لم يعد يقع على أسماعنا اسم تطبيق «اوبر» للنقل التشاركي، إلا مقترنا بحوادث عنف خطيرة، في ظل كثرة وقائع التحرش والاعتداء التي يرتكبها كباتن الشركة ضد العملاء في مصر، دون أي رادع أو مساءلة قانونية تتكبدها «أوبر»، حتى وصل الأمر إلى إزهاق الأرواح، كما حدث في واقعة فتاة الشروق «حبيبة الشماع»، التي قفزت من السيارة هربا من محاولة تحرش السائق بها، ووصولا إلى حادث جديد وقع في مطلع الأسبوع الجاري من أحد كباتن الشركة المزيفين، بسيناريو إجرامي مبتكر تصلح أحداثه لأن تكون فيلما سينمائيا جاءت واقعته في خطف فتاة التجمع «نبيلة عوض» والتي وجدت سيارة أخرى غير مطابقة للسيارة التي طلبتها لتنفيذ الرحلة، حيث اتفق الكباتن على أن من تصله طلبات الرحلات يرسل سيارة أخرى، غير موجودة في التطبيق لكي يحصلوا على المال من جهة، ويعتدون على العملاء من جهة أخرى.
منذ بداية عمل التاكسي ونموذج عمل سيارات التوصيل لم يخطر ببال المصريين يوما أن هناك شركة عالمية ستضخ استثمارات ضخمة، تحت مظلة حكومية لتقنين عمل البلطجية الذين ابتكروا نموذج للإجرام الشيطاني، حصل على شهادة تفوق «إبليسية» بامتياز بالمقابل يشعر أحد برد فعل الشركة المناسب لتلك الواقعة.
الأرواح المصرية رخيصة
بمجرد وقوع الحادث الأخير جاء قرار «أوبر» بإيقاف حساب السائق المتهم بمحاولة خطف والشروع في اغتصاب المجني عليها، ليكشف ذلك الرد عن مدى لا مبالاة الشركة وعدم اهتمامها بأرواح العملاء وكأنها لعبة لا قيمة لها، فماذا يفيد العميل حديث الشركة بالعمل عن كثب مع السلطات المحلية لتوفير جميع المعلومات اللازمة لإتمام عملية التحقيق، وقولها 'نحن عازمون على مواصلة جهودنا للتصدي لكافة أشكال الاعتداء الجنسي والعنف' ، فها هو رد دبلوماسي مكرر وإن أعيد صياغته يتلو كل حادث يرتكبه كباتن الشركة الذين لا يجدون رادعا في لوائح العمل ليخشوا تنفيذ تلك الجرائم'.فلا مانع أن تجد أحدهم «سوابق» ذات صحيفة جنائية كارثية مليئة بارتكاب شتى أنواع الجرائم أو آخرا يقود سيارته تحت تأثير المخدرات، هذه هي معايير الأمن والسلامة التي صدعتنا بها الشركة الأمريكية منذ بدء عملها في مصر.
فقواعد السلامة الموجودة بمواد الدعاية والمفقودة في الواقع دفعت المصريين إلى الدعوة إلى مقاطعة استخدام التطبيق وحذفها من الهواتف بمختلف أرجاء المحروسة فهم لم يجدوا أمنهم ضمن أهم أولويات الشركة الأمريكية التي تدعي حرصها بخضوع السائقين لديها لعمليات فحص مختلفة وتتفاخر بتصميم تقنيات تلتزم بمزايا رفاهية الرحلات التي تٌقلّ المستخدم إلى حوداث الاعتداء أو الموت، فالمصريون اعتقدوا في الوثوق بقانونية عمل هذا الـ«اوبر» باعتباره تحت رقابة الحكومة المصرية.. فما هي قواعد السلامة لدى اوبر في مصر ؟
قواعد السلامة لدى أوبر في مصر
1- طلب المشوار بدون الحاجة إلى الانتظار بالخارج
لخفض مدة الانتظار بالخارج حتى يظهر في التطبيق أن الشريك السائق قد وصل إلى موقع الالتقاء.
2- التأكَّد من ركوب السيارة الصحيحة
يرجى التأكُّد من ركوب السيارة الصحيحة بصحبة السائق الصحيح في كل مشوار مع أوبر، وذلك عن طريق مطابقة لوحة ترخيص السيارة، والنوع والجهة المصنعة لها، وصورة الشريك السائق، مع البيانات الواردة في التطبيق. يمكن طلب إجراء المشاوير مع أوبر من خلال التطبيق فقط؛ لذا يجب عدم ركوب أي سيارة لا تتطابق بياناتها أو هوية سائقها مع البيانات الواردة في التطبيق.
3- الطلب من السائق تأكيد الاسم
بالإضافة إلى اتِّباع خطوات الحفاظ على السلامة ومنها «التأكُّد من ركوب السيارة الصحيحة»، يمكن أيضاً أن تطلب من الشريك السائق تأكيد اسمك قبل ركوب السيارة. يظهر الاسم الأول للسائق في التطبيق على هاتفه، ويمكن الاطِّلاع على اسمه الأول أيضاً في التطبيق على الهاتف للتحقُّق من الأسماء بشكل آمن، يمكن أن تسأل الشريك السائق: «ما اسم الشخص الذي وصلتَ للالتقاء به؟» قد يطلب السائق أيضاً تأكيد اسمه ليكون مطمئناً هو الآخر.
4- الجلوس في المقعد الخلفي
من خلال الجلوس في المقعد الخلفي، كلما كان ذلك ممكناً، خاصةً إذا كان العميل وحده أثناء المشوار. ويساعد ذلك على إمكانية الخروج بأمان من أي من جانبي السيارة لتجنب النزول وسط الحركة المرورية، كما يمنح العميل والسائق بعض الخصوصية.
5. الالتزام بوضع حزام الأمان دائماً
يُعد حزام الأمان أكثر طريقة فعالة للحفاظ على الأرواح وتقليل الإصابات الناجمة عن حوادث اصطدام السيارات، وذلك وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
6- مشاركة تفاصيل المشوار مع الأحباب
من خلال التطبيق، يتم الضغط على «شارِك حالة الرحلة» أثناء الرحلة لمشاركة اسم الشريك السائق وصورته ولوحة ترخيص سيارته والموقع مع أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة. وسيتلقى ذلك الشخص رسالة نصية أو إشعاراً مؤقتاً من أجل تتبُّع الرحلة ومعرفة وقت الوصول المُقدَّر.
7- توفير الحماية للبيانات الشخصية
نعمل في بعض المناطق على تطوير التقنية المُخصَّصة لإخفاء رقم الهاتف عند الاتصال بالشريك السائق أو مراسلته عبر التطبيق.
8. الوثوق بالإحساس
يجب الوثوق بالإحساس والتصرَّف وفقاً لتقدير الأمور عند طلب إجراء المشاوير مع أوبر. إذا التعرض في أي وقت لحالة طوارئ، يجب الاتصال برقم الطوارئ للحصول على مساعدة عاجلة باستخدام زر الطوارئ في التطبيق.
يعرض لك التطبيق تفاصيل المشوار وموقعك في الوقت الفعلي والتي يمكن مشاركتها مع موظف الطوارئ، في أي وقت تطلب فيه خدمات الطوارئ من خلال تطبيق أوبر.
والتذكَّر أنه في حالة شعورك بعدم الأمان، يمكنك إنهاء المشوار في أي وقت.
9- التصرَّف بلطف وتهذيب
يرجى الحرص على احترام الركَّاب الآخرين والشريك السائق والمحافظة على سيارته، كما هو موضَّح في إرشادات مُجتمع أوبر.
10- ترك تقييم عن جودة الرحلة
يطلب منك التطبيق تقييم الرحلة، بعد انتهاء كل رحلة. وتساعد تعليقات المستخدمين على مواصلة تقديم شركة أوبر لخدمة آمنة ومضمونة وممتعة للجميع. وإذا صادف العملاء مشكلة تتعلق بالسلامة أثناء الرحلة، يتم إبلاغ أوبر بها، ليتولى متابعة هذه المشكلة فريقُ الاستجابة الذي يعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.
الجدير بالذكر أنه يمكن الضغط على رمز الدرع في التطبيق أثناء إجراء أي رحلة لاستخدام «أدوات الحفاظ على السلامة من أوبر» وللحصول على المساعدة في أي وقت.
البرلمان: خلل واضح بمنظومة عمل أوبر
في الوقت الذي تفاعل البرلمان مع الحادث حيث تقدمت النائبة فاطمة سليم بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزيري النقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بشأن واقعة خطف سائق أوبر لفتاة ومحاولة الإعتداء عليها.
وكشفت سليم لـ«أهل مصر» أن تلك الواقعة وما سبقها من وقائع مشابهة، تؤكد أن هناك خللاً واضحاً في منظومة الشركة والتي تتساهل في اختيار المنضمين إليها وهو ما يعتبر في منتهى الخطورة خاصة وأن تطبيقات النقل الذكي أصبحت واقعاً لا غنى عنه في المجتمع المصري.
من جانبه أكد النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب، أنه بناءً على توصية لجنة الاتصالات في مجلس النواب، سيتم تشغيل التسجيل الصوتي لرحلات أوبر بشرط موافقة العميل، لافتا إلى أن هذه الخاصية متواجدة على تطبيق أوبر.
وأشار إلى أنه تكليف نحو 200 ألف كابتن تابعين لشركة أوبر بتشغيل هذه الخاصية على التطبيق بناء على توصية لجنة الاتصالات بعد حادث أوبر السابق.
قواعد البيانات حل مناسب لمراقبة رحلات النقل التشاركي
من جانبه قال خبير تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي عصام إبراهيم أنه يجب الاعتماد على الحلول الرقمية لمراقبة رحلات النقل التشاركي عبر قطاع تكنولوجيا المعلومات عبر مركز بيانات وزارة الداخلية وربطه بتطبيقات معلوماتية لحظية عن بيانات رحلات النقل الذكي وخط سيرها ومتابعتها.
وأكد عصام لـ«أهل مصر» أن الحلول التكنولوجية المبتكرة تساعد على منع وقوع الجرائم مثلما تنتهجها الدول الأوروبية والخليجية، مطالبا بسرعة وضرورة تنفيذ قواعد بيانات أمنية لرحلات النقل الذكي لحماية سيدات وبنات مصر من مدمني المخدرات والبلطجية الذين أفسدوا استخدامات وظائف التكنولوجيا بانفلاتهم الأخلاقي.
خطة عمل "أوبر" في مصر
فوفقا لبيانات رسمية تعمل الشركة في نحو 12 محافظة ويعمل لديها 700 ألف سائق ومنذ بداية عملها اتاحت «أوبر» خدمة النقل التشاركى لـ14 مليون راكب.
وتقوم خطة «اوبر» الاستراتيجية على توسيع استثماراتها فى مصر والسعي لخفض تأثير الضغوطات الاقتصادية عن طريق اطلاق خدمات جديدة لتلبية احتياجات السوق وعقد شراكات للاستفادة منها فى تعزيز حجم أعمالها.
وتعمل الشركة في مصر منذ 9 سنوات وتشمل رؤيتها تجاه السوق المصرى، العديد من فرص النمو حيث استثمرت فى توفير الفرص الاقتصادية مثل حلول نقل للركاب من خلال تكنولوجيا أوبر حيث دشنت مركز التميز فى مصر باستثمار 20 مليون دولار، و100 مليون دولار إضافيين على مدى 5 سنوات.