تمثل أبراج التقوية أحد الركائز الهامة للبنية التحتية لصناعة الاتصالات والتكنولوجيا، ولعل تأثيرها الكبير على مستوى الخدمات المقدمة هو ما دفع الحكومة المصرية للإسراع بتطويرها ورفع كفاءتها لتحسين جودة خدمات الاتصالات المتنوعة سواء للجهات المختلفة او لقطاع المواطنين.
ويصل عدد أبراج المحمول المملوكة للشركات الأربع العاملة فى السوق المحلية إلى 30 ألف برج حيث تقدر تكلفة إنشاء البرج الواحد بحوالي مليوني جنيه.
ووضعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خطة عاجلة للتوسع في إنشاء أبراج جديدة بما يضمن رفع كفاءة خدمات الهاتف المحمول المقدمة للمواطنين بمختلف مناطق الجمهورية سواء بالمحافظات أو المدن الجديدة وفق مجموعة من الضوابط المحددة التى يتم تطبيقها فى هذا الشأن.
وقال المهندس طلعت عمر خبير تكنولوجيا المعلومات، إن نموذج مشاركة أبراج المحمول معمول به في مصر منذ 22 عاما مضيفا أن عملية توزيع الأبراج تحتاج لإعادة النظر مرة أخرى خاصة أن هناك مناطق تحتوي على برج وأخرى على بعد أمتار تشتمل على برجين وهو أمر غير مقبول.
وكشف طلعت في تصريحات خاصة لأهل مصر، أن شركات المحمول وجهاز تنظيم الاتصالات لم يدركوا أن المحطات لا تشكل أي قيمة تنافسية على الإطلاق بالنسبة لها مع وجود خطط موحدة لتقوية الشبكات على مستوي الجمهورية خاصة وأن التوزيع السكاني لمصر يكاد يكون ثابتا.
وتساءل طلعت عن ملائمة أسلوب تغطية شبكات المحمول باستخدام الأبراج لكثافة السكان المرتفعة مطالبا بالبحث عن استراتيجية مختلفة في إنشاء محطات التقوية وليس أبراج.
وأشار طلعت إلى أنه يوجد أكثر من نوع لمحطات التقوية منها الأبراج سواء مستقلة أو فوق أسطح مباني، النوع الآخر هو المحطات في الشوارع المعروفة بـ(الخلايا الصغيرة) small cells أما النوع الثالث يتمثل في المحطات الموجودة داخل المباني.
وأوضح طلعت، أن عملية مشاركة الأبراج تتيح مزايا متعددة أولها القضاء على التلوث البصري والحفاظ على المظهر الحضاري للبيئة المحيطة إذ يتم إنشاء برج واحد فقط يقوم بتشغيل الـ 4 شبكات كما يوفر أيضا الوقت والجهد على المشغلين في إصدار التصاريح والموافقات اللازمة لإنشاء محطات جديدة بجانب تحسين أداء الهيكل المالي لشركات المحمول.
من جانبه قال أحمد مكي رئيس مجلس ادارة شركة بنية كابيتال لحلول الاتصالات، إن نظام إنشاء محطات تقوية المحمول المعمول به عالميًا يقوم على أبراج التقوية التشاركية، والتي تتيح المحطة لأكثر من مشغل في نفس الوقت منوها انها تؤدي إلى تقليل تكاليف ومصروفات التشغيل والصيانة، مؤكدًا أن القطاع لديه استراتيجية واضحة لتحسين جودة خدمات الاتصالات والإنترنت خلال الفترة الحالية.
أضاف مكي، أن شركة بنية تستثمر في الأبراج التشاركية لأنه يعد استكاملًا لمنظومة البنية التحتية التكنولوجية لتقديم الخدمة بصورة متكاملة للمشغلين من شركات الاتصالات مشيدا باهتمام الدولة بتلك الخدمة التي تتنافس عليها بنية مع شركات أجنبية أخرى.
وتابع مكي، أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر طرح نموذجًا جديدًا للأبراج التشاركية منوها أن بنية تستهدف المشاركة في عملية تدشين أبراج التقوية بالتعاون مع الجهات المعنية سواء قطاع حكومي أو شركات خاصة.
وأشار إلى أن شركته تشارك في تأسيس ابراج التشاركية في الكونغو وأنجولا وأوغندا، كما قدمت نموذجًا للبرج التشاركي الحديث بارتفاع 50 مترًا يحتوي أجهزة شركات المحمول، فضلًا عن نافذة إعلانية حديثة على البرج بدلًا من نموذج النخلة التقليدي.
وقال أيمن عصام رئيس قطاع العلاقات الخارجية والقانونية في فودافون مصر، إن الشركة تواجه صعوبة في بناء أبراج محطات المحمول الجديدة؛ إذ يتطلب بناء كل برج الحصول على 21 إلى 24 موافقة حكومية تستغرق فترة زمنية من 6 إلى 12 شهرًا. مضيفاً أن الحكم على سوء جودة الخدمة من عدمه لا يقتصر فقط على الترددات بل يتعلق بالأبراج، علاوة على لجوء بعض المشتركين إلى شراء معدات غير شرعية لتقوية الشبكات.
ولفت عصام في تصريحات صحفية إلى أنه تم مخاطبة وزارة الاتصالات لدعم الشركات في ذلك الصدد ومساعدتهم، مشيرًا إلى أن الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وعد بالعمل جديا على تذليل عقبات الحصول على تراخيص بناء أبراج المحمول بالتعاون مع المحليات وزارات الدولة المختلفة.