اعلان

3 عوامل رجحت كفة الجيش المصري في المعركة الإلكترونية خلال حرب أكتوبر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حرب أكتوبر شهد نصر السادس من أكتوبر عام 1973 تفوقاً مصرياً كاسحا على العدو الصهيوني على مختلف الأصعدة أبرزه على مستوى وحدات الحرب الإلكترونية والتي لعبت دورًا حيويًا في دعم العمليات القتالية للقوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي.

فكانت المعركة الإلكترونية واحدة من المفاجآت الكبرى في حرب أكتوبر بالنسبة لإسرائيل، حيث قامت هذه الوحدات بإعاقة الاتصالات اللاسلكية للقوات الإسرائيلية، مما أدى إلى إرباك العدو ومنع وصول أو تلقي الأوامر.

حرب أكتوبر .. إعاقة الاتصالات اللاسلكية

وعلى الرغم من استخدام العدو كميات كبيرة من رقائق التداخل السلبي (CHAFF) لمواجهة ترددات رادارات الدفاع الجوي المصري، بالإضافة إلى استخدام مشاعل الأشعة تحت الحمراء لخداع صواريخ سام 7، إلا أن القيادة الجوية المصرية نجحت في التغلب على هذه التحديات.

فقد زودت الطائرات الإسرائيلية بجهاز تحذير راداري (Radar Warning Receiver RWR) يمكنه استقبال موجات كهرومغناطيسية عالية التردد، مما جعلها عرضة للاكتشاف.

حرب أكتوبر .. ضرب قاعدة الاتصالات الإسرائيلية

تجلى التفوق المعلوماتي المصري عندما قام الرئيس السابق محمد حسني مبارك بتوجيه ضربة لقاعدة الاتصالات الإسرائيلية قبل الحرب بـ 6 دقائق، مما أدى إلى قطع الاتصالات العسكرية بين القاعدة وغرف العمليات. وقد تفاجأ رئيس غرفة العمليات المصرية من هذا النجاح.

لم يكن أحد على علم بهذه المهمة الاستباقية سوى الرئيس الراحل أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل.

بعد تنفيذ الضربة، عاد مبارك إلى غرفة عمليات القوات الجوية وأبلغ القيادة المركزية بما حدث.

حرب أكتوبر .. الاستطلاع ومراقبة الأهداف الحيوية

كان نجاح سلاح الإشارة عاملاً حاسمًا في انتصار أكتوبر، حيث تم تكليف الفريق أسامة المندوه بقيادة إحدى المجموعات الاستطلاعية خلف خطوط العدو في عمق سيناء. كانت المهمة تتطلب مراقبة أهداف حيوية مثل مطار المليز والطريق الأوسط.

وتم تنفيذ المهمة من أعلى نقطة جبلية، حيث اختارت المجموعة نقطة مثالية للملاحظة. ونجحت في تحقيق الاتصال بالقيادة ونقل البيانات المرصودة بدقة، مع الحرص على عدم حدوث أعطال في الأجهزة.

أثرت الضربة الجوية الاستباقية على الرادارات وأجهزة التحكم الخاصة بالعدو، مما أفقده القدرة على التواصل السريع وتبادل المعلومات. استمرت المجموعة المصرية في مهمتها حتى اكتشفتها قوات العدو أثناء الاستطلاع، ورغم جهود العدو للبحث عنهم، إلا أنهم تمكنوا من إخفاء تحركاتهم.

بعد حوالي 6 أشهر، تلقت المجموعة تعليمات للعودة إلى القاهرة، حيث استمرت الاتصالات اللاسلكية بين الطرفين حتى عبور خط فصل القوات وصولاً إلى السويس ثم القاهرة.

وصاحبت عملية الهجوم العربي عملية إعاقة لاسلكية على مواصلات القوات الإسرائيلية، أدت إلى إرباك في ممارسة القيادة والسيطرة الإسرائيلية، وإعاقة وصول أو تلقي الأوامر.

وقد دعمت وحدات الحرب الإلكترونية على كافة المستويات الإستراتيجية، والتعبوية، والتكتيكية أعمال قتال القوات البرية، والفروع الرئيسية الأخرى، وبما يخدم معركة الأسلحة المشتركة.

حرب أكتوبر .. دور الجبهة السورية

وعلى الجبهة السورية، اكتشفت أجهزة الإنذار الإسرائيلية أحد التشكيلات البحرية السورية، كما استطلعت خواص الإشاعات الرادارية التي استقبلتها، وبتحليل هذه الخواص تمكنوا من تمييز القطع البحرية السورية، ونوع تسليحها، وعندما اقتربت مسافة التشكيل البحري السوري إلى التشكيل البحري الإسرائيلي، قام كلاهما بالفتح على أقصى سرعة ممكنة، عندها بدأ الإسرائيليون بتشغيل أجهزة التداخل لديهم؛ لإخلال التوجيه للصواريخ السورية، كما أطلقوا عدداً كبيراً من شرائح التداخل السلبي 'الرقائق المعدنية'.

وتوقفت نتيجة هذه المعركة بالكامل على مدى النجاح الذي يمكن تحقيقه بوسائل الحرب الإلكترونية؛ حيث كان العامل الحاسم فيها هو مدى التوفيق في اتخاذ الإجراءات الإلكترونية المضادة لدى كل جانب، وكانت هناك حقيقة واضحة، وهي أن الصواريخ تحتاج إلى النظام الراداري للتوجيه، بينما يمكن للوسائل الإلكترونية أن تخدع؛ بل وتحيد هذا النظام الراداري. وفي هذه المعركة تمكن الإسرائليون، بالفعل، من إخلال التوجيه للصواريخ السورية التي سقطت في عرض البحر دون أن تصيب أهدافها.

وعلى الجانب الآخر، زوّدت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بكميات كبيرة من رقائق التداخل السلبي CHAFF، وهو أسلوب كان قد استخدم منذ زمن بعيد في الحرب العالمية الثانية، وفيتنام، وكان الجديد فقط في هذا الاستخدام هو تصميم رقائق الألومنيوم؛ بحيث تعمل ضد الترددات العاملة في رادارات الدفاع الجوي المصرية، وكانت الرقائق توضع في كبسولات داخل مستودعات خاصة PODS في الطائرات، وتطلق بواسطة الطيار، وبجانب ذلك استخدم الإسرائيليون مشاعل الأشعة تحت الحمراء 'الحرارية' لخداع الصواريخ سام ـ7، وقد حققت هذه الوسائل بعض النجاح في بادئ الأمر.

استخدم الإسرائيليون العديد من أساليب الإعاقة العشوائية Noise Jamming، والإعاقة النبضية Pulse Jamming، وكذلك أسلوب استخدام الأهداف المقلدة، خاصة ضد الصواريخ سام ـ7 . كما تمكن الإسرائيليون من تزويد طائراتهم بجهاز تحذير راداري جديد Radar Warning Receiver RWR مركب في مستودع خاص، ويمتاز بقدرته على استقبال موجات كهرومغناطسية ذات تردد عالٍ للغاية، وأكبر بكثير من تردد رادار سام ـ6، ورادار نظام 'الشيلكا'، وبذلك يُعد مصدراً للإنذار عن تتبع هذه الرادارات للطائرة.

وزودت إسرائيل جميع زوارق الطوربيد بأجهزة التداخل والخداع، وطُليت معظم قطعهم البحرية بطلاء قادر على امتصاص الأشعة الكهرومغناطيسية الخاصة بالرادار، واستخدمت لذلك مواد قابلة للامتصاص، وهي مادة قادرة على تحويل الإشعاع الكهرومغناطيسي إلى نوع آخر من مصادر الطاقة، وهي الطاقة الحرارية التي يمكن أن تبددها المياه، أو الهواء بدلاً من أن ترتد من الأسطح العاكسة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً