توجب الشعائر والمناسبات الدينية على الآباء والأمهات، تعريف أبناءهم بهذه المناسبات وشرح المعاني المتعلقة بها، وهو ما ينطبق هذه الأيام على الأضحية وتوزيع لحومها على الفقراء، حتى لا تكون الأضحية مجرد طعام يقدم على المائدة فقط، بل تكون درس تربوي لشرح قصتها، كما أراد الله وشرعها من فوق سبع سماوات، ويجب على الوالدين أن يقصا على أطفالهما قصة الأضحية ومعانيها العميقة، وهو ما يوضحه لنا متخصص في الحضارة الإسلامية، خلال السطور القليلة القادمة.
يقول الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن قصة الأضحية تعتبر درس تاريخي في التربية وطاعة الأبناء للأباء، فقد رزق الله سيدنا إبراهيم بسيدنا إسماعيل، وقد كبرت سنه، ورغم أنه رزق به علي كبر، يأتيه الأمر بذبحه، حيث يري في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل، وتتكرر الرؤيا ورؤيا الأنبياء حق، وقص سيدنا إبراهيم رؤياه علي ابنه إسماعيل وكان صبيًا يافعاً، وهنا تبرز التربية الصحيحة والسليمة، فعندما قال له "إني أرى في المنام أني أذبحك" فكان جواب الغلام افعل ما تؤمر، وهنا تبرز طاعة إسماعيل، ومخالفة أبنائنا، وعمق تربية إسماعيل وسطحية أبنائنا.
قصة الأضحية
ويستكمل "باشا" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" قصة الأضحية، مشيرًا إلى موقف سيدنا إسماعيل عندما قال لأبيه، اكفيني علي وجهى حتي لا تنظر إلي عيناي فتأخذك الشفقة، لافتًا إلى عظيم حق الوالدين، حيث قال الله تعالى "وبالوالدين إحسانًا" وهنا الإحسان فوق العدل، ولو كان هناك أقل من كلمة "أف" لقالها الله في قرآنه، ثم أوصى الابن بأن يخفض جناح الذل من الرحمة لوالديه.
وأضاف أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الله كافئ إبراهيم علي تربيته لابنه إسماعيل فأنزل من الجنة كبشًا ليفدي ابنه إسماعيل، ولا يعرف الكثير من الناس لماذا أنزل الله كبش من السماء فهو نفسه الكبش الذي قدمه جده هابيل إلي الله عندما أُمر وأخيه بتقديم قربان، فانتقى أفضل أغنامه وقدمها قربانا لله فتقبلها الله.
وبين "باشا"، أن كثير منا حاليًا يقوم بذبح الأضاحي واصطحاب أطفاله معه، دون أن يشرح لهم ما المغزى من قصة الأضحية والفداء ونزول الكبش من السماء، فيجب على الأباء أولاً أن يستوعبوا من القصة آثار التربية الصحيحة وأن يعلموها لأطفالهم.