أعلنت جامعة مصر للمعلوماتية عن تطويرها لأول لعبة إلكترونية محلية تهدف إلى دعم الأطفال والمراهقين الذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، والذين تقدر منظمة الصحة العالمية عددهم بخمسة أطفال من كل 100 طفل على مستوى العالم. يواجه هؤلاء الأطفال تحديات عديدة تشمل الاستبعاد الاجتماعي، التمييز، صعوبات تعليمية، سلوكيات مجازفة، ومشكلات صحية.
وكشف الدكتور أشرف ذكي، عميد كلية الفنون الرقمية والتصميم بالجامعة، أن الألعاب الإلكترونية تلعب دورًا حيويًا في تقدم التكنولوجيا، وتشكيل الثقافة، وتعزيز الروابط الاجتماعية. فهي تؤثر في أساليب التعلم والتفاعل والإبداع.
وأضاف أشرف في بيان رسمي: اتهومع تطور التكنولوجيا، ستصبح الألعاب جزءًا أساسيًا من حياة الأجيال الجديدة. لذا، نشجع طلابنا على اختيار مشاريع تخرج تتناول القضايا المجتمعية، سواء كانت مادية تتعلق بالاقتصاد أو غير مادية تتعلق بجودة الحياة، التعليم، والصحة النفسية، مما يسهم في بناء أجيال قادرة على إحداث تغيير إيجابي.
وأشار الدكتور ذكي إلى أن الكلية وفرت جميع الإمكانيات من مختبرات وخبرات أكاديمية لدعم الطلاب في مشاريع تخرجهم، مثل الطالبة سلمي ياسر، التي صممت لعبة إلكترونية تهدف إلى معالجة فرط الحركة وتشتت الانتباه.
وتابع أشرف: تتيح اللعبة للاعبين تجربة التحديات اليومية التي يواجهها المصابون بهذا الاضطراب، مما يساعدهم على فهم أهمية استراتيجيات التكيف وكيفية التعامل مع العقبات.
وأضاف أن الجامعة تعمل على دعم جميع الطلاب الذين صمموا ألعابًا إلكترونية في تسجيلها رسميًا لحماية حقوق ملكيتهم الفكرية، بجانب الترويج لها بين الشركات ومراكز تطوير الألعاب. نأمل في حصولهم على تمويل من هذه الشركات لتسويق ألعابهم تجاريًا داخل مصر وفي المنطقة العربية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور أشرف مهدي، مدير برنامج تصميم الألعاب بكلية الفنون الرقمية والتصميم، أن البرنامج يدعم جميع الطلاب مثل سلمي، الذين صمموا العديد من الألعاب الإلكترونية، حيث نقدم لهم الدعم الفني اللازم لتطوير أفكارهم من مرحلة الكتابة إلى التصميم النهائي.
وأفادت الطالبة سلمي ياسر أن لعبتها، التي أطلقت عليها اسم "الفوضى الواعية"، تستند إلى بحثها في اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه.
وأضافت سلمى : اللعبة تأخذ اللاعبين في رحلة عبر عالم عقلي يمثل تحديات هذا الاضطراب، حيث يتنقلون بين المشتتات والأفكار المزعجة، مع حل الألغاز وتجاوز التحديات لتطوير آليات التأقلم.
كما أشارت إلى أن اللعبة تتضمن أربع مستويات، تتنوع بين أجواء غامقة وملونة، تعكس التجارب المختلفة للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة.
وقد استلهمت أسلوب التصميم من السلسلة الشهيرة "Arcane"، مما يضيف طابعًا فريدًا يجسد التباين بين الهدوء والفوضى.
وأكدت سلمي أن كل تغيير في البيئة ومظهر الشخصية سيساهم في تعزيز ارتباط اللاعب بالمشاعر النفسية المرتبطة باضطراب فرط الحركة، مما يشجع على التعاطف وفهم التحديات التي يواجهها المصابون بهذا الاضطراب.