«مناديب التوصيل» جنود مجهولة تبحث عن إنصاف مستحق في فضاء التكنولوجيا

مناديب التوصيل - صورة أرشيفية
مناديب التوصيل - صورة أرشيفية

جذبت الأنشطة الخدمية أنظار المستثمرين العرب والأجانب إلى السوق المصرية؛ بسبب بما أفرزته جائحة كورونا من امتلاك مصر فرص واعدة كبيرة، خاصة مع توسع المصريين وإقبالهم على التسوق الإلكتروني، واكتساب الخدمات الجديدة ثقة العملاء.

مندوبو التوصيل والشحن يشكلون الحلقة الأهم في نجاح العملية بأكملها، حالهم كحال الجنود المجهولة لا يمكن الاستغناء عن دورهم رغم عدم ملاحظة تأثيرهم بالعين المجردة، تشكل وظيفتها ترابط وتكامل؛ لدعم احتياجات أفراد المجتمع الأساسية بداية من ضغط زر تفعيل الخدمة على الهاتف وحتى دقّ مندوب التوصيل جرس الباب لإيصال الطلب؛ ما دعا إلى إطلاق مبادرات عدة متنوعة لتحسين أوضاعهم وتقنينها.

التأثير الذي قدمه مناديب التوصيل، يمكن ملاحظته بسهولة في طلب الطعام، أو تسليم طرد إلى العمل أو شحن هدية للأصدقاء أو شراء علاج من الصيدلية، وغيرها من عمليات التوصيل التي وفرتها تكنولوجيا التطبيقات الذكية، دون الحاجة لبذل المزيد من الوقت والجهد، لكن ذلك يصاحبه العديد من التحديات المحيطة بهم، والتي تواجه مهنتهم دائما، من تطور حجم مهامهم بالشركات، وسعيهم المستمر لتحسين أدواتهم في التعاون مع المستخدمين، بالإضافة إلى كثرة الأعباء الاجتماعية تجاه أسرهم التي يعولونها، وغيرها من المطبات التي تعترض طريق سير سياراتهم، ودراجتهم البخارية والتقليدية نحو تحقيق الأفضل لمهنتهم.

'المناديب' حمام زاجل يغرد داخل سرب التطبيقات الرقمية

سوق توصيل الطلبات بمصر يشهد نموًا كبيرًا في الفترة الحالية، بما يعكس مدى تقبل المواطنين فكرة الطلب عبر الإنترنت؛ لتعدد المزايا التي يقدمها مثل سهولة التوصيل، وتوفير الوقت، إلى جانب الأسعار التنافسية والتي تصب في مصلحة العميل، بالإضافة إلى سرعة شحن الطرود أو الطلبات، بما يجعل من مناديب التوصيل مستقبل النشاط الخدمي في مصر في الأعوام المقبلة.

info

«المندوب والعميل».. علاقة يشكلها الإطار العملي ويحفزها التكامل الاجتماعي

محمد مصطفى علي، مندوب شحن بشركة مرسول المتخصصة بخدمات توصيل الطلبات، قال إن أهم العناصر التي تؤثر في تجربة العملاء في عمليات الشحن والتوصيل، هي الوقت من خلال سرعة تنفيذ العملية والكفاءة، عن طريق الحفاظ على الطلب بكامل جودته، وطرق التواصل والتي تشمل سرعة الرد مع صاحب الطلب عبر الهاتف أو التطبيق، مشيرا إلى أن هناك عددا من التحديات التي تواجه مناديب التوصيل في مصر، منها الزحام والتكدس المروري، بالإضافة إلى عدم توفير الحماية الأمنية، خاصة مع تعدد حالات انتحال المهنة وارتكاب الجرائم، حيث يجب إصدار تصريح أمني لمزاولة مهنة توصيل الطلبات، فضلا عن الإفتقاد إلى الحماية الاجتماعية، لأن العمل يتطلب الممارسة بشكل يومي، لتوفير الدخل بما يعني أنه في حالة الطوارئ كالمرض لن يجد قوت يومه، مقترحا أن يتم دفع مبلغ مالي بدورية شهرية أو سنوية، بغرض التأمين الاجتماعي وتوفير رعاية مجتمعية للمناديب، بدلا من حالة الاستقرار التي يعيشها عند وقوع أي ظرف قهري. 

وكشف “علي” لـ «أهل مصر» أن مهنة توصيل الطلبات، بحاجة إلى تحقيق قدر من الأمن للمناديب، لحمايتهم من الحوادث أو أي شكل من أشكال الأذى، مؤكدا أن الطلبات الكبيرة أو القابلة للكسر تمثل تحديا أمام المناديب، لصعوبة التوصيل لكنه يتم التعامل معها بشكل احترافي، لضمان الشحن على أعلى جودة ممكنة، من خلال التغليف المحكم واستخدام صندوق شحن «باتش» يستوعب أحجاما كبيرة، بجانب قيادة المركبة سواء كانت سيارة أو دراجة بخارية بسرعة معتدلة بما يمنع الاهتزاز والصدمات.

طموحات وظيفية تستهدف دحر تحديات العمل

وأكد 'علي' أهمية توفير دورات تدريبية، لتأهيل مناديب التوصيل ورفع كفاءتهمن وتحسين مستوى الخدمة المقدمة للعملاء وتطوير طريقة التعامل مع العميل نفسها، مبررا تزايد معدل الشكاوى والانتقادات التي طالت المهنة مؤخرا، لعدم تدريب المناديب على الشكل الأمثل للتعامل مع العملاء، موضحا أن «مرسول» تتيح تدريب المناديب، من خلال إطلاق البرامج التحفيزية المتنوعة، يعقبها تنظيم مسابقات لتحقيق أعلى معدل للوصول إلى التقييم النهائي عند توصيل الطلب، فضلا عن تكريم المتميزين من المناديب، الأمر الذي يسهم في جذب كثير من المناديب للعمل بمرسول، سواء دوام كامل أو لتحسين الدخل لتطور بيئة العمل داخل الشركة، وهو مايساعد من جهة أخرى على رفع كفاءة الخدمة، وزيادة عمليات مرسول ونمو حصتها من السوق في مصر.

وأشار إلى أن تطبيق «مرسول»، يسمح له بإجراء عدد لا نهائي من عمليات التوصيل طوال اليوم، لكنه يقتصر على 3 طلبات فقط في نفس الوقت، متابعا أن نسبة الشركة من إجمالي عائد توصيل الطلب، تصل إلى نحو 25%، مبينا أن متوسط عائد مندوب التوصيل عن 12 ساعة عمل يتراوح بين 400 إلى 500 جنيه.

وعن تأثير العمل بمهنة مندوب التوصيل على أسرته وارتباطه الاجتماعي، صرح بأنه: 'دا التزام قهري زي وظائف الميري، مبنلحقش نتقابل إلا في وقت قليل جدا'، مضيفا أنه يصعب الحصول على إجازات لعدم وجود مصدر آخر للدخل، لكن انتظار الأعياد والمناسبات السنوية، يكون الفرصة الوحيدة للتجمع العائلي ولم الشمل، خاصة مع أبناءه الصغار وزوجته.

«أهل مصر» تجري معايشة لعمل مندوبي التوصيل لرصد تفاصيل يومهم والتعرف على مشكلات وظيفتهم.. (لقاء مندوب مرسول)

نقابة للعاملين بتوصيل الطلبات

من جانبه، أوضح توفيق السيد رشدي، مندوب التوصيل بشركة «طلبات»، أن مناديب التوصيل بحاجة إلى مظلة عملية واجتماعية، تنظم عملهم وتؤكد حقوقهم وتوصل صوتهم إلى الدولة والشركات التي يعملون بهان مُرحبًا بتأسيس نقابة للعاملين بالمجال، مضيفاً أن وجود كيان نقابي يحمي العاملين بالتوصيل من ضياع حقوقهم، ويفرض على الشركات الالتزام بواجباتها تجاههم، لأن العمل الحر يهيئ للشركات التنصل من مسؤولياتها، عكس الموظفين بها والذين يتمتعون بكامل امتيازات العمل الاجتماعية، من معاش وتأمين صحي والمهنية وماتشمله من الترقي والمكافآت وزيادة الراتب.

وكشف توفيق أن تأسيس النقابة، سيسهم في فرض رقابة قانونية على سوق توصيل الطلبات، وتنظيم معاملاته ونقلها ضمن الاقتصاد الرسمي من خلال توفير خدمات التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي، خاصة مع ارتفاع نسبة حوادث الطرق، بالإضافة إلى تنسيق مبيعات الدراجات الهوائية والبخارية، وإتاحة عمليات الصيانة لمركباتهم بانتظام بأسعار مناسبة، واستخراج تصريحات أمنية لمزاولة المهنة، بجانب التعاون مع الأجهزة الأمنية لتعزيز حماية الطيارين من التعرض للجرائم والسرقة.

INf0

وأشار إلى أن وجود نقابة لهم، يضمن الحفاظ على مصالح المناديب وتوصيل صوتهم إلى الدولة وشركاتهم على السواء، بما يضمن حل المشكلات والمعوقات التي تواجههم، خاصة الوظيفية منها فضلا عن تقديرهم مجتمعياً، والتأكيد على أهمية دورهم وتأثير وظيفتهم الواسع في تطوير وتحسن مجالات العمل كباقي المهن والوظائف في المجتمع.

طيار بـ طلبات يوضح تحديات سوق التوصيل في مصر..وينوه إلى ٤ مطالب أساسية للطيارين

8 إجراءات أساسية لتطوير مهارات المندوب

من جانبه، كشف عبدالله حربي رئيس قطاع خدمات التوصيل بشركة «آر تو إس» لخدمات الشحن، عن أهمية وجود خطة تدريب سنوية لتأهيل المناديب، خاصة المهارات الحياتية ونظام العمل والوقوف على التحديات التي تواجهم وحلها، مؤكدا حرص شركته على أن يشمل التدريب الاهتمام بالمظهر، بما فيها ارتداء الزي الرسمي والالتزام بالنظافة الشخصية، وتأمين نفسه وآلية التوصيل بالسيارات أو الدراجات البخارية، من خلال الفحص الدوري والحفاظ على قواعد المرور.

وأضاف 'حربي' لـ «أهل مصر» أنه يتم تلقين المندوب آداب الحوار والسلوك، وكيفية التعامل مع العميل منذ أول المكالمة حتى الانتهاء من تسليم الشحنة، فضلاً عن الالتزام بالمواعيد بما يساعده على تنظيم الوقت في تنفيذ أكبر قدر من الشحنات، كذلك الحفاظ على سرية بيانات العميل واحترام خصوصيته.

وأردف 'حربي' بأن الحاجة إلى تخصيص فريق؛ لمتابعة أداء المندوب ومراقبته وتقييمه خلال عمله، علاوة على التعرف على التحديات التي تواجهه، خلال تعامله مع العميل وحلها من خلال قسم العمليات وخدمة العملاء.

وقال 'حربي' إن المبادرات المجتمعية تلعب دورا مؤثرا في دعم عمل المناديب عبر توفير الحماية الصحية، مستشهدا بما قامت به شركته من محاضرات توعية بالتعامل مع تداعيات كورونا وفيروس سي وأخطار المخدرات، كذلك على الجانب المادى من خلال منحة حافز على معدل تسليم الشحنات، لمساعدته على تطوير عمله وزيادة دخله، بجانب إتاحة سلفة شهرية للمندوب من الراتب، وأخيرا على المستوى الاجتماعي بمشاركته المناسبات الأفراح والأحزان والأعياد، ومساعدته على حل المشكلات الأسرية، ودعمه نفسياً من دورات منتظمة تعقد للمناديب.

دوريات مستمرة لمتابعة أوضاع المناديب بالشركات

اللواء جمال عوض رئيس الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، كشف أن إنشاء نقابة تكون مظلة قانونية خدمية لمناديب التوصيل، قد تواجه العديد من الصعوبات، في ظل تباين تقبل الأعضاء بفكرة هذا الكيان، ومدى إمكانية نجاحه فى تحقيق أهدافهم، خاصة أن فكرة النقابة تقوم على جمع أبناء الوظيفة الواحدة للدفاع عن مصالحهم، وتقدم خدمات اجتماعية وعلاجية، بالتوازي مع التزام الأعضاء بدفع اشتراك محدد، لمساعدة النقابة في أداء واجبها وهو ما يتعارض مع مطالب الطيارين والمناديب.

وأوضح عوض في تصريحاته لـ «أهل مصر»، بأنه يتم التأمين على المندوب بنسبة 29.75% من أجر الاشتراك للمؤمن عليه؛ تنقسم إلى نسبة اشتراك 11 % يتحملها العامل وبنسبة اشتراك 18.75 % يتحملها صاحب العمل، مشيرًا إلى أن جميع عاملي التوصيل «الدليفري» بالمنشآت الذين يعملون بها، خاضعين لفئة العاملين لدى الغير، ويتم التأمين عليهم وفقاً لقانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات، ويستفيدون بالمزايا التأمينية.

وأكد 'عوض' أنه يتم صرف معاش شهري لمندوب التوصيل، حال بلوغه سن الشيخوخة وفي حالة وفاته، فضلا عن صرف تعويض من دفعة واحدة في حالة عدم توافر شروط استحقاق المعاش، متابعا أنه في حالات انتهاء العمل للوفاة أو لثبوت العجز الكامل أو وقوع الوفاة أو العجز الكامل خلال سنة من تاريخ انتهاء الخدمة، وله مدة اشتراك تأميني 3 أشهر متصلة أو 6 أشهر منفصلة، يستفيد بقيمة معاش شهري لا يقل عن 65% من الحد الأدنى لأجر الاشتراك في تاريخ واقعة الوفاة أو العجز.

وأضاف أنه يتم عقد لجان، لمتابعة لعمل المناديب بالشركات وعمل دوريات منتظمة، بالتعاون مع إدارات الموارد البشرية لمناقشة أوضاع المناديب التأمينية والوظيفية وسبل تحسينها، بما يضمن حياة مستقرة ويتناسب مع الأحوال الاقتصادية، مشيرا إلى أن المندوب يستفيد أيضاً من تأمين إصابات العمل بصرف معاش أو تعويض، حال إصابته بسبب العمل أو بأمراض مهنية، بجانب الحصول على تأمين صحي؛ ويشمل العلاج والرعاية الطبية وتعويض الأجر ومصاريف الانتقال، حال انقطاع الأجر نتيجة المرض، منوها بأنه يحصل على المزايا التأمينية الأخرى؛ مثل مكافأة نهاية الخدمة وتأمين البطالة حال الفصل التعسفي، بجانب التعويض الإضافي في حالة الوفاة أو العجز، بالإضافة إلى منح الوفاة وصرف نفقات الجنازة عند الوفاة.

12INF

مبادرة مجتمعية لتأسيس مظلة قانونية لحماية المناديب

كريم جمال مدير «مرسول مصر» المتخصصة في توصيل الطلبات، كشف أن سوق التوصيل في مصر، تشهد تنوعا في مقدمي الخدمات، بما أوجد تسابقا على تقديم الخدمات، مشيرا إلى أن «مرسول» بدأت في اتخاذ خطوات إيجابية في ذلك الصدد، بهدف تطوير حجم أعمالها، في ظل مخاطبات المناديب لتحسين أوضاعهم الوظيفية وشمولهم بمظلة قانونية، من خلال التعاون بين القطاع الخاص والدولة.

وأوضح 'كريم' أنه تمت مخاطبة وزارة التضامن الاجتماعي لتأسيس نقابة أو جمعية خاصة بهم، متابعا أنه تم تنفيذ خطوات فعالة في ذلك الإطار بمساعدة وزارة التضامن، لتوفير حياة أفضل للمناديب ودعمهم بالحماية اللازمة، عبر توفير تأمينات اجتماعية وصحية وتقديم تسهيلات إجرائية، لممارسة المهنة مثل الحصول على وسيلة توصيل، مشددًا على أنه سيتم إعلان نتائج المفاوضات خلال وقت قريب.

ولفت كريم إلى أنه سيتم دعوة الشركات الأخرى العاملة بنفس المجال، للمشاركة في تلك المبادرة، بالتعاون مع الوزارة بهدف التوصل إلى حلول إيجابية تدعم عمل المناديب، منوها أن «مرسول» وجدت تجاوبا قويا من باقي الشركات لتلك المبادرة، لأنها تمثل مبادرة مجتمعية لدعم مناديب التوصيل وغير مقتصرة على «مرسول» أو أية شركة بعينها.

كريم جمال مدير مرسول مصر : يكشف تفاصيل مباحثات الشركة مع «التضامن الاجتماعي» لـ اطلاق مبادرة مجتمعية لدعم مناديب التوصيل

وأكد 'كريم' أن المندوب لا يمثل لـ «مرسول» موظف فقط ولكنه أساس العمل، وبالتالي مهمتنا تكمن في توفير التسهيلات التي تساعده على تحقيق كسب مشروع حتى مع امتلاكه عملا أساسيا، بجانب إطلاق عروض تشجع العميل على إجراء معاملات كثيرة، بما يتيح تعددية للطلبات أمام المندوب، علاوة على تقديم حوافز في أوقات الذروة والزحام لدعم المناديب، مستشهدا بتنظيم المسابقات التحفيزية لتطوير التنافسية بينهم من حيث عدد الطلبات والتقييم، كما نتواصل معهم باستمرار على «واتساب» و«فيسبوك»، كما يتم عقد برامج الولاء والتي تشمل تكريم أفضل 100 مندوب.

وتابع بأن منظومة الشكاوى تعمل بالشركة على مدار 24 ساعة، ويتم عقد اجتماع يوميا لفحص أنواع الشكاوى، وبحث حلها بالتعاون مع المناديب، مبينا أنه يتم عمل ما يسمى تسوق مؤسسي للمراقبين، من خلال استخدام التطبيق وتنفيذ طلبات حقيقية، ومراجعة رد الفعل على مختلف المستويات العملاء أو الموظفين وحصر المخالفات واتخاذ إجراءات رادعة.

مهدي العلبي رئيس شركة R2S لخدمات الشحن : المبادرات المجتمعية أداة هامة لتحسين عمل المناديب ويشرح دور برامج التدريب في رفع كفاءتهم

آليات مبتكرة لتسهيل عمل المناديب

هدير شلبي، الرئيس التنفيذي لشركة «طلبات» المتخصصة في نقل الطعام، أكدت على حرص الشركات على استقطاب أفضل الكفاءات العاملة بخدمات النقل، لبناء فريق عمل قوي يمكنها من استيعاب السوق المصرية ومواكبة النمو في معدل العمليات، موضحة أن الشركات تحاول تحسين أوضاع المناديب وتذليل كافة العقبات التي تواجههم، مستشهدة بتجربتها في «طلبات» والتي شاركت من خلالها في توصيل الطعام، للتعرف على مشكلات المناديب والعمل على حلها، بالاضافة إلى تقديم حزمة من الامتيازات لهم؛ كتوفير وثائق تأمين ضد الحوادث، بجانب تيسير شراء الدراجات البخارية.

وأشارت 'هدير' إلى ضرورة تطوير أنظمة العمل للمناديب، لتكون أكثر مرونة وبعائد مادي مجزٍ، موضحة أن «طلبات» تُمكن مندوب التوصيل من تحديد ساعات العمل الخاصة به بمقابل أسبوعي يبلغ نحو ألفي جنيه، متابعة أنه يتم تدريب الطيارين لتوعيتهم بكيفية التعامل مع العملاء وتطوير مهاراتهم العملية وتقديم أفضل خدمة توصيل.

وأكدت 'شلبي' تطبيق نظام يسهل على المندوب اختيار المنطقة التي يريد العمل بها، مشيرة إلى تنفيذ برنامج تأهيل المناديب على التعامل بوسائل الدفع الإلكترونية المختلفة، بهدف حمايتهم من مخاطر فقدان أو تلف النقود الورقية، والحد من التعرض لمخاطر صحية محتملة نتيجة انتقال النقود إلى المناديب.

تامر أحمد خبير ريادة الأعمال يوضح آليات تطوير عمل مندوبي التوصيل

ركائز منشودة لتعزيز استقرار لحياة مندوب التوصيل

من جانبه، قال الدكتور محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات إن النمو اليومي الذي يشهده مجال الشحن والتوصيل، يزيد الحاجة إلى توفير آليات مستدامة للحفاظ عليه ودعم عناصره، مشددا على أهمية دور مناديب التوصيل والذي لا يمكن الاستغناء عنه، وهو ما يفرض التوجه نحو حل المشكلات التي تواجههم وتنظيم المسار المهني لهم، وسن تشريعات قانونية تضمن حقوقهم العملية وتحسن من سبل معيشتهم الاجتماعية.

وأشار 'عزام' في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، إلى ضرورة تقديم تسهيلات من شأنها الحفاظ على استقرار عمل المناديب؛ مثل تقديم الرواتب المجزية وصرف المكافات وتوفير البرامج التدريبية، لتزويدهم بالمهارات اللازمة ورفع كفاءتهم في التعامل باحترافية مع العملاء، مطالبًا بتوفير جميع ضمانات الحماية الاجتماعية والصحية من خلال القنوات الرسمية، بالتعاون مع وزارتي التضامن والصحة، بما يكفل صرف معاش عند التقاعد أو الفحص الطبي، متابعا أنه يجب خفض رسوم تصريح العمل الرسمي الذي يتم إصداره سنويا، بجانب مراعاة نسب عمولات الشركات من عمليات التوصيل والشحن التي يجريها المناديب، بما يتراوح بين 15% إلى 20% ليتمكنوا من تحقيق دخل مناسب يوفر لهم حياة لائقة اجتماعيا.

وأكد 'عزام' على أن انتشار مهنة المناديب وارتفاع أعدادهم بشكل مطرد، يحتاج إلى حماية وتأمين لعملهم من قبل الأجهزة الأمنية، والذي يمكن إتاحته من خلال إذن أمني لمزاولة المهنة، لمنع انتشار الجرائم والحوادث عبر انتحال صفتهم (المناديب)، فضلاً عن توفير تقنية «كيو آر كود» متصلة بالأجهزة الأمنية، في حالة تعرض المندوب لمشكلة أمنية، أو محاولة سرقة أو قتل وماشابه من الجرائم المختلفة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً