صراع البقاء يواجه عمل هواوي في الشرق الأوسط مجدداً مع عودة ترامب للحكم .. ما القصة؟

ترامب
ترامب

هواوي الصينية تقترب لتكون أولى ضحايا عودة دونالد ترامب لكرسي الحكم فترة رئاسته الثانية في الولايات المتحدة، حيث تتزايد المخاوف العالمية من اندلاع حروب تجارية، خاصة في ظل اتجاه الرئيس الأمريكي العائد لتطبيق سياسات صارمة تستهدف الحد من نفوذ الصين الاقتصادي.

ويبدو أن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل 'هواوي' ستكون على رأس قائمة أهداف ترامب، إذ يُتوقع أن يتخذ إجراءات تهدف إلى تقويض نمو هذه الشركات.

وتواجه هواوي عدة تحديات ناتجة عن السياسات التجارية والتوترات الجيوسياسية.

سياسات دونالد ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى أثرت بشكل كبير على شركة هواوي، حتى أصبحت أحد رموز التوترات التجارية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين وترفض أكبر الكيانات الاقتصادية العالمية بمختلف أنحاء العالم التعاون معها رغم كل المزايا والعروض التي تقدمها لهم.

يذكر أن فريق ترامب الجديد يضم شخصيات تُعرف بعدائها للسياسات الصينية، من بينهم ماركو روبيو، المرشح المحتمل لمنصب وزير الخارجية، والذي دعم خطوات استهدفت شركات التكنولوجيا الصينية، بما في ذلك 'هواوي'.

تأثيرات محتملة على السوق المصري

في سياق متصل، أشار محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى أن سياسات ترامب تجاه الصين قد تؤثر بشكل غير مباشر على نشاط 'هواوي' في مصر. ويوضح عزام أن التأثير قد يتجلى عبر عدة عوامل رئيسية:

وأوضح عزام إلى عدة محاور تشمل ذلك ومنها العلاقات الأمريكية-الصينية لأن ترامب معروف بسياساته الحازمة تجاه الصين، بما في ذلك فرض قيود صارمة على الشركات الصينية. استمرار هذه السياسات أو تصعيدها قد يؤدي إلى تأثيرات على العلاقات التجارية العالمية، بما فيها تعاملات مصر مع 'هواوي'.

كيف تواجه هواوي عمق العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة ومصر؟

ولفت عزام لـ'أهل مصر' إلى استثمار الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية خلال فترة رئاسة ترامب السابقة، مارست الإدارة الأمريكية ضغوطًا على حلفائها للحد من التعامل مع 'هواوي'، خاصة فيما يخص تقنيات الجيل الخامس (5G) موضحا استمرار هذه الضغوط قد يدفع مصر إلى مراجعة شراكاتها مع الشركة الصينية في مشاريع البنية التحتية والتكنولوجيا.

وشدد خبير تكنولوجيا المعلومات على أهمية فكرة الاستثمارات البديلة لافتاَ إلى أن مصر تسعى لجذب الاستثمارات الجديدة في قطاع التكنولوجيا، ما قد يجعلها عرضة للتوجه نحو الشركات الأمريكية أو الأوروبية إلى جانب الشركات الصينية مبيناً التأثير المحلي حيث تعتمد مصر بشكل كبير على التكنولوجيا التي تقدمها 'هواوي' في قطاع الاتصالات، مضيفاً أن أي تغييرات على المستوى الدولي قد تضطر مصر إلى تحقيق توازن بين المصالح الاقتصادية مع الصين والعلاقات السياسية مع الولايات المتحدة.

من جانبه كشف خالد العسكري مدير غرفة CIt أن مدى تأثير هذه السياسات يعتمد على طبيعة التوجهات الأمريكية تجاه الصين خلال الفترة المقبلة. ويشير إلى أن مصر قد تعتمد سياسة محايدة تتيح لها الاستفادة من التكنولوجيا الصينية مع الحفاظ على علاقات قوية مع واشنطن.

ذكر العسكري أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض محاطًا بـ'صقور الصين' قد تعني تصعيدًا في السياسات المناهضة للصين، مما يضع شركات مثل 'هواوي' في قلب المواجهة ويترك انعكاسات محتملة على الأسواق العالمية، بما في ذلك السوق المصري.

تركز شركة هواوي على أسواق مصر لعدة أسباب استراتيجية

وصرح العسكري بأن الأسواق الناشئة مثل مصر تشهد زيادة في الطلب على خدمات الاتصالات والتكنولوجيا، مما يتيح لهواوي فرصة لتقديم حلولها وخدماتها بالإضافة إلى الحاجة الملحة لتطوير بنيتها التحتية للاتصالات، مما يوفر فرصًا لهواوي لتقديم تقنياتها المتقدمة.

وأضاف العسكري أن سعى مصر إلى تعزيز التحول الرقمي، يفتح المجال هواوي لعقد شراكات استراتيجية مع هذه الحكومات في ظل تركيز الشركة على زيادة مبيعاتها دون تحقيق أي قيمة تكنولوجية للمجتمع متسائلا عن دور الشركة في إعداد كوادر بشرية إدارية في ظل احتكار الصنيين داخل المناصب العليا لكراسيهم دون السماح للمصريين بالترقي إليها.

وتابع أن المنافسة في هذه الأسواق أقل حدة، مما يمنح هواوي فرصة أكبر لتوسيع حصتها السوقية، كما تتيح الأسواق الناشئة لهواوي الوصول إلى شريحة واسعة من العملاء الجدد، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة.

تأثير ترامب على علاقة هواوي بالأسواق العالمية:

وحسب تقارير رصدتها أبحاث السوق يتركز تأثير ترامب على علاقة هواوي بالأسواق العالمية على ثلاثة محاور وهي :

- الحظر التجاري: فرضت إدارة ترامب قيودًا تجارية على هواوي، مما أثر على قدرتها على الوصول إلى بعض الأسواق المتقدمة، مثل الولايات المتحدة مما دفع الشركة للبحث عن فرص جديدة في الأسواق الناشئة.

- التوترات الجيوسياسية: زادت التوترات بين الولايات المتحدة والصين خلال فترة ترامب، مما أثر على صورة هواوي في العديد من الدول. ومع ذلك، ساعدت هذه الظروف هواوي في تعزيز وجودها في الأسواق التي تعتبر أقل تأثرًا بهذه التوترات.

- استراتيجية التنويع: نتيجة للضغوط التي واجهتها هواوي في ظل إدارة ترامب، قامت بتعزيز استراتيجياتها للتوسع في الأسواق الناشئة كوسيلة للتعويض عن الخسائر المحتملة في الأسواق المتقدمة.

أبرز الخسائر التي تكبدتها هواوي تشمل:

1. إدراج هواوي في القائمة السوداء الأمريكية

في عام 2019، وضعت إدارة ترامب هواوي على 'القائمة السوداء للتجارة'، مما منع الشركات الأمريكية من التعامل معها دون الحصول على تراخيص خاصة. هذا القرار أثر بشكل كبير على:

حصول هواوي على التكنولوجيا الأمريكية، بما في ذلك الرقائق الإلكترونية وبرمجيات أساسية مثل أنظمة تشغيل أندرويد من جوجل.

الحرمان من دعم تطبيقات جوجل على هواتفها الذكية، ما أضعف جاذبية أجهزتها للمستهلكين في الأسواق العالمية.

2. فقدان سوق الهواتف الذكية العالمي نتيجة للحظر الأمريكي:

تراجعت مبيعات هواوي عالميًا، خاصة في الأسواق الأوروبية والأمريكية، التي تشكل نسبة كبيرة من الإيرادات.

أصبحت الشركة تعتمد بشكل أكبر على السوق الصيني لتعويض الخسائر، وهو ما قلل من حصتها السوقية خارج الصين.

3. قيود على تطوير هواوي لتقنيات الجيل الخامس (5G)

مارست الولايات المتحدة ضغوطًا على حلفائها لمنع استخدام معدات هواوي في تطوير شبكات الجيل الخامس، مستشهدة بمخاوف أمنية تتعلق بالتجسس.

بلدان مثل المملكة المتحدة، كندا، أستراليا، واليابان استجابت للضغوط واستبعدت هواوي من مشاريعها الوطنية للجيل الخامس.

4. هواوي تتكبد خسائر مالية ضخمة

تراجعت إيرادات الشركة بشكل كبير بسبب فقدانها عقودًا كبرى مع شركات الاتصالات العالمية.

قسم الهواتف الذكية، الذي كان مصدر دخل رئيسيًا، تأثر بشكل خاص، حيث انخفضت مبيعاته إلى مستويات غير مسبوقة.

5. فقدان الموردين الرئيسيين لـ هواوي

شركات كبرى مثل كوالكوم وإنتل توقفت عن تزويد هواوي بالرقائق الإلكترونية، مما أجبر الشركة على تطوير تقنياتها الخاصة، ولكن بتكلفة عالية وتأخر ملحوظ.

6. هواوي وإعادة هيكلة الأعمال

اضطرت هواوي إلى بيع علامتها التجارية الفرعية للهواتف 'هونر' لتخفيف الضغوط المالية والحفاظ على بقائها في السوق.

7. التأثير على سمعة هواوي

الاتهامات الأمريكية لهواوي بالتجسس لصالح الحكومة الصينية أثرت على ثقة العديد من الدول والشركات، مما قيد توسعها في الأسواق العالمية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً