة قبول المقترح، لكنه أشار إلى أن هذا قد يكون خطوة تكتيكية فقط من إسرائيل، حيث يمكن أن تتجدد العمليات العسكرية في غزة بعد انتهاء الهدنة. وقال: "إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإنه سيكون بمثابة فرصة للتهدئة وتحسين الوضع الإنساني في غزة، ولكن من المحتمل أن تستمر الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة".
وفي الختام، شدد البقيعي على أن هذه المرحلة تشهد تراكمًا من الضغوط الدولية والعالمية على إسرائيل، وهو ما يجعل من قبول المقترح فرصة لتحسين الوضع الإنساني في غزة، وإن كان لا يمثل نهاية الحرب.