تجددت أزمة تغطية جنازات الفنانين مع وداع الفنان سليمان عيد إلى مثواه الأخير، حيث شهدت التغطية الصحفية العديد من التجاوزات اللفظية تجاه المصورين، نتيجة التدافع الذي حدث أثناء التغطية. وهو ما اعتبره البعض يفتقر إلى مراعاة مشاعر أسرة الفقيد، كما أنه يعكس تأثير هيبة الموت.
تظل إشكالية التغطية الصحفية لجنازات المشاهير، خاصة الفنانين، موضوعًا مثيرًا للجدل. فهي تتأرجح بين حق الأفراد في الخصوصية وحماية حياتهم الشخصية، وحق الجمهور في المعرفة ودور الصحافة في التوثيق. في يوليو 2022، أبرمت نقابة المهن التمثيلية المصرية اتفاقية شراكة مع شركة «سُكنة»، وهي تطبيق مخصص لتنظيم الجنازات، ليكون المقدم الحصري للخدمات الجنائزية الشاملة لأعضاء النقابة.
نقابة الصحفيين: تغطية الجنازات تحت شروط محددة
أكدت نقابة الصحفيين بأن تصوير الجنازات لأغراض التوثيق يعد جزءًا أساسيًا من مهام الصحافة. مبينة أن وجود المصورين ساهم في توفير الصور التاريخية لجنازات رموز مصر مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وأحمد زكي، مما يتيح للأجيال القادمة فرصة التعرف على تاريخهم.
وفي بيان رسمي، شددت النقابة على احترام مشاعر أسر وأصدقاء المتوفين، مؤكدة أن تغطية الجنازات هي عمل صحفي يوثق حدثًا يهم الجمهور. كما نوهت إلى أن بعض التجاوزات من قبل بعض الأفراد، الذين يرفعون هواتفهم للتصوير، لا تعكس عمل الصحفيين الحقيقيين.
خدمات تطبيق «سُكنة» لتنظيم الجنازات
تقدم شركة «سُكنة» مجموعة متكاملة من الخدمات لأعضاء النقابة، تشمل المساعدة في استخراج التصاريح اللازمة وتجهيز المتوفى، بالإضافة إلى تنظيم مراسم العزاء. كما تهدف الشركة إلى توفير مستوى عالٍ من التنظيم والخدمة، بما يتماشى مع متطلبات جنازات الشخصيات العامة.
استحداث كود إعلامي لتغطية الجنازات
كشف الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عن نية النقابة وضع كود إعلامي لتغطية جنازات الفنانين وأقاربهم، بالتعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. وأشار إلى أهمية وضع ضوابط معينة للتغطية الإعلامية، نظرًا للاحتجاجات التي شهدتها بعض التغطيات السابقة.
التعاون مع وسائل الإعلام لتنظيم التغطية
أوضح أحمد جاب الله، الرئيس التنفيذي لشركة «سُكنة»، أن الشركة تسعى للتعاون مع وسائل الإعلام لضمان تنظيم حضور المراسلين خلال جنازات المشاهير، مما يسهم في رفع مستوى الاحترافية.
ولفت جاب الله إلى أن، فريق عمل شركة «سُكنة» - «SOKNA»، يقوم بعدد من المهام المختلفة، خلال تنظيم الجنازات والعزاءات المختلفة، تتمثل في رفع عبء حالات الوفاة عن أهل المتوفي ومحاولة تحسين الظروف التي يمرون بها وقضاء لحظات وداع المتوفي بشكل راقي، وذلك على مستوى عالي من الاحترافية.
قرار وزارة الأوقاف بمنع التصوير
أصدرت وزارة الأوقاف تعميماً يمنع تصوير الجنائز داخل المساجد، مشيرة إلى عدم احترام حرمة المكان والميت. إلا أن نقابة الصحفيين اعترضت على هذا القرار، معتبرة أنه يتعارض مع حقوق الصحفيين في أداء واجبهم.
وشددت نقابة الصحفيين على أنه ليس من حق أي جهة أو شخص أيًا كان موقعه حظر التصوير بقرار يخالف نصوص الدستور، ومواد القانون، التى سمحت للصحفيين بممارسة واجبهم دون وصاية أو رقابة مسبقة.ويؤكد مجلس النقابة، أن مثل تلك القرارات تعد اعتداءً صريحًا على حق الصحفيين فى أداء واجبهم ومصادرة لحق المواطنين فى المعرفة، يطالب وزارة الأوقاف بالتراجع فورًا عن هذا القرار المخالف لكل نصوص القانون والدستور.
تأثير التكنولوجيا على المشاعر
أكد خبير التواصل الاجتماعي أن أحمد علي التكنولوجيا فرضت نفسها على المشاعر
موضحاً أهمية التغطية الإعلامية للجنازات والعزاءات المختلفة، باعتبارها جزء أصيل لتوثيق الحدث، مستنكرا المطالبات بوقف التغطية والمتابعة لمثل هذه الأحداث الهامة، وعدم الانصياع لذلك بما يحد من دور الإعلام.
وكشف «علي» في تصريحات لـ' أهل مصر عن التحول لاستخدام الأدوات الرقمية، في العزاءات، مثل كتابة المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو ارسال رسائل التعزية، والتي عادة ماتكون مصحوبة بإيموجيهات الحزن، بالإضافة إلى التطبيقات الذكية للجنازات، وتكنولوجيا التنظيم.
وتساءل «علي» هل يعد تطويع التكنولوجيا في ذلك الأمر، تقليل من الموت كحدث له هيبة وتأثير، فماذا عن استخدامها في باقي جوانب الحياة اليومية المختلفة، بما يعني أن التكنولوجيا اثر سلبا على المشاعر الآدمية.